روح النصر فى حب مصر
كتبت :ايمان حمزة
مع أيام شهر أكتوبر تمتد فرحة أعيادنا بانتصارات حرب السادس من أكتوبر 1973الموافق العاشر من رمضان المبارك، ورغم مرور 39 عاما على ذكرى النصر إلا أنها محفورة فى قلوب كل المصريين وعقولهم لتزداد قيمتها ودروسها مع الزمن ونحملها ميراثا جميلا وعظيما لأجيال مصر الجديدة، ميراث من الحب والتكاتف والإثار على حب مصرنا بين جموع شعبنا وقواتنا المسلحة المقاتلة..جموع المصريين-شعب وجيش- توحدوا وصمموا على عبور الهزيمة واستعادة الكرامة وتحرير الأرض المصرية الحبيبة..يرددون الله أكبر ويسألون الله أن يؤيدهم بفضله ونصره بعد أن تسلحوا بكل الأسباب بالتخطيط الكامل المدروس وبالأسلوب الجديد فى التغلب على العوائق والتحديات بالمعدات الحديثة لاختراق قناة السويس فى الوقت المناسب بالضربة المباغتة والمفاجئة للعدو ليعبروا خط بارليف المنيع الذى لايقهر كما كانت إسرائيل تعلن للعالم، ولكن بعقول مهندسينا من ضباط الجيش ومدرعات المدفعية والكبارى العائمة وجنودنا البواسل تحميهم قواتنا الجوية تعبر قواتنا البرية -150 ألف مقاتل من الجيش الثانى الميدانى- قناة السويس فى الساعات الخمس الأولى ويحطمون خط بارليف الذى انهار أمام خراطيم المياه الهادرة ..وليقف ضباطنا من الدفاع الجوى بالصواريخ كحائط صد مصرى ضد كل هجمات العدو.
وقف الشعب المصرى العظيم بكل قوته ودعمه المادى المعنوى وتضحياته الكثيرة التى لاتحدها حدود وقف متلاحما مع جيش بلاده فكان نتاج كل ذلك فى حرب أكتوبر أن ساهموا جميعا فى صناعة النصر المجيد مع القيادة السياسية للرئيس الراحل »محمد أنور السادات«إلى جانب القيادة العسكرية، ولتظهر جهود المرأة المصرية المشرفة التى دفعت بكل أفراد أسرتها لدعم بلادها.. فدفعت بزوجها وابنها وأخيها وحبيبها إلى ميدان القتال بكل حبها لوطنها ..تبتهل إلى الله أن يعينهم على ويلات الحرب ويحميهم وينصرهم، وأسرعت تتطوع بالتمريض وبالدم وحث كل أفراد أسرتها بالتبرع بالدم وبكل غالى ونفيث، حتى الفقراء كانوا يتبرعون بالقليل الذى كان يملكونه، فقد ربط الجميع الأحزمة على البطون لتوجه الدولة كل اقتصادها ودخلها القومى للحرب وتسليح الجيش، وعاش الشعب المصرى سنوات على 33%فقط من قيمة الدخل القومى من أجل استعادة الأرض والكرامة والحرية وخرج الكل فى حماس، وقد شارك الفنانون والإعلاميون والأغانى الوطنية فى إشعال حماس الجنود والشعب المصرى الكبير والصغير.. الغنى والفقير.. الكل فى واحد من أجل حب مصر لتدور عجلة الإنتاج مع عجلة الحركة ليتحقق النصر الذى تضافرت من أجله كل الجهود المصرية يسبقها العزيمة والتصميم والإرادة وابتهال كل المصريين للخالق أن يؤيدنا بنصره، وتكبيرات الله أكبر.. وتعم الفرحة عيدا لمصر مع استعادة العزة والكرامة والأرض من جديد ليتحقق السلام المبنى على القوة قوة النصر على العدو الإسرائيلى الذى عرف عنه أنه لايقهر ليرى العالم مفاجأة الإنسان المصرى والجندى المصرى الذى أذهل العالم ساسة وقادة حرب عسكريين رغم كل قوة العدو وما يدعمهم من قوة أمريكا وأوروبا .
وعلى هذه الروح من الحب والإيثار والتكاتف والتلاحم فجر الشعب المصرى العظيم ثورته فى 25 يناير 2011 والتى تلاحم بها كل المصريين من جديد (مرأة ورجل.. كبير وصغير.. غنى وفقير)..كلنا مصريين (مسلما ومسيحيا.. أحزاب وتيارات سياسية)...ليظهر الانتماء القومى والقيم المصرية من الشهامة والرجولة والإيثار والحب والتفانى من أجل حب مصر وطننا أولا وقبل كل المصالح الشخصية.
ليخرج الشعب المصرى متوحدا مع الشباب الذى فجر الثورة «فتيات وفتيان» عبر أحدث رسائل التواصل التكنولوجى الفيس بوك والتويتر «بالنت»..ليصنع ثورته السلمية ليسقط النظام مطالبا باقتلاع الفساد من جذوره وتحقيق الحرية والعدالة الاجتماعية واستعادة الثروات المنهوبة، وإعادة كرامة مصر ومكانتها التى انحنى لها العالم وساسته، وقال عنها إنها أعظم ثورات العصر الحديث، وأن المرأة المصرية ساهمت بشكل كبير وأساسى فى إنجاح وإشعال هذه الثورة..التى قام فيها المصريون بتنظيف الميدان وكل الميادين بعد ذلك وهو مالم يُرو فى أى من بلدان العالم، وطالبوا أن يتعلم منهم أجيال العالم.كيف صنع المصريون ثورتهم العظيمة ثم قاموا من جديد لينظفوا بلادهم.
فهل نستفيد من جديد بروح نصر أكتوبر-العاشر من رمضان الذى حققناه كمصريين وأذهلنا العالم من حولنا، وهل نستعيد روح وقيم ثورة يناير من أجلنا جميعا ومن أجل وطننا الذى أحببناه وضحينا بأرواح أغلى شهدائنا من آبائنا وأبنائنا وأخواننا وأخواتنا وسالت الدماء الزكية ثمنا غاليا لحرية مصر والمصريين ..هل نستفيد من كل ذلك ونتوحد من جديد لأجل كل مصرى ليعيش حياة كريمة على أرض وطنه الحبيب مصر؟
ساحة النقاش