كتبت :سمر عيد
لاتزال قضية تعدد الزوجات مسألة خلاف بين كثير من الناس في المجتمع المصري ،بالمقارنة بالمجتمعات العربية بصفة عامة ،ولكن هناك تغيرات كثيرة طرأت على المرأة المصرية جعلتها تعيد النظر في مسألة التعدد بل وتقبل أن تصبح الزوجة الثانية أو الثالثة،وهذه القضية قد تناولتها الدراما المصرية
وإذا عرفنا أنه خلال الــ 50 عاماً الماضية زادت نسبة الطلاق من 7 % إلى 40 % ووقوع 240 حالة طلاق فى اليوم الواحد وإن إجمالي عدد المطلقات فى مصر يصل إلى 2.5 مليون مطلقة بواقع حالة طلاق كل ست دقائق،وأن عدد العوانس 13 مليون عانس في مصر وصلت الى سن مافوق 35 سنة ولم يتزوجن ،إذا ماعرفنا هذه الحقائق ندرك لماذا غيرت المرأة المصرية من تفكيرها وقبلت بتعدد الزوجات.
التقينا بأم ابراهيم والتي حدثتنا قائلة:لي بنت واحدة على ثلاث صبيان تزوجوا وبقيت ابنتي الى سن ال31سنة لم تتزوج ثم تقدم لها رجل ميسور لديه محلان الأول مطعم فول وطعمية والثاني محل أحذية ولم يكن يعيب الرجل إلا أنه متزوج ولديه ثلاثة أبناء ولم تكن زوجته توافقه في أشياء كثيرة ففكر بالزواج من امرأة أخرى ورشح له ولاد الحلال بنتي ،وابنتي وافقت عليه بالفعل نظرا لأنه لم يكن أمامها سواه ،والحمدلله ابنتي تعيش الآن في سعادة ولايكدرها أي شيء.
أريد طفلا
وترى ص.م موظفة بإحدى شركات الاتصالات أن الأمومة نعمة من الله وأن المرأة دون الأمومة لا شئ،وتقول:لقد تقدم لخطبتي عدد كبير من الشباب عندما كنت في العشرين من عمري وكنت ارفضهم لأسباب كثيرة منها أنني أريد أن أكمل تعليمي وأنني كنت أبحث عن شاب غني وهكذا حتى تفرق العرسان من حولي وبقيت وحدي وتوفيت أمي وتزوج أخي وجلست في المنزل وحدي عندها أدركت أنني لو كنت تزوجت وأنجبت لمابقيت وحدي.
ولكن مع الأسف لم أعرف ذلك إلا وأنا في 37من عمري ،وفقدت الأمل في الزواج والإنجاب حتى تعرفت على موظف على المعاش وقد كان يبحث عمن تبادله الحب بعدما كبرت زوجته في السن ولم تعد تستطيع تلبية احتياجاته كرجل ،ووافقت عليه لالشيء ولكن كي أصبح أما وبالفعل تزوجته وأنجبت منه ابني وطبعا سرعان ماطلقت منه ولم أكسب من هذه الزيجة شيئا إلا ابني حفظه الله لي.
كلام الناس
وتقول مها محمود مدرسة:أنا مطلقة ولدي ولدان وأنا أصدقك القول أنه لايوجد لدي وقت لأولادي فأنا أعمل مدرسة وأولادي ينقضون على بقية الوقت ،وأنا أريد الزواج من رجل متزوج حتى لا أصبح مسئولة عنه مسئولية كاملة وحدي يعني أريد رجلا (بارت تايم) وسر تمسكي بالزواج بعد فشلي في زواجي الأول هي أنني أريد أن أقطع ألسنة الناس ،فالناس والجيران يتحدثون علي ويسألونني دائما لماذا طلقت وكأن المطلقة هذه لاتطلق إلا لسوء سمعتها ويسألونني أين ذهبت ولماذا تأخرت وأناأصبحت أضيق ذرعا بهم ،ولاأحد يقضي لي مصالحي أو يعاونني في تربية الأولاد لهذا أبحث عن رجل متزوج،على شرط أن تقبل زوجته الأولى أن يتزوج عليها.
كلام فارغ
وترى سها عبدالله صاحبة سوبر ماركت أن كل هذه حجج واهية كي تبرر المرأة المعقدة لنفسها أن تخطف زوج امرأة أخرى ،وتقول: المرأة التي تقبل بالزواج الثاني هي بالتأكيد امرأة معقدة نفسيا وغير واثقة من نفسها وتريد أن تثبت لنفسها أنها الأفضل عندما تنتصر على امرأة أخرى وتسرق زوجها ،والرجل الذي يتزوج على زوجته هو رجل مزواج (ومايملاش عينه غير التراب)،ولن يستطيع الرجل مهما فعل أن يعدل بين زوجتين فما بالك لو تزوج أكثر من اثنتين،والشرع قد أباح ذلك للرجل لأنه في حالات الحرب قد تحصل ابادة لشعب ما.
ومن هنا يصبح لزاما على الرجل أن يتزوج أكثر من واحدة حتى يكثر الإنجاب ولا يباد المسلمون،وأكبر دليل قوله عز وجل(ولن تعدلوا) ولن يستطيع الرجل العدل بين النساء ولو حرص ،حتى الرسول الكريم كان يعدل في الطعام والشراب والملبس لكنه أشار إلى قلبه وقال فيما معناه أنه لن يستطيع أن يكون عادلا في الإحساس والحب ،ونظرا لأن طبيعة الرجل في الأصل تميل إلى أن يرتبط بواحدة وليس أكثر فلو تزوج أكثر من مرة فإنه سوف يفضل واحدة فقط هي التي سوف يستريح إليها ويحتفظ معها بأسراره.
سبب آخر
ويقول م.أ صاحب مكتبة :لقد تزوجت على زوجتي في السر فهي لاتعلم أنني قد تزوجت عليها بينما يعرف أهل زوجتي الثانية طبعا أنني قد تزوجتها ،ولم أستطيع أن أصارح زوجتي الأولى بأنني قد أحببت امرأة أخرى لأنها سوف تغضب وسوف تظن أنني لم أعد أحبها ولكن ما المانع أن أحب الاثنتين معا،فالأولى هي أم أولادي وهي صديقتي المقربة التي وقفت إلى جواري وقت الشدة وفي الأزمات والثانية هي من دق لها قلبي وعرفت الحب الحقيقي معها ،إنني لم أخالف شرع الله فلماذا لاتقبل حواء بالشرع والدين؟!!!
نجاح التعدد
وتقول الدكتورة نورا رشدي استاذة الخدمة الاجتماعية : أرفض موضوع الزوجة الثانية في مصر نظرا لأن دخل الرجل محدود ونظرا لأن الدين الاسلامي قال ولن تعدلوا ،والتعدد قد نجح في البيئات العربية نظرا لأن امكانيات الرجل المادية هناك كبيرة جدا تمكنه من فتح بيت واثنين وثلاثة واربعة بينما لايستطيع الشاب في مصر أن يتزوج واحدة ويقضي حياته كلها في دفع أقساط.
وإذا وافقنا أن يتزوج الرجل القادر أكثر من واحدة نكون قد ظلمنا الشاب المسكين الذي لايستطيع الزواج بواحدة وأقول لمن توسوس له نفسه بالزواج الثاني أنه من الأفضل أن تبحث عن شاب لايستطيع الزواج وتساعده،وتنظر المرأة المصرية إذا تزوج زوجها عليها أنها قد اصبحت متزوجة من نصف رجل لأنه لن يستطيع العدل لاماديا ولا في الوقت والاهتمام بين الزوجتين،أما كون أن عقلية الفتيات قد تغيرت وأصبحن يقبلن بالرجل المتزوج هذا يعود لعدة أسباب منها:
-عدد العوانس ارتفع جدا وأصبحت الفتاة تخاف من أن يفوتها قطار الزواج.
-الفتاة أصبحت متعجلة في حياتها فهي لاتريد شاب من سنها تكافح معه بل تريد رجل غني جاهز يجلب لها كل ماتريده.
-أية امرأة أو فتاة تشعر بالفخر إذا ماترك رجل ما بيته وزوجته الأولى لأجلها.
ولكن هذا لايمنع أن هناك من يضطر إلى الزواج الثاني وليس معنى هذا أنه رجل سييء أو مزواج، وأسباب لجوء الرجل إلى الزواج الثاني معروفة:
-أن يكون غير سعيد مع زوجته الأولى ولا تستطيع احتوائه وفهمه.
-أن تكون الزوجة الأولى لاتنجب،وهو يريد الانجاب فيلجأ إلى الزواج الثاني ولكن عليه إبلاغها.
-أن تكون الزوجة الاولى غير قادرة على تلبية احتياجاته كرجل.
وفي كل الأحوال عليه أن يبلغ الزوجة الأولى بالزواج وعليها أن تقبل أو ترفض نحن لا نحرم المباح ولكن لابد له من تقنين حتى يحصل كل إنسان في هذا المجتمع على حقه كاملا
ساحة النقاش