لميس الحديدى والمجلس المنحل

كتبت : تهاني الصوابي

أعترف أننى لم أكن يوماً من المعجبات أو المعجبين بالإعلامية لميس الحديدى ، عندما كانت تقدم برامجها بالتليفزيون المصرى قبل أن يطاح بها هى وباقى الإعلاميين والصحفيين الذين كانوا ينيرون البرامج التليفزيونية بأفكارهم وموهبتهم ، وقبل أن يهب العاملون به لطردهم بعد ثورة 25 يناير باعتبارهم غزاة، ويجب طردهم لاتاحة الفرصة لأبناء التليفزيون. الحق يقال إن إحدى إيجابيات الثورة هو الإطاحة بلميس الحديدى وأمثالها من الموهوبين والموهوبات ذوى الكفاءة والخبرة المهنية العالية للانطلاق بعيداً عن بيروقراطية التليفزيون المصرى والعاملين به من انصاف المواهب وفاقديها حتى آل إلى ما آل إليه من تدن فى نوعية البرامج التى تقدم ، وسطحية الأفكار وبدائية الطرح والعرض ، والفقر الموقع فى كيفية تناول الموضوعات. خرجت لميس ومن معها من ذوى الكفاءة والخبرة من الصحفيين والإعلاميين وانتشروا فى كافة الفضائيات التى خرجت علينا من كل صوب وحدب . وبعد الثورة تاه منهم من تاه ، وتألق منهم من تألق ، ومنهم الإعلامية لميس الحديدى التى تزداد تألقاً وبريقاً يوما بعد يوم فى برنامجها «هنا العاصمة» والذى انتظره بلهفة يومياً للاستمتاع بالتحليل الإخبارى الذى تقدمه فى بداية الحلقة ، وتضيف عليه من ثقافتها الواسعة وارائها الثاقبة ، وكلماتها البراقة الراقية ، وهنا اتوقف أمام حلقة السبت الماضى ، عندما أصدرت المحكمة الإدارية العليا حكمها بزوال وجود مجلس الشعب ، وعدم اختصاصها فى نظر الدعوى بعد حكم المحكمة الدستورية ، حيث أخذت لميس الحديدى تصول وتجول وتقول ما لم يقل مالك فى الخمر موجهة كلامها للإخوان المسلمين بما معناه أنه لا صوت يعلو فوق صوت القانون الذى يرفضون قبوله ، ويتلاعبون بأحكامه ويتحايلون عليه من أجل إعلاء مصلحتهم العليا على مصلحة الوطن ، الذى يريدون إدخاله فى متاهه قانونية ، وتقسيم القضاة ودفعهم للتصادم مع بعضهم البعض ، بسبب المدعو مجلس الشعب المنحل ، الذى جاء من العدم ونجح معظم أعضائه «بشنطه الزيت والسكر» وهم يعلمون ونحن نعلم ، ورغم هذا يتشدقون ويقولون إرادة الشعب ، الشعب الذى لا حول له ولا قوة، من الجائعين الذين لا يجدون قوت يومهم ، وكانوا يتوقون إلى مجلس يأخذ بيدهم وينتشلهم من الفقر والمرض ، بسن القوانين التى تخدم مصالحه ، فإذا به يتفرغ لخدمة من القوانين «الهايفة التافهة» ولم لا ؟ والمثل الشعبى المصرى يقول إن «كل معون ينضح باللى فيه» فإذا كان أحد اعضائه يلهث وراء عمليات تجميل الأنف ، وأخر يرتكب فعلاً فاضحاً وخادشاً للحياء فى الطريق العام ، وثالث يريد سن قانون لمضاجعة الزوجة بعد وفاتها بما يسمى مضاجعة الوداع ، وآخر يلهث لإصدار قانون لتزويج الفتاة فى سن العاشرة ، وخفض سن الحضانة للطفل إلى 7 سنوات ، ونائبة بل قل «نايبة» تريد إلغاء قانون الخلع باعتباره يخالف الشريعة الإسلامية ، وغيرها من القوانين التى لا تشفى ولا تغنى ولا تسد من جوع ، قوانين تخدم أفكارهم المسمومة عن الإسلام ، وتشبع غرائزهم المكبوتة ، فى حين أن الشعب ينضج تحت خط الفقر ، لا يجد قوت يومه ، أو رغيف عيشه ، الذى يموت فى طوابيره من أجل الحصول عليه. هذا المجلس المنحل المعدم الذى يستحق جائزة أسوأ مجلس شعب فى تاريخ الأمة المصرية ، والذى يلهث رئيسه واعضاؤه من جماعة الأخوان المسلمين لإعادته بشتى الطرق ، وعلى رأى لميس الحديدى لم يبق شئ يلجأون إليه إلا إذا كانوا يريدون اللجوء المرة القادمة إلى محكمة الأسرة ، أو محكمة الطفل ، أو محكمة لاهاى لإعادته بعد فشلهم فى لى ذراع المحكمة الإدارية بالتصريحات النارية لرئيس المجلس قبل صدور الحكم بأن المجلس عائد بحكم القانون فى محاولة لاختطافه كعادتهم فى خطف المناصب، ومحاولة إهدار هيبة المحكمة الدستورية العليا التى لا حكم يعلو فوق حكمها ، واسمحى لى أستاذة لميس الحديدى أن أضيف لك بأنهم يمكنهم اللجوء إلى القضاء العرفى لدى الجماعات الدينية الجهادية المتطرفة فكلاهما يتسم بالتطرف ، الألوان فى دينهم والإخوان فى تفكيرهم 

المصدر: مجلة حواء -تهاني الصوابي
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 553 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,686,652

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز