والفن أيضا شارك ورحب به

ياليلة العيد آنستينا

كتبت :منال عثمان

  وتمر الأزمان بكل ماتحويه من متغيرات ومفاهيم وأطباع وسلوكيات وعادات ،وتبقى أوتاد راسخة فى جذور وأعماق الأرض والنفوس ..أشياء لايمكن أبدا بأى حال من الأحوال تغيير أشكالها أو جوهرها خصوصا لدى المصريون الذين يحملون كما قال عنهم يوما "إليا أبو ماضى" الشاعر العربى الكبير( مفاتيح البهجة) ،فمهما أحنت ظهورهم الملمات والمصاعب يعرفون كيف يبتهجون 

فللعيد بهجة خاصة أجزم أنها لاتوجد فى أى مكان فى الدنيا إلا مصر ..نعرف مهما كانت الظروف وبأقل الإمكانيات أن نحتفل بالعيد ،فلا يلزمنا مفاخر الأمور لكى نسعد بمناسباتنا الدينية العزيزة على قلوبنا ونفرح صغارنا .. يلزمنا فقط قلب صافى يقول "كل عام وأنتم بخير" ، وفن رائع يسعدنا ويدخل الحبور إلينا فى هذه الأيام المباركة، وكم من الأعمال الفنية قُدمت عن العيد فعلت هذا ... نستعرضها معكم

ياليلة العيد أنستينا

تحفة سيدة الغناء العربى "أم كلثوم" التى ما أن نسمعها فى مكان إلا ويتسلل إلينا فرح غامر بهذا العيد القادم بعد ساعات قليلة وكأنها غدت من الطقوس التى لايمكن الاستغناء عنها حتى تكتمل فرحة العيد ،وهذه الأغنية كتبها شاعر الشباب "أحمد رامى" ولحنها

" رياض السنباطى" وغنتها أم كلثوم لأول مرة سنة 1939 فى حفل ملكى ..لكن ذاع صيت الأغنية وكانت تغنيها بناء على طلب جماهيرها فى كل حفل ،ويقال إنها غنتها مرتين فى حفل بالنادى الأهلى بناء على طلب رئيسه فى هذا الحين (عبود باشا) وكان الحفل ليلة الوقفة ،وعندما طالبها -وكان من عشاق صوتها- أن تغنى المقطع الأخير مرة ثالثة قالت له من فوق المسرح - كفاية يا باشا هو احنا هنصلى العيد هنا- وضحك الجميع، ولم تكن أغنية ياليلة العيد أنستينا هى الأغنية الوحيدة التى قدمتها ثومة عن العيد، فالتاريخ يذكر أنها فى عام 1937 قدمت أغنية عن العيد أيضا من تأليف "أحمد رامى" وتلحين "محمد القصبجى" ولكنها لم تنل حظ أغنية ياليلة العيد أنستينا وجددت الأمل فينا ،وهناك أيضا أكثر من أغنية شهيرة كانت القاسم الباسم فى فرحتنا بالعيد مثل تجارب "صفاء أبو السعود" مع المؤلف "نادر أبو الفتوح" التى تشع نسمات فرحة بالعيد مثل (أهلا بالعيد ،والعيد فرحة، وجانا العيد أهو جانا العيد) وأغنية" سعاد مكاوى" (بنستناك ياعيد) وأغنية "نازك" (عيدنا هنا) وإن لم تكن هذه الأغانى بشهرة الأغانى السابقة.

سينما العيد

وليأتى فى المقدمة فيلم "شادية" الجميل الذى نتذكره (ليلة العيد) الذى كتبه "أبو السعود الإبيارى" ووضع له السيناريو وأنتجه "أنور وجدى" دون أن يشارك فى بطولته التى تولاها أمام "شادية" "إسماعيل ياسين وحسن فايق وشكوكو" وأخرجه "حلمى رفلة" سنه1949والتى دارت أحداثه حول ثلاثة أشقاء يعانون شظف العيش ويحاولون أن يغنوا فى مكان معين ويدخلون مكان خطأ ويكتشفون مكيدة يتعرض لها أحد الأثرياء ويحاولون إنقاذه وتقع الفتاة فى حبه ويتزوجها. فحوى أو مضمون قد يكون بعيدا عن فكرة العيد لكن صوت "شادية" كان يجعل كل مشهد عيدا .. وكانت هناك أفلام تضمنت بعض المشاهد التى توحى أن العيد من ضمن مكونات الدراما مثل فيلم "المجرم" الذى أخرجه "صلاح أبو سيف" والبطولة كانت "لحسن يوسف وشمس البارودى وأمينة رزق ومحمد عوض" وافتتح "أبو سيف" الفيلم بمشهد الأم وهى تعد كعك العيد وتضع فوقه السكر المطحون وتحاول إيقاظ ابنها الذى يعانى علة ذهنية طفيفة يستغلها صديقه المجرم فيما تلى من الأحداث لكى يصلى العيد مع أقرانه.. إنه مشهد أبدع فيه "أبوسيف" بداية من رصد شكل البيت المصرى فى صباح العيد فالكل مبتهج سعيد ..من تجهز الكعك ..ومن تستقبل جارتها.. ومن يجهز للصلاة.. إنها تفاصيل لايستشعرها إلا من عاش العيد فى مصر ..فالعيد بها له نكهة خاصة.

الفن رصدها تبدأ بسحر صوت أم كلثوم "وياليلة العيد أنستينا"

المصدر: مجلة حواء -منال عثمان
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 749 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,771,174

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز