أم حائرة : طفلى خجولماذا أفعل؟

كتبت :منار السيد

 الطفل الخجول مشكلة تواجه أية أم خصوصا في مرحلة الحضانة وبداية المدرسة ..فعندما يصلها تقرير من المدرسة عن مشكلات عديدة لدى طفلها...تهتهة ...تردده في طرح الأسئلة وإقامة حوار مع زملائه أو المدرسين فلا يحصل على المعلومات التي يرغبها ويتخلى عن حقوقه وينكمش فلا يستطيع التعبير عن مشاعره الحقيقة ..فهذا يصيب الأم بالقلق على طفلها.. السؤال هنا ماذا تفعل لزرع الثقة فى نفس طفلها لينمو شخصا ذا إرادة؟

في البداية تقول مروة مصطفي " مدير قطاع بإحدى القنوات الفضائية " اتصلت بي المعلمة لدى ابنتي بالمدرسة منذ يومين وطلبت مني المقابلة ، وذهبت إليها وأخبرتني أن ابنتي تعاني من خجل اجتماعي وعدم الثقة في قدراتها ونفسها ، وصُدمت من مضمون وفحوى الحديث فابنتي صغيرة لاتتعدى السادسة من عمرها ..فكيف تم تحليلها على هذا النحو .

وحينها شرحت لي المعلمة أنه من أول يوم في الدراسة تتم متابعة الأطفال وسلوكهم وخصوصا في مرحلة الحضانة ( الكي جي ) لأنها مرحلة مهمة يتم على أساسها تحديد شخصية الطفل ومعرفة نمط سلوكه حتى نتجنب أية مشكلة قد يتعرض لها في هذه المرحلة ، وتحدثت معي الأخصائية النفسية فى بعض الأمور التي يمكن اتباعها مع ابنتي لتقوية إرادتها وبث ثقتها بنفسها لتصبح شخصية ذات إرادة .

الأنشطة

ولاحظت فاطمة مصطفى " ربة منزل " أن ابنتها لاتستوعب جيدا ماتقوله لها المعلمة بالرغم من أنها مازالت في "كي جي 2 " و كلما سألتها عن شيء ترد: لا أعرف ..وكأنها الحاضر الغائب في الفصل المدرسي، فذهبت إلى المدرسة وتحدثت إلى معلمتها ..فقالت إن ابنتى تعاني من خجل في السؤال أو الاستفسار على أي شيء لاتفهمه أو تستوعبه .هذا بالإضافة إلى أن المدرسة شعرت بأن الطفلة تعاني من عدم الثقة في إجابتها بالرغم من ذكائها وتفوقها ولكنها لاتستطيع الخروج من إطار الخوف والخجل والانطواء وهذا قد يؤثر بالسلب على تفوقها لذلك فهي تحتاج لبعض من التشجيع من خلال المنزل بالإضافة إلى بعض الأساليب الخاصة بالأنشطة التي يتم ممارستها في المدرسة بشكل يضفي نمط التفاعل الاجتماعي مع التلاميذ بعضهم البعض لكسر حاجز الخجل وعدم الثقة بالنفس.

وتقول ياسمين إبراهيم " محاسبة بأحد البنوك " ابني في السنة الثانية بالمرحلة الإبتدائية وبمتابعتي له من خلال زياراتي للمدرسة وسؤال المعلمين وجدت أن ابني لا يشارك في أي من أنشطة المدرسة سواء كانت الرياضية أو الفنية ، وعندما سألته لماذا ؟ قال "مش بحب ألعب ولا أرسم " ولا أعرف ماذا أفعل معه ؟ فهذا يسبب له مشكلة في المدرسة وأيضا أشعر أن هذا الأمر يؤثر عليه بشكل سلبي بالرغم من رفضه هو من المشاركة.

الديمقراطية

وبعد استعراض بعض من المشكلات التي يسببها خجل الأطفال ... فما هو الحل في رأي المختصين ؟تجيبنا الدكتورة "مشيرة محمد" طبيبة علم نفس الأطفال بوزارة الصحة- في البداية قائلة :" يجب أن تعلم كل أم أن هناك نوعا من الخجل يكون طبيعيا وموجودا لدى كل الأطفال وخوصا فى بداية مرحلة الحضانة والمدرسة لأنها تعد حياة جديدة بالنسبة لهم حيث الأشخاص والمكان وطريقة التعامل والبُعد لساعات عن دفء الأسرة.

فالطفل يشعر وكأنه وحيد لا يستطيع التصرف في أي شيء وهذا ينمى بداخله الشعور بالخوف والخجل من معلميه وزملائه وهى عملية قد تستغرق بعض الوقت. ولكن حتى لايطول الأمر فعلي كل أم التركيز على بعض الأمور عند معاملتها لطفلها، فيجب عليها توفير جو أسري به الشعور بالأمان والمحبة خصوصا بين الوالدين.

ويجب أن يحرص الوالدان أيضا على توفير جو من الديمقراطية في المناقشات مع الحرص على تشجيع الطفل على المشاركة برأيه في أمور خاصة ببعض القضايا الأسرية بطريقة تناسب عمره ليكون هذا الأمر مجالا لتشجعيه على الإفصاح عن أي شعور يخالجه لتعزيز الثقة بنفسه ،بالإضافة لتنمية قدرته على الاختيار والتصرف في المواقف ليصبح قادرا على الاعتماد على نفسه ..لأن هذا بالضرورة سيجعله دائما يحتاج ليسأل لكي يعرف ويفهم مما سيكسر حاجز الخوف لديه ..كما أن هذا سيشجعه على تكوين علاقات اجتماعية وهذه أيضا طريقة سهلة لتقبل الآخر ليتوافق مع الشخص أو الصديق المتقارب معه في طباعه وأفكاره.

الهوايات

ونصيحة لكل أم لاتنسي هوايات طفلك فيجب أن تبحثي بعمق بداخل طفلك وتلاحظي أفعاله ليمكنك هذا من تحديد مهارته أو هوايته التي يجب تنميتها مثل الرسم والموسيقى ، الرياضة ، القراءة وغيرها من الهوايات ،لأنه أحيانا قد يكون الطفل أكثر قدرة على استيعاب المهارات الجديدة فى مكان هادئ ومألوف بالنسبة له فى البداية مثل المنزل دون ضغوط المدرسة.

ويمكنك مثلا أن تسألى طفلك عن الأغانى التى يستمتع بغنائها فى المدرسة لتقوما بغنائها معا فى المنزل، مع الوضع فى الاعتبار أن كل طفل يتعلم المهارات الجديدة طبقا لإيقاعه الخاص، وبعد تحديدك لهواية طفلك يجب متابعته لتنميتها في المنزل أولا وبعدها احرصي على التوجه للمدرسة للتعرف ما إذا كانت هواية طفلك متوفرة ضمن أنشطة المدرسة أم لا ، لأن توجيه طاقته لنشاط وهواية يحبها سيساعده كثيرا على التفاعل مع البيئة المحيطة به بشكل طبيعي وسيكسر لديه حاجز الخجل والخوف

المصدر: مجلة حواء -منار السيد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1087 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,703,882

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز