كتبت : تهاني الصوابي

أزعم أن مهرجان الإسكندرية السينمائى هذا العام فى دورته الثامنة والعشرين قد نجحت رغم الظروف، دورة ناجحة نجاحاً لم تشهده منذ سنوات مما يبشر بدورات أكثر نجاحاً وتألقاً فى السنوات القادمة إذا شاءت الأقدار والظروف أن يستمر بعض أعضاء مجلس الإدارة الحالى والساعين إلى تحقيق النجاح بعد العديد من الاخفاقات والفشل فى دورات سابقة متتالية، لظروف عديدة لم تختلف كثيرا، حيث ضعف الامكانيات التى تفوق المهرجان واستضافة عدد أكبر من نجوم العالم لإثراء أيام وليالى وندوات وفعاليات المهرجان، الخلاف الوحيد فى الإدارة الواعية والقادرة على العمل تحت أقسى الظروف .

أياً كان.. المؤكد أن شعار نعم للتحدى الذى رفعه رئيس المهرجان د.وليد سيف ونائبه الأمير أباظة قد أتى ثماره حيث كان التحدى الأكبر أن يقام المهرجان فى موعده، رغم سخونة الأحداث السياسية وتصاعد الاضرابات والاضطرابات، ورغم العوائق والعراقيل التى كان يضعها البعض فى طريق فريق التحدى للمهرجان حتى لا يقام فى موعده أو يصاب بفيروس الفشل، الذى اعتاد مهاجمة المهرجان كل عام ، وفى نفس التوقيت على الرغم من تغير الرؤساء واحداً بعد الآخر، ولكن بلا جدوى فقد كان فيروس الفشل المعلوم المصدر وهو عدم القدرة على الإدارة الناجحة حيث الإدارة فن وموهبة ودراسة، وليست هواية لكل من تسول له نفسه بأنه يصلح قائدا ورئيسا تستطيع قيادة المعاونين معه للوصول إلى بر الأمان وتحقيق النجاح والانطلاق نحو التألق والإبداع فى إدارة العمل .

المهم أن رئيس المهرجان ونائبه والمعاونين لهم قد نجحوا فى الإمساك بخيوط المهرجان لأول مرة منذ سنوات، وتحريكه فى اتجاه النجاح حيث كانت البداية ، بداية مبشرة تدعونا للتفاؤل بأن العام القادم سوف يكون أفضل وأكثر نجاحا، بعد دراسة بعض السلبيات والعمل على تفاديها من أجل استعادة المهرجان لمكانته الدولية بين مهرجانات دول العالم .

يحسب لمهرجان الإسكندرية السينمائى لدول البحر المتوسط أنه المهرجان الوحيد الذى لم يتوقف العام الماضى رغم توقف الآخرين، ورغم العوائق والصعاب والمشاكل التى كادت تهدد بتوقفه هذا العام فى دورته الثامنة والعشرين جاءت تأكيدا لوجه مصر الحضارى والثقافى والفنى ، وحسناً فعل القائمون عليه الذين لم يمتثلوا لمحاولات البعض احباط عزيمتهم وعرقلة مسيرتهم، فتحققت أمنيتهم بإقامة دورة اجتازت الكثير من العقبات وكتب لها النجاح، أيضا بفعل كتيبة من أروع شباب وفتيات مصر من عاشقى الفن الجميل، شاركوا بالعمل والجهد عبر شهور متصلة تطوعاً وحباً فى الفن السابع ألا وهى السينما، وإيمانا منهم بضرورة أن تستمر مسيرة المهرجان بلا توقف وبخاصة فى تلك المرحلة الحاسمة والحرجة من تاريخ مصر السينمائى وما يتعرض له من هجمات شرسة على فنها وفنانيها وإبداعها ومبدعيها الذين لا يقبلون سوى بالتحدى ، فالتحدى كان بمثابة جواز مرور دورة جديدة ناجحة لمهرجان الإسكندرية السينمائى فى دورته الثامنة والعشرين