بشتاك .. وقصره الذى كرهه !
كتبت :مروة لطفي
يحكى أن الأمير بشتاك أراد أن يكون له دار بالقاهرة أسوة بالأمير قوصون الذى كان يشاركه فى المناظرات الخاصة بشتى الأمور فيتعاندان معاً على سائر الأحوال .. ويقصد كل منهما أن يتسامى فوق الآخر ويزيد عليه فى التجمل .. فلما اشترى قوصون قصراً .. عمل بشتاك فى الاستيلاء على قصر أمير سلاح حتى اشتراه من ورثته . فأخذ من السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون قطعة أرض كانت داخل هذا القصر كانت من حقوق بيت المال ليدخلها فى بنائه، حتى جاء القصر الذى عرف باسمه من أعظم مبانى القاهرة .. كما أنشأ أسفله حوانيتاً يباع فيها الحلوى وغيرها .. ولما أكمل بشتاك بناء هذا القصر فى سنة 738هـ لم يبارك له فيه ولا تمتع به ، وكان إذا نزل إليه ينقبض صدره ، ولا تنبسط نفسه مادام فيه حتى يخرج منه فترك المجىء إليه ، وكرهه ثم باعه لزوجة بكتمر الساقى وفقا لما جاء فى خطط المقريزى.
سيدة يونانية وراء تسميةبيت الكريتلية
يحكى أنه فى سنة 1540م كان هناك سيدة مصرية اسمها أهنة قامت ببناء بيت كبير بجانب جامع أحمد بن طولون ثم جاء أحد الأثرياء ليشيد منزلاً بجانبه وهو محمد بن الحاج سالم بن جلمام الجزار عام 1631م .. لتتوالى السنين ومعها تتعاقب الأسر الثرية فى سكن البيتين حتى جاءت سيدة يونانية لتضمها فى بيت واحد ليعرف باسم بيت الكريتليه أو الكردلية نسبة إلى جزيرة كريت موطن السيدة اليونانية، وظل البيت يتوالى على سكنه العديد من الأسر حتى سنة 1940 حين جاء إلى مصر الطبيب البريطانى جابر أندرسون والذى كان يعمل بالجيش الإنجليزى لكنه مغرماً بالأماكن التاريخية فى القاهرة، لذا طلب أن يسكن فى هذا البيت على أن يتحمل تأثيثه بالكامل وعند مغادرته لمصر يتركه بكل محتوياته للحكومة المصرية .. وقد وافق الملك فاروق على مطلبه، فعاش فيه لسنوات ثم أصبح من أحد الآثار المملوكة للحكومة المصرية حتى يومنا هذا .
تعددتالروايات
والقطايف ملكة الحلويات
هى ملكة الحلويات الرمضانية .. فقد تعددت الروايات حولها .. فمنها من أكد أنها أكله عرفت فى العصر العباسى للخليفة الأموى سلمان بن عبدالملك .
بينما أكد آخرون أنها تعود للعصر الفاطمى حيث كان يتنافس صناع الحلوى لتقديم ماهو طيب من الحلويات .. وقد ابتكر أحدهم فطيرة محشوة بالمكسرات وقدمها بشكل جميل مزينة فى صحن كبير ليقطفها الضيوف ومن هنا سميت بالقطايف .. وأياً كانت الرواية الأصح فتبقى القطايف متربعة على عرش المائدة الرمضانية
رقية دودو .. وسبيلها
يحكى أنه فى عام 1174هـ أنشىء بشارع سوق السلاح سبيل على روح المرحومة رقية دودو كما تشير العديد من النقوش الكتابية التى وردت بواجهة السبيل .. وبهذا يعتبر هذا السبيل ثالث سبيل باق بالقاهرة العثمانية أنشىء لامرأة .. وجدير بالذكر أن رقية دودو هى بنت بدرية شاهين بنت الأمير رضوان بك وفقاً لما جاء ذكره المستشرق برس دافين فى كتابه «فن العرب» .
الموسكى .. أصل الحرف القديمة
يحكى أن حى الموسكى نشأ فى عهد السلطان صلاح الدين الأيوبى ، وعرف باسم منشئه الأمير عزالدين موسك .. ومنذ ذلك الوقت عمرت المنطقة بالأسواق والحوانيت وأصحاب الحرف .. ومازال معظم هذه الحوانيت يحتفظ بطابعه الشرقى القديم . كما أن الحرف القديمة مازالت تمارس فى هذا الشارع .
رباط البغدادية
بيت النساء المهجورات
أنه فى سنة 684هـ قامت الست الجليلة تذكار باى خاتون ابنة الملك الظاهر بيبرس ببناء رباط «أن بيت للصوفيه» للشيخة الصالحة زينب ابنة أبى البركات المعروفة ببنت البغدادية فأنزلتها به ومعها النساء الخيرات . كانت الشيخة الصالحة فقيهة وافرة العلم ، زاهدة قانعة باليسير ، عابدة واعظة حريصة على النفع والتذكره ذات إخلاص وخشيه وأمر بالمعروف . انتفع بها كثير من نساء دمشق ومصر ، وكان لها قبول زائد ، ووقع فى النفوس وقد توفيت عن الثمانين من عمرها وذلك فى ذى الحجة سنة 714هـ .
وصار بعدها كل من قام بمشيخة هذا الرباط من النساء يقال لها البغداية حيث خصص الرباط للنساء اللاتى طلقن أو هجرن ، حتى يتزوجن أو يرجعن إلى أزواجهن ، حماية لهن .. لما كان فيه من شدة الضبط ، وغاية الاحترام والمواظبة على وظائف العبادات وفقاً لما جاء فى خطط المقريزى.
ساحة النقاش