ليلة القدر خير الليالي
كتب : محمد الشريف
مضت سنة الله فى مخلوقاته أنه يختار ما يشاء فقال «وربك يخلق ما يشاء ويختار» فاختار من الشهور شهر رمضان ، واختار من أيامه الليالى العشر ، واختار من هذه الليالى ليلة القدر ، فهى خير الليالى وأفضلها ، فلماذا سميت بهذا الاسم ، ولماذا جعلت خير من ألف شهر ، وما الحكمة من إخفائها وعدم معرفتها ؟
وحول هذا الموضوع كان اللقاء مع الشيخ : عبدالحميد الأطرش ، رئيس لجنة الفتوى سابقا ، للإجابة على رسالة قارئة «حواء» أمانى عبدالله:
يقول رئيس لجنة الفتوى: ورد فى تسمية ليلة القدر بهذا الاسم عدة آقوال منها: أنها ليلة العظمة ويشهد لهذا القول قوله تعالى وما قدروا الله حق قدره ، أما القول الثانى فيرى أنها من الضيق ، أى هى ليلة تضيق فيها الأرض عن الملائكة ويستدل اصحاب هذا القول على صحة رأيهم بقوله تعالى .. «ومن قدر عليه رزقه» وأما اصحاب القول الثانى فيرون سبب تسميتها بالقدر لأن الله يقدر فيها أرزاق العباد وتأخذ الملائكة صحائف الأقدار عاماً كاملاً من ليلة القدر إلى ليلة قدر أخرى ، فلا يبقى جليل ولا حقير إلا كتب الله أمره ويستدلون بقوله تعالى .. فيها يفرق كل أمر حكيم» وقيل لأنه أنزل فيها القرآن وهو أعظم الكتب قدراً ، وقيل لأن الإنسان يعظم قدره فيها .
وأما عن قوله «خير من ألف شهر» فيذكر الشيخ : الأطرش أنه كان فى زمن بنى اسرائيل رجل حمل سلاحاً على عاتقه ألف شهر فعجب رسول الله لذلك وتمنى أن يكون فى أمته ، فأعطاه الله ليلة القدر ، وقال هى خير من ألف شهر التى حمل فيها الإسرائيلى السلاح فى سبيل الله .
أحكام الحامل والمرضع
الإسلام دين يسر يراعى طاقة المكلفين ، فلا يحملهم فوق طاقتهم ولا يأمرهم بما لا يستطيعون ، فمن رحمة التشريع الإسلامى أن أباح للحامل والمرضع الفطر إذا خافتا على الجنين أو الرضيع ، فهل عليهما قضاء أو كفارة؟ رسالة وردت من قارئة «حواء» .. أحلام ناصر.
يقول أ.د.محمد أبو ليلة - الأستاذ بجامعة الأزهر- الأصل فى كل التشريعات الإسلامية أنها لجلب المصلحة ودرء المفسدة عن المكلف ، وصيام شهر رمضان هو الركن الرابع من أركان الإسلام . وقد أعطى الإسلام ، من لا يستطيع الصيام كلية أن نظراً للظروف الخاصة بهم رخصه الفطر ، فالله يعطى غير القادرين على الصيام بصفة مؤقتة رخصة الفطر ثم يقضون عند الاستطاعة، أما هؤلاء الذين اسقط الشرع عنهم التكليف لعدم الاستطاعة فهم المرضى مرضاً لا يرجى الشفاء منه أو من يتناولون أدوية أثناء النهار بصفة مستمرة ، فهؤلاء يفطرون ولا قضاء عليهم وعلى القادر منهم أن يطعموا مسكيناً عن كل يوم يفطرونه .
ويستدل أبو ليلة بقول ابن حزم الأندلسى وهو إمام أهل الظاهر فى القرن الخامس الهجرى أن الحامل والمرضع يجب عليهما الفطر إذا تحقق وقوع ضرر على الجنين أو الرضيع ، ويستشهد ابن حزم بقوله تعالى «قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفها بغير علم وحرموا» وقوله صلى الله عليه وسلم .. من لا يرحم لا يرحم ، ورحمة الجنين والرضيع فرض على الأم ولا وصول إليها إلا بالفطر فهو فرض عليها إذا تحقق الضرر ، وعليه فقد سقط عنهما «الحامل والمرضع» وإذا سقط الصوم عنهما فإيجاب القضاء شرع لم يأذن به الله ، وهوسبحانه لم يوجب فى القضاء إلا على المريض والمسافر والحائض والنفساء ولا ينبغى أن تتعدى هذا فالله تعالى قال .. لا يكلف الله نفساً إلا وسعها ثم يقول ابن حزم «إذا كان الله قد اسقط عنهم الصوم فلا كفارة عليهما ولا قضاء ، ويضيف أبو ليلة قائلاً : وأرى مع تسليمى بما قال أبن حزم أن القادرة بحسن أن تطعم مساكيناً لإعانتهم على الصيام
دعاء ليلة القدر
«اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعفوا عنا»
ساحة النقاش