العيد فرحة وأضحية وخير للكل

كتبت:ايمان حمزة

مع تكبيرات عيد الأضحى المبارك تشرق النفوس بالفرحة، وبالأمل وبالدعاء للمولى ليعم الخير على الكل.. الأبناء والأهل والأحباب والوطن الذى نحيا فيه ويحيا فينا وبداخلنا .. وأن يعم الحب والخير والأمان علينا .. وتبتهل قلوب كل المسلمين مع الحجاج فى وقفة عرفات من يوم التاسع من ذى الحجة على التكبيرات الله أكبر .. لا إله إلا الله . والحمد لله كثيراً .. وسبحان الله بكرة وأصيلا ..

ومع أضحية العيد نستعيد كل معانى الإيمان والطاعة لله .. والعطف والبر والتكافل للفقراء .. والحب والتواصل مع الأهل.. الآباء والأمهات.. الأجداد والجدات .. والأعمام والعمات والخلان والخالات، نستعيد صلة الأرحام التى أوصى بها الخالق حتى تقوى الروابط بين البشر .. الحب والتواصل مع الجيران والأصدقاء .. ومع الأضحية نتذكر الطاعة والإمتثال لأوامر الله الذى اختبره نبينا إبراهيم خليل الله وابنه إسماعيل وأبو الأنبياء العرب» عندما امتثل للأمر الإلهى بذبح ابنه «إسماعيل» وكيف أطاعه الابن وهو يعلم أن الله لن يضيعه أبداً .. ونتذكر كيف فداه الخالق وفدى كل البشر بكبش كبير .. «وفديناه بذبح عظيم» .

لتصبح سنة على القادرين من المسلمين وفرض على الحجاج إلى بيت الله بمكة ولذلك سمى عيد الأضحى، والأضحية لا تكون إلا بعد صلاة العيد فى أول أيامه ومن لم يستطع يسمح له فى الأيام التالية وتسمى أيام التشريق الثلاثة .. وكما أن الأضحية فرحة ورحمة للفقراء فهى أيضا صلة رحم بالأهل والجيران والأصدقاء يتشاركون فيها تذوق لحمها.. ثلث للأهل وثلث للفقراء وجزء للجيران او الأصدقاء .. ولنكن رحماء عند الذبح كما أوصانا نبينا محمد عليه الصلاة والسلام فلا نذبح حيواناً أمام آخر .. وألا يرى الحيوان أيضا السكين أمام عينيه .. وأن تكون سكيناً حادة وسريعة فى الذبح حتى لا تزيد من آلامه ونذكر اسم الله فهو أولى بأن يخففها عنه..

علينا أيضا أن نحافظ على فرحة العيد بالأضحية فنأخذ بكل وسائل النظافة للتخلص من الدماء والفضلات حتى لا تتحول شوارعنا إلى بحور دماء حمراء ونحول بيئتنا إلى أماكن ملوثة لنشر الأمراض وتعرضنا للمخاطر .. بل علينا إستخدام المياه الجارية النظيفة مع وجود مصارف لتنظيف المكان أولا بأول والتبرع بفراء وجلود الأضحية للجهات المختصة من الجمعيات الخيرية أو الدفاع المدنى والهلال الأحمر .. بل أصبح البعض حريصا على الذبح داخل المذابح المخصصة بالمدينة وبذلك يحافظ على أن تعم الفرحة والنظافة ..

أيضا أصبح الجميع يسعى إلى توصيل الأضحية إلى المحتاجين والفقراء في كل مكان .. حتى لا نحرم منها الأكثر إحتياجاً وفقراً ولانستطيع الوصول إليهم سواء من قرى ونجوع الصعيد أو سيناء وأيضا الأحياء الفقيرة داخل القاهرة والمدن الكبرى وأيضا قرى الوجه البحرى..

ولتكن إجازة العيد فرصة للم شمل الأهل والأسرة لنؤكد على التراحم والمودة والحب وصلة الرحم بين الأحفاد والأبناء والجدات والأجداد ولنعوضهم عن إنشغالنا بمسئوليات الحياة والعمل ودراسة الأبناء .. فندخل البهجة والفرحة على قلوب من أفنوا العمر من أجلنا فننعم برضاهم ودعواتهم فتحل علينا بالخير والبركة من المولى ونؤصل فى أبنائنا وصغارنا وأجيالنا الجديدة قيما الجميلة وأخلاقنا الكريمة التى تربينا عليها .. وأيضا هى فرصة كبيرة لنعلم صغارنا وأبناءنا ونعودهم على معنى العطاء والتكافل والبر والعطف على المحتاجين والفقراء لنضرب لهم القدوة والمثل بما نقدمه من عمل الخير لإسعاد الآخرين.. فما أجمل التواصل الإنسانى.. لنمسح دمعة فقير أو يتيم حزين، ولنعلمهم أيضا المساهمة فى علاج مريض أو إسعاده .. ولنشجعهم على تذوق حلاوة جمال الإحساس بإسعاد الآخرين من حولنا ممن يحتاجون إلينا فنشجعهم على التبرع ببعض لعبهم أو ملابسهم الجديدة أو التى مازالت بحالة جيدة إذا تعذر ذلك .. أو جزء من العيدية التى يحصلون عليها .. ليفرح بها الصغار من الفقراء واليتامى والأطفال المرضى .. ولنذهب إليهم فى بيوتهم أو دور الرعاية والمستشفيات .. أيضا نصحبهم معنا ليدخلوا السعادة والفرحة على المسنين من حولنا ممن حرمتهم الحياة من الأبناء أو سافروا بعيداً .. فتحزنهم الوحدة بعد أن فقدوا من حولهم .. لنجعل من العيد دعوة لنسعد كل هؤلاء ونشعرهم بحلاوة وفرحة العيد من جديد .. ونسعد معهم ولتكن انطلاقة لباقى أيام السنة ..

لنجعل أيضا من إجازة العيد فرصة للإنطلاق والتغيير واستعادة النشاط فى يوم وسط الخضرة والجو النقى فى الريف أو الاستمتاع بالبحر وشواطئنا الجميلة الممتدة من البحر الأبيض والبحر الأحمر .. أو الصحارى والواحات الخضراء بين الوادى الجديد وآثار الأقصر وأسوان وغيرها .. فتصبح فرحة لتنشيط السياحة الداخلية لبلادنا من أجل أهلنا ممن يعملون بالسياحة وتوقفت مصادر رزقهم هكذا يفعل الناس فى البلدان الأخرى ، وبلادنا من أجمل بلاد العالم بطبيعتها وآثارها ليتنا نستعيد حياتنا الجميلة ونقتنصها ولو لعدة ساعات إذا تغدر السفر بالتنزه فى الحدائق والنوادى والإنطلاق للمسارح أو السينما أو المتاحف والمعارض بعيداً عن المنازل من أجل الإحساس بالفرحة وما أحوجنا جميعاً إليها هذه الأيام

 

المصدر: مجلة حواء -ايمان حمزة
  • Currently 1/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
1 تصويتات / 627 مشاهدة

ساحة النقاش

ywsef

كل عام وانتى بخير مقال جيد لمن يعرف القراءة . لكى منى كل الحب .وتحيامصر

fatenywsef فى 26 أكتوبر 2012 شارك بالرد 0 ردود
hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,687,302

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز