أحب الاعمال الي الله ادومها وان قل
كتب : محمد الشريف
مضى شهر رمضان وقد أحسن فيه من أحسن وأساء فيه من أساء، وهو شاهد لنا أو علينا، . إلا أن واقع الكثير من الناس الاجتهاد في رمضان والانقطاع بعده عن الطاعة فكيف يداوم المسلم على العبادة بعد رمضان ؟سؤال طرحته قارئة "حواء "عبير السيد-موظفة-
وحول فضل المداومة على الطاعة بعد رمضان كان اللقاء مع الشيخ: على عبد الباقي شحاتة ،أمين مجمع البحوث الإسلامية، يقول:
إن نعم الله علينا كثيرة لا تعد ولا تحصى "وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ " أجلُّها وأعظمُها الهداية لدين الإسلام ، والتوفيقُ للطاعة ، والإعانةُ على أدائها ، والقيامُ بها .
وإنه ليس شىئاً أحب إلى المؤمن الصادق من أن يبذل ما يملك ويترك ما يحب ، من أجل نيلِ رضا ربه عنه ، ومغفرةِ ذنوبه ، ومحو زلاته، وإقالةِ عثراته ، فهو يجتهد لله بالطاعة بقلب منيبٍ وجل خائف ، أمله في الله لا ينقطع ، ورجاؤه في رحمة أرحم الراحمين لا يخيب
فالاستمرار على الطاعة والحرص على إتقان العمل ، دليل على توفيق الله للعبد ، فلقد كان السلف الصالح يجتهدون في إتمام العمل وإتقانه ، ويخافون من رده ، وهؤلاء هم المؤمنون الذين قال الله فيهم:"وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ" " قالت عائشة : يا رسول الله ! هو الذي يسرق ويزني ويشرب الخمر وهو يخاف الله عز وجل ؟ قال : لا يا بنت أبي بكر ، ولكنه الذي يصلي ويصوم ويتصدق ويخاف الله عز وجل"
ويضيف الشيخ عبد الباقي قائلا: إن من علامات قبولِ الطاعة أن توصل بالطاعة بعدها ، وعلامة ردها أن توصل بمعصية بعدها - كما ذكر ذلك أهل العلم - ، فما أوحشَ ذل المعصية بعد عز الطاعة ، ولذلك كان الإمام أحمد - رحمه الله - يقول :"اللهم أعزني بطاعتك ولا تذلني بمعصيتك".
وإن للمداومة على الأعمال الصالحة آثارا حميدة منها : دوامُ اتصال القلب بخالقه وبارئه ، مما يعطيه قوةً وثباتا ، وتعلقاً بالله عز وجل ، وتوكلاً عليه ، ومن ثم يكفيه همَه ،" وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ " . ومن الآثار كذلك : تعاهدُ النفس عن الغفلة ، وترويضُها على لزوم الخيرات ، حتى تسهل عليها فلا تكاد تنفك عنها رغبة فيها ، وقد قيل :"نفسك إن لم تشغلها بالطاعة ، شغلتك بالمعصية" ، ومن آثار المداومةِ على العمل الصالح ، أنه سبب لمحبة الله تعالى عبدَه وولايتَه له ، وذلك فضل عظيم ، عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل .
صيام الست من شوال
من الأعمال الصالحة التي شرعها الله لنا بعد رمضان صيام ستة أيام من شوال ما حكم صيامها وما فضلها،وهل تكون متفرقة أم متتابعة؟-رضا محمود-موظفة.
يقول ا.د.محمد أبو ليلة ،الأستاذ بجامعة الأزهر: صيام ست من شوال بعد فريضة رمضان سنّة مستحبّة وليست بواجب ، ويشرع للمسلم صيامها ، و في ذلك فضل عظيم ، وأجر كبير ذلك أن من صامها يكتب له أجر صيام سنة كاملة كما صح ذلك عن المصطفى" صلى الله عليه وسلم" كما في حديث أبي أيوب رضي الله عنه أنه قال : " من صام رمضان وأتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر ".
وقد فسّر ذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : " من صام ستة أيام بعد الفطر كان تمام السنة : (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ) . " وفي رواية : " جعل الله الحسنة بعشر أمثالها فشهر بعشرة أشهر وصيام ستة أيام تمام السنة "
وفائدة صيام ستّ من شوال هو تعويض النّقص الذي حصل في صيام الفريضة في رمضان ويجوز صيامها متتابعة ومتفرقة ؛ لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أطلق صيامها ولم يذكر تتابعاً ولا تفريقاً ، ويمكن أن يجعلها المسلم في أيام الاثنين والخميس أو في غيرها.
ويضيف د.أبو ليلة :اختلف العلماء فيمن كان عليه أو كان عليها قضاء أيام من رمضان، هل ينال فضل صيام ست من شوال إذا صامها قبل قضاء ما عليه من رمضان أم لا؟ فنقول إن تقدير ثواب الأعمال التي يعملها العباد لله هو من اختصاص الله جل وعلا ، والعبد إذا التمس الأجر من الله جل وعلا واجتهد في طاعته فإنه لا يضيع أجره ، كما قال تعالى : ( إنا لا نضيع أجر من أحسن عملاً ) ، والذي ينبغي لمن كان عليه شيئا من أيام رمضان أن يصومها أولا ثم يصوم ستة أيام من شوال ؛ لأنه لا يتحقق له اتباع صيام رمضان لست من شوال إلا إذا كان قد أكمل صيامه
ساحة النقاش