امسك لسانك تكسب صيامك
كتبت :سمر عيد
كثيرون يعتقدون أن الصيام امتناع عن طعام وشهوة فيمتنعون عنهما في الوقت الذي يقتاتون فيه علي سير الناس والأصدقاء، فيذهب جزء
كبير من ثواب صيامهم وقد يضيع كله كما أخبرنا الهادي محمد «من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه»
ولئلا يضيع ثواب صيام الشهر تعرضنا لبعض الحالات التي تفسد الصيام ويقع فيها الكثيرون دون قصد أو نية مبيتة، فهيا نتعرف عليها
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت) لقد فضل النبى الكريم أن يظل الإنسان صامتاً
على أن يخوض فى أحاديث لا فائدة منها، والكارثة الكبرى التى تواجه النساء هى التحدث فيما لا يفيد أثناء الصيام فيقل الأجر والثواب.
ولقد أمر الله السيدة مريم العذراء بالصيام عن الكلام عندما ولدت المسيح عليه السلام فقال تعالى (إنى نذرت للرحمن صوماً فلن أكلم اليوم
إنسياً).
وإذا كان صيام آل عمران عن الكلام أيضاً مع الامتناع عن الطعام والشراب، فإن الإسلام قد أكد على أن الكلام قد يفسد الصيام فقال صلى
الله عليه وسلم: (رب صائم لم ينل من صيامه إلا الجوع والعطش) وتقع نساء كثيرات فى النميمة والغيبة بدافع تسلية الصيام، ونحن نؤكد من خلال
هذا الموضوع على أهمية الامتناع عن الغيبة والنميمة ونحسن الكلام فى رمضان.
لا يليق
يقول محمد محروس - سائق ميكروباص-: أكثر ما يضايقتى هو سب الدين، ففى رمضان ونحن نقود الميكروباص نسمع من بعض السائقين
كلاماً لا يليق أن يقال خاصة فى رمضان، ونحن نتبع كلام الرسول صلى الله عليه وسلم ونقول (اللهم إنى صائم) وادعو سائقى الميكروباصات إلى
الامتناع عن السب والشتم بحجة أنهم لا يطيقون الحر والصيام وحجة الامتناع عن السجائر، وأظن أن سب الدين يفسد الصيام وثوابه.
أخبار وحواديت
ومن عادة نهى محمود - مهندسة كمبيوتر - فى رمضان إغلاق هاتفها المحمول وتبرر ذلك قائلة: ألجأ لسماعة التليفون العادى، لأن صديقاتى
يسلين أنفسهن ويبدأن فى الاتصال بى وتتبع أخبار الآخرين، فهذه صديقة تحدثنى عن أن فلانة بلغت مشترياتها من الياميش بألف جنيه، وأخرى
تحدثنى أن جارتها قد ذبحت فى أول رمضان جدياً صغيراً، والحقيقة لا أحب أن أعرف أخبار الآخرين لأن تناول سيرة الناس فى رمضان يوشك أن
يوقع الناس فى المحظور، وأكره أن تأجرنى أية صديقة وتضيع الأجر والثواب علىِ.
المعاكسات
وتضيف هدى محمود -مدرسة لغة انجليزية -: أكثر ما يضايقنى هو المعاكسات فى رمضان على الرغم من أن الشهر الكريم يوجب على الجميع
الالتزام، إلا أن بعض الناس غير الملتزمين دينياً يقومون بالمعاكسة والتحرش بالنساء فى نهار رمضان، ولا أعرف ماذا أقول لهم، وفى الحقيقة أود أن
أقف وأدعوهم إلى آداب الصيام وتجنب فحش الكلام، ولكن لا أعرف ما إذا كانوا سيقبلون النصح أم لا، ولا أدرى كيف يكون الشخص صائماً
ويتحرش بالنساء ويبدى إعجابه بأجسادهن وملابسهن.
الكذب
وأكثر ما يضايق نهلة ماضى - مترجمة لغة روسية - هو الكذب فى نهار رمضان قائلة: أكثر الكذب يكون فى التباهى بالعبادات فنجد امرأة لا
تذهب الى المسجد تقول بالأمس انا صليت التراويح كاملة، أو تقول إنها انهت خاتمة القرآن الكريم إذا كذبوا على الناس فلن يكذبوا على الله.
صيام مريم
ويعلق د. محمد رأفت عثمان - عميد كلية الشريعة بالأزهر - قائلاً: - لقد صامت السيدة العذراء عن الكلام بأمر الله عز وجل فنذرت للرحمن
صوماً حتى يتحدث المسيح عليه السلام وهو فى المهد للناس، وهذا لا يعنى أن آل عمران كلهم كانوا يصومون عن الكلام، لكن الغيبة والنميمة وفحش
الكلام فى رمضان يقلل من ثواب الصيام، فالذى يصوم تسقط عنه الفريضة ولكن هذا لا يعنى أنه أخذ أجر وثواب الصيام كاملاً. والغيبة هى أن
أذكر إنساناً بما يكره، أما النميمة هى أن أوقع بين الناس وأنقل الكلام من شخص إلى شخص. وهناك فرق بين صحة العبادة والثواب فالذى يتكلم
فى نهار رمضان بفحش الكلام يكون قد سقط عنه الفرض ولكن الثواب قد ضاع، ولعل الصيام هو رياضة روحية تمنع الناس عن الانصياع للشهوات
والامتناع عن الطعام والشراب وفحش الكلام، فهى رياضة روحية تدرب المسلم على الصبر والعبادة الحقيقية وتدرب الروح أن تسمو بعيداً عن
الجسد ومتطلباته، عن قول الرسول صلى الله عليه وسلم (فليقل خيراً أو ليصمت)
ساحة النقاش