العيد فرحة

كتب :طاهر البهي

كل عام وأنتم بخير..صدقت العبارة " العيد فرحة ".. فهل نعمل بها؟

عندما يقترب أحد العيدين، عيد الفطرالمبارك أو عيد الأضحى المبارك أعاده الله علينا وعلى الشعبين العربى والإسلامى بالخير واليمن والبركات..تلح على خاطرى هذه القضية، وهى أمر يجب أن نراجع أنفسنا فيه..

فبمناسبة الأعياد هناك سؤال يلح على العقل والخاطرهو : لماذا لايحسن المصريون الاحتفال بالأعياد والمناسبات؟

فالدولة تفعل ما بوسعها وتمنح عمالها وموظفيها إجازة مدفوعة الأجر، ولكننا لا نسأل أنفسنا: لماذا إجازة..وكيف نستفيد منها؟ تعالوا نتقصى ماذا يفعل المصريون بإجازاتهم.. وكيف يحتفلون بأعيادهم، علما بأن كتب التراث والتاريخ قد أفردت مساحات ليست بالقليلة عن احتفالات المصريين بالأعياد منذ مئات السنين، ومعظمنا أتيح له الإطلاع على تلك الدراسات والوثائق، ومن بين أدق هذه الدراسات، شهادات إدوارد لين " المصريون المحدثون " وكتاب " سيرة القاهرة " لـ: ستانلى لينبول، وموسوعة العبقرى سليم حسن، فضلا عن موسوعة علماء الحملة الفرنسية، ووصولا إلى مؤلفات عمنا عباس الطرابيلى، وإبحار أستاذنا المتواضع الراحل المؤرخ جمال بدوى..وكل ما سبق يدل على أن المصرى هو إنسان متفائل، مجتهد، يعمل لآخرته كما يعمل لدنياه.. يزرع ويحصد، يبنى ويعمر..ويستمتع بمفردات الكون التى سخرها له مالك الملك..والآن جئنا للسؤال:

لماذا يكتفى معظمنا بالفرجة على التليفزيون، وكل ما حدث من تطور أنه أصبح يتفرج على الستالايت، وفى معظم الأحيان ينزوى أبناء الأسرة الواحدة ـ كل فى مكان ـ يلهون بألعاب الموبايل والإنترنت، التى تكرس للفردية والأنامالية وكل أمراض الوحدة والعزلة والإنعزالية التى يعرفها أطباء النفس والمجتمع؟!

لماذا لم يعد كثير من المصريين يخرجون إلى المتنزهات والحدائق العامة، بل والمتاحف المغلقة والمفتوحة .. والتى من حسن الحظ والطالع أن يد النهب والتخريب لم تنتبه إليها..فيما نعلم..وفوق كل ذى علم عليم؟

لماذا قتلنا الفرحة فى قلوب الأطفال، ووأدنا كثيراً من العادات والتقاليد المتوارثة، فأصبحت كثير من الأسر تتغاضى عن عمل كعك العيد، وكثيرون يتناسون " العيدية" عن قصد، على الرغم من أن العيدية يمكن أن تكون أداة رائعة تحقق عدة أهداف فى آن واحد: إدخال البهجة والسرور على قلوب الأطفال، أيضا فرصة لتقديم الصدقات دون خدش المشاعر، كما أنها تعيد إلى العائلات مناسبة ثمينة لصلة الرحم والتزاور بين الجيران والأصدقاء.

وإذا كان الإنسان هو مجموعة من الذكريات، وسلسلة متوارثة من التاريخ، فماذا سيتبقى من عادات المصريين بعد مائة عام مثلاً.

لاتقولوا إن السبب (اقتصادى) وأنه ضيق ذات اليد، ولكن الموضوع ربما كان أكبر من ذلك، وربما كان يتعلق بقدرة المصرى على الاحتفال والبهجة..خصوصا بعد أحداث جسام عاشها الصغار قبل الكبار، وهو ما جعل أجواء التوتر المشحون بالعنف والتعصب تخيم على الأجواء، ومن الممكن ـ بل من المطلوب والضرورى ـ أن نتعلم كيف تستفاد الأسرة بكاملها وأن تقتنص فرصة إجازة تلم شملها، وتمنحها الفرصة كى تلتقط الأنفاس فى مشوار حياة أصبحنا جميعا شهود على صعوبته.

وليس من الضرورى أن نختار برنامجا لإجازة الأسرة يكلفنا ماديا ويزيد من الضغوط، بل إن زيارة وقضاء يوم فى حديقة الأزهر بقروش زهيدة، يمكن أن يحقق الكثير من الفائدة ويمنح السعادة لطفل مرهق و أسرة متعبة.

أصدقائى.. اخرجوا إلى الحدائق العامة.. استنشقوا (عبير) الهواء الطلق، جددوا (صفاء) الذهن، ادخلوا (البهجة) على قلوب أطفالكم، وتخلواعن التليفزيون لمدة يوم واحد فى الأسبوع.

كل عام وأنتم أجمل وأسعد وأغنى.. وأفضل صحة وراحة بال

المصدر: مجلة حواء -طاهر البهي
  • Currently 1/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
1 تصويتات / 616 مشاهدة

ساحة النقاش

ywsef

كل عام وحضرتك بخير . وشكرا" لك على هذا المقال .

fatenywsef فى 26 أكتوبر 2012 شارك بالرد 0 ردود
hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,459,991

رئيس مجلس الإدارة:

أحمد عمر


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز