كتبت :تهاني الصوابي

قال الرئيس مرسى يواسى الشعب المصري ويشد من أزره: إن المصريين عندهم صبر ومروءة ويستطيعون أن يتحملوا بعض الشئ من انقطاع الكهرباء والمياه، والحقيقة أن الحق كل الحق مع السيد الرئيس، ولكن ما يحدث للمصريين هذه الأيام ليس بعض الشئ، ولكن كل الشئ، فالتيار الكهرباء ينقطع مثني وثلاث ورباع من المرات يومياً، والمياه صارت على نفس النهج، ولم لا؟، فالشئ لزوم الشئ ، انقطاع الكهرباء يعني عدم رفع المولدات للمياه إلى خزانات المياه، لتصبح الضربة ثنائية كهرباء وماء في عز الحر وشدة الرطوبة، وهو ما دفع البعض إلي اطلاق الدعوات للعصيان المدني التي تؤيد عدم دفع فواتير الكهرباء كوسيلة احتجاجية، نظرا للمعاناة التي نعانيها، فقد صار من المعتاد في حياة المصريين الأفطار والسحور علي ضوء الشموع، وحمل جراكن المياه من الشوارع، والصعود بها إلى الأدوار العليا، وكأنها مسابقة في حمل الأثقال نظراً لتعطل المصاعد بسبب انقطاع الكهرباء

هذه المأساة التى لم يعتاد عليها المصريون حفزت النشطاء لإطلاق النكات على بعض مواقع التواصل الاجتماعى كعادة المصريين وقت الأزمات مثل «بيقولك مشروع الـ 100 يوم دا طلع مسابقة»، «المواطن اللى هايفضل عايش حتى نهايتهم هيكسب نهضة، و«أن النهضة ان تنهض عند انقطاع المياه وتحمل جركن بحثاً عن نقطة ماء»، بينما جاءت أكثر العبارات الساخرة، «إن الإخوان عاشوا حياتهم كلها فى الضلمة، لما مسكوا البلد قرروا يضلموا شوارع مصر علشان يعرفوا يعيشوا»

اتفق مع النشطاء فيما يكتبون عن واقعنا الأليم بعض الشئ، وإن كنت اختلف معهم فى أشياء أخرى، فالتيار الكهربائى ينقطع عن كل المصريين ماعدا السادة المسئولين وكبار رجال الدولة، فهل يعقل ان ينقطع التيار الكهربائى عن مقر الرئيس بقصر الاتحادية مثلا، أو المقر الرئيسى للإخوان المسلمين بالمقطم على سبيل المثال؟!، بالطبع لا، والدليل انقطاع التيار الكهربائى تماما عن منطقة الدقى وشوارعها يومياً، ماعدا المنطقة المحيطة بمنزل رئيس الوزراء، وهو ما أدى إلى تذمر الأهالى وابداء استيائهم.

حالة من الاستياء والتذمر والضجر تسيطر على المصريين الآن، وحذار من شر الحليم إذا غضب، ولكم فى ثورة 25 يناير أسوة، والدليل ما لجأ إليه البعض فى الأيام الأخيرة حيث تزايدت حدة الاحتجاجات وهجوم البعض على محطات الكهرباء، وقطع خطوط السكك الحديدية والتهديد بالتصعيد، أما المؤسف حقا هو أن الحكومة لم تبال ولم تنهض لحل الأزمة والتخفيف من هذه الاحتجاجات، بل لقد توجهت الاتهامات للمواطنين بأنهم السبب، لعدم الامتثال لتعليمات ترشيد الاستهلاك والحقيقة أننا نخشى ان تتحول تلك الاتهامات إلى اتخاذ اجراءات تجاه المواطنين لعمل فرق بين الشباب المتطوعين للتفتيش على المنازل لضبط المخالفين بإضاءة أكثر من لمبة، أو تشغيل مروحة، والقبض عليه واحالته إلى محكمة الجنايات بتهمة الإسراف فى استهلاك الكهرباء، والتعدى على حقوق المسئولين الكبار فى إنارة منازلهم، وتشغيل التكييفات، والفرجة على التليفزيونات.

للأسف مازالت الناس فى بلادنا تصنف على طريقة ناس وناس، وكأنك يا أبو زيد ما قمت بثورة، فالسادة المسئولون يتمتعون بالكهرباء والمياه والشوارع النظيفة، ومازال الشعب بمختلف طبقاته الغني مثل الفقير، يتساوى فى هذا منشية ناصر ومدينة نصر، بولاق أبو العلا والزمالك، عزبة أبو صفيح ومصر الجديدة، القطامية والقاهرة الجديدة، لافرق الجميع سواء فى الهم.

مطلوب منا تحمل انقطاع الكهرباء، لا مانع، سوف نصبر ونتحمل، لكننا نتساءل يا سيادة الرئيس، نصبر على ماذا؟ ولاماذا؟ انقطاع الكهرباء، ولا انقطاع المياه، ولا عدم الأمن فى الشوارع، ولا البلطجة فى المستشفيات، ولا أكوام القمامة، ولا ارتفاع اسعار المواد الغذائية؟ يا سيادة الرئيس للصبر حدود والله يرحم الست أم كلثوم وزمن الستينيات ومشروع السد العالى الذى انار مصر المظلمة الآن فى زمن مشروع النهضة 

المصدر: مجلة حواء- تهاني الصوابي

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,813,121

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز