المغتربون عن الأهل:

وحوى يا وحوى..

صايم وهافطر »وحدى«

كتبت :أميرة اسماعيل

«سفرتي» كرس واحد فقط.. فقد شاءت الأقدار أن يمر عليَّ شهر رمضان وحيدة بلا جليس أو ونيس، فقد غابت عني لمة العائلة ودفء
التواصل مع الاخوة والاصدقاء وسمر الحكايات.
لكن الرزق والبحث عن لقمة العيش أجبراني أن أغادر محافظتي، وأغادر أيضاً ذكرياتي وحكاياتي في هذا الشهر الفضيل.

وهنا أسجل مشاعري التي يشاركني فيها الكثيرون، لعل هذه الكلمات تكون جليساً افتراضياً يؤنس وحدتنا 

 

يحمل لى شهر رمضان الكثير من حكايات السمر ولم شمل العائلة، لكن قدر لى هذا العام أن أكون بمفردى خلال هذا الشهر الكريم.

وعادة يبدأ يومى فى رمضان وكأننى على أبواب حياة جديدة بها مزيد من التسامح، ومزيد من الرضا، وقليل من الكلام لتجنب كثير من زلات اللسان.

ولأننى قررت العمل خارج البلدة التى أسكن بها، فقد كان قراراً صعباً أن أعيش شهراً كاملاً مثل شهر رمضان بمفردي!! نظراً لأن عملى يتطلب
الذهاب يومياً دون انقطاع غير يومى الجمعة والسبت «وهما الإجازة الرسمية لي».
أقاوم

كنت أتصور الأمر هيناً، كباقى الأيام التى أقضيها بين عملى ورفيقاتى فى السكن الخارجي، لكنى قررت قضاء اليومين الأولين فى هذا الشهر بمنزلى
مع أسرتى لتكون دفعة قوية لاستكمال باقى الشهر بعيداً عنهم، ولأن ظروف السفر مع الصيام فى الصيف كانت أسباباً كافية لعدم إقدامى على السفر
فى كل أسبوع، بالإضافة لإصرار أبى عدم السفر على فترات متقاربة.
استقبلت ثالث يوم فى الشهر الكريم وأنا وحيدة، فزميلتى فى السكن قد قررت الذهاب لخالتها للإفطار والمبيت لديها، لأجدنى بمفردى أسعى
لتجهيز طعام الإفطار بكل ملل وفتور، أعددت الطعام وجلست فى البلكونة انظر للمنازل من حولى وأترقب لمة الأسرة فهذا ينادى على بناته لاستعجال
تجهيز السفرة، وأخرى تنادى ابنها للصعود والاستعداد للإفطار بعد لعب طوال اليوم، فالحركة فى كل مكان تنطق بفرحة الصيام والاستعداد للإفطار
وسط الأسرة والأهل.. ومع إطلاق مدفع الإفطار وصوت المؤذن تناولت بعض حبات التمر مع العصير ولم أستطع إكمال فطورى، وصليت المغرب ودخلت
فى نوبة بكاء شديد، وحدثتنى أمى وكأنها تعلم بحالى لتجد صوتى حزيناً وباهتاً لكننى استجمعت صبرى وأخبرتها بأننى فقط أتمنى لو كنت معهم الآن،
وأنهيت المكالمة وكأننى على ما يرام..
وقررت أن أصلى العشاء والتراويح وأذهب للمشى، فهو القادر على تهدئتى فى وقت ضيقى وعدة للمنزل وأنا أردد لنفسى إن طموحى وعملى هو
أساس حياتى وأن كل ما يحدث ما هو إلا ضريبة هذا الطموح. ومع بزوغ فجر اليوم الرابع كنت مستعدة لاشغال نفسى والاندماج أكثر ومحادثتى أهلى
فى كل وقت، فقد كانت دعوة أمى بعد إنهاء مكالمتها لى أن يسعدنى الله طوال حياتى حتى فى بعدها عنى كانت دعوتها هى مفتاح الفرج وإزالة الهم
النفسى الذى كدت أن أسقط فيه.. والآن وبعد مرور عام على هذه الذكرى.. أستطيع أن أستعد لرمضان وحدى ولكن بدعوات أمى وأبى وثقتى بربى فى
النجاح.

المصدر: مجلة حواء- أميرة اسماعيل
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 702 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,865,793

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز