فلنتعاون جميعاً من أجل مصرنا

كتبت : ايمان حمزة

هى دعوة حقيقية من قلب كل مصرى وكل مصرية يحب تراب هذا البلد الذى قال عنه رسولنا الكريم مصر فى رباط إلى يوم الدين .. هذا البلد الذى ذكره الله فى كتابه القرآن الكريم «ادخلو مصر آمنين» الذى توحد فى شعبه دائماً على حبها فى نسيج واحد عبر التاريخ . ولنتمسك جميعاً بهذا الحب والتراحم والتآخى .. لإنقاذ بلادنا من التحديات الصعبة التى نمر بها .. لنتكاتف جميعاً كمصريين على أن نعيد لمصر قيمتها ومكانتها المالية .. أن نتكاتف جميعاً على أن نحمى كل شبر فى أرضنا .. ولنعد تعمير سيناء وبشكل حقيقى بكل شعب مصر وشبابها مع أهلنا من أبناء سيناء .. لنستغل ثرواتها .. ونستثمر أراضيها الشاسعة نعمرها بملايين المصريين بعيداً عن الوادى العتيق للنيل، ونزرع أراضيها ونستثمر سواحل شواطئها ومياهها وثرواتها السمكية وشعابها المرجانية وثرواتها النادرة ومحمياتها الطبيعية ونقيم المصانع والمدارس والمستشفيات، ونمد الطرق والمواصلات لنربطها بكل بلادنا ومحافظاتنا .. لنحم أمنها القومى ونتصدى معاً جيش وشرطة مع الشعب لكل من يريد أن يدمر أمننا القومى فلنتكاتف من أجل العمل والإخلاص كل منا للتحدى والانتصار على مشاكلنا فالله لا يضيع أجر من أحسن عملاً .. ليكن هذا هو نبراسنا فى الحياة فقط فلنحسن اختيار العمل الذى يناسبنا ويحتاج إليه مصر .

وعلى المسئولين فى مواقعهم أن يستغلوا قدرات هذا الشعب، وأن يستوعبوا طاقات الشباب ولنعطهم الفرصة لتحمل المسئولية التى هم قادرون عليها .. أن نشغل أوقاتهم والفراغ داخلهم بما يحقق طموحاتهم فى الحياة .. نستغل سواعدهم القوية وأفكارهم الخلاقة المبتكرة لصالحهم وصالح بلادنا .. فقد أثبت أنه قادر على تحدى المستحيل فقط فلنمد جسور من الثقة بيننا جميعاً .. لنقم باستغلال ثرواتنا البشرية التى نملكها لإدارة مواردنا الطبيعية، فهى السبيل للوصول إلى ما نريده جميعاً من أجل حل التحديات والمعوقات التى تواجهنا من بطالة أو غلاء مع تدهور الحالة الاقتصادية .. فلتكن دعوة للعمل والتصميم والإرادة بالأمل والحب للحياة بالتعاون كأبناء وبنات حواء وآدم فمعاً نصبح قوة نصبر بأحلامنا وطموحاتنا فوق كل الصعوبات . لنخلق لأبنائنا ولنا معهم واقع أفضل .. لنكن آباء وأمهات على قدر المسئولية نعلم أبناءنا ألا تمييز، فكل منا يحتاج إلى الآخر وكل منا يمتلك قدرات لا يمكن أن ننكرها عليه فقط كل إنسان يبدع ويتفوق فيما يتميز فيه .. فلم يعد الوقت ولا العصر الذى نعيشه يسمح بهذا الهراء من التشكيك فى قدرات وإمكانيات بنات حواء ولمن يربد أن يحرم المجتمع من نصف طاقاته للعودة به إلى عصر الحريم .. فقط علينا أن نربى أبناءنا على احترام المرأة وكيف أوصت بها كل الأديان السماوية، فقد كرم الله قدرها وأعلى شأنها واعطاها كل الحقوق التى حاول البعض وللأسف الشديد أن يغالط صحيح الدين ويدعو إلى أخطار ضدها أبعد ما تكون عن حقيقتها فقد عملت المرأة بجانب الرجل من أجل أسرتها ومن أجل مجتمعها وعرفت كيف تحافظ على نفسها وأسرتها فى الوقت الذى تعاون الرجل معها فإعمار الأرض ..

كان تكليفاً إلهياً لكل من آدم وحواء عندما هبطا إلى الأرض ونحن مطالبون به جميعاً أمام الله .. فقضايا مجتمعنا لا فرق فيها بين قضايا المرأة والرجل سواء داخل الأسرة أو خارجها قضايا المرأة تمس صميم حياة الرجل وتعود عليه بشكل مباشر وعلى أسرته .. وفى مجالات العمل نرى حولنا النماذج المشرفة من بنات حواء ممن يعملن بكل الجهد والتفانى من أجل المجتمع بل ورفع اسم مصر عاليا مع أبناء آدم من المصريين .. ولديهم من الأفكار الخلاقة للخروج من الأزمات لاكتشاف الكنوز التى نمتلكها ولا نجيد استخدامها .. فتخيل أيضا التراب الذى لا نستغله إلى كنوز تدر ذهبا .. فقط لنلق الضوء على نموذجين من أبناء وبنات مصر . فالعالمة المصرية ألفت منصور التى أفنت العمر فى البحث العلمى والاختراع وكانت تشغل منصب نائب مدير المركز القومى للبحوث .. استطاعت أن تصل بفريق عملها من العلماء والعالمات كيف تحول حبها لبلدها لتحميه من كل ما يلوث البيئة ليصبح بالعلم مواد مفيدة تحمى مصر وشعبها مما يلوث هواءها ومياهها وأرضها بل يفتح آفاقاً جديدة لفرص العمل ومزيد من الدخل على مستوى الأفراد وعلى مستوى البلد، ويوفر لنا العملة الصعبة فقط ما علينا إلا تطبيق ما توصلت إليه من نتائج مذهلة .. فبدلا من حرق قش الأرز الذى يكون السحابة السوداء يمكن تحويله إلى مصنوعات ورقية أو منزلية مفيدة .. أما ما كان جديد هو كيف أنها توصلت إلى الموز وأشجاره التى يشكل التخلص منها سنوياً عبئاً ومصدراً للتلوث البيئى .. رغم أن عصارة هذه الأشجار تمنع تآكل حديد التسليح وبذلك تمنع انهيار العمارات .. بل إنها يمكن استخدام لبابة أشجارها أيضا فى صنع أفخر أنواع الأوراق ليحل محل ارتفاع اسعار الورق وبذلك تصبح منجم رزق ومزيداً من المال لتفتح أبواب رزق للأسر والشباب .

أيضا كان اكتشافها لورد النيل النبات المائى الكثيف الذى يعوق مجرى النيل والملاحة داخله بل يمتص مياهه استطاعت الدكتورة ألفت منصور وفريق العمل من علمائنا المصريين إلى تحويله إلى مواد خام لتصنيع الأثاث فمنه ينتج أنواع من الأخشاب المصنعة القوية وزهيدة التكاليف لتحل مشكلة محدودى الدخل من الشباب ونار الأسعار وتخلق مزيداً من فرص العمل بل إنها أثبتت أن هذا النبات قادر على تخلصنا من الملوثات التى لا تذوب من المعادن الثقيلة مثل الرصاص والكاديوم والتى تتسرب لمياه النيل من المصانع التى يرمى أصحابها بمخلفاتهم دون ضمير لتسبب للشعب الفشل الكلوى التخلف العقلى والإعاقة . هذه العالمة المصرية التى بهرت العالم والألمان باكتشافاتها العلمية التى رفضت كل العروض المغرية لشراء براءات اكتشافاتها من أجل مصر بلدها وهى نموذج من كثير من أبناء مصر الذين تفانوا فى عملهم من أجل بقية أبناء شعبهم فهل يستطيع أحد أن يقول أن المرأة أقل فكراً أو إنتاجاً .. ونلقى أيضا الضوء على هذا الشاب المصرى الذى حول قريته إلى قرية نظيفة مع بقية شبابها بعد أن بدأ بنفسه وواجه انتقادات الكل بعد أن قرر أن يترك مجال عمله كباحث علمى يعمل على أرض قريته ليحول هذه القمامة بفكره الخلاق إلى سماد عضوى وإلى وقود حيوى زهيد التكاليف لأبناء قريته ليحل أزمة الوقود، وإلى تدوير القمامة لصناعة كثيرة وأوصل مشروعه إلى المسئولين لإمداده بما يحتاج من شراء سيارات مجهزة لنقل القمامة وهو الباحث خريج كلية العلوم أشرف سلامه بل قام بجهوده الذاتية مع أبناء قريته بمواجهة مشكلة الأمية محاولاً ربط محو الأمية بمشاريع اقتصادية صغيرة بل متناهية الصغر تدر عليهم الرزق .. فهل يبدأ كل منا بنفسه وبما يقدر عليه .. ومن خلال الدولة ليبدأ المسئولون بالأخذ بهذه المشروعات وتنفيذها ومد يد حقيقية إليها .. أيضا مع رجال وسيدات الأعمال ومع المجتمع المدنى بالجمعيات الأهلية من أجل رفع مستوى الدخل فى الأسرة المصرية ليتغلب كل منا على مواجهة هذا الغلاء

المصدر: مجلة حواء -ايمان حمزة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,836,544

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز