حقوق المرأة فى الدستور من أجل كل المصريين

كتبت :إيمان حمزة

قضايا المرأة المصرية جزء لا يتجزأ عن قضايا المجتمع ككل بل هى أهم قضاياه..فهى المكون الأساسى للمجتمع..فإذا صحت وقويت صح البنيان كله..فعندما نربى أجيالنا على المساواة وعدم التمييز واحترام حقوق كل البشر لا فرق بين ولد وبنت فى الحقوق يشب هذا الجيل على احترام حقوق الرجل والمرأة على السواء..وعندما يحترم حقوق المرأة كمواطنة مثلها مثل الرجل فبهذا نُعلم كل فرد فى مجتمعنا كيف يحترم الكيان الإنسانى للمجتمع المصرى ككل..وعندما يحترم المرأة وحقوقها نُعلم المجتمع كيف يحترم نصف المجتمع نصفه الآخر..فلا غنى لكل نصف عن الآخر من أجل صالح مصر والنهوض بها بكل طاقات شعبها الذى تحتاج إليه بل نحن أحوج مانكون إليه فى هذه الأوقات للخروج مما نحن فيه من الأزمة الاقتصادية ،وهذا يتحقق بالعمل وإدارة عجلة الإنتاج فى كل المجالات وبعقول ثرواتنا البشرية المفكرة واستخدام كل طاقاتنا ومواردنا على أكمل وجه وبأقل الإمكانيات من المياه وأيضا تحويل كل مايعوقنا إلى إيجابيات باستخدام ثروتنا البشرية..والعمل على تطويع العلم ليكون فى خدمة المجتمع والمتمثل فى التكنولوجيا الحديثة وتطبيق الاختراعات والاكتشافات العملية وتحويلها إلى أرض الواقع وما أكثرها ..فكم من أبحاث علمية خرجت من عقول علمائنا وعالماتنا من أصحاب الخبرة والشباب بعقولهم المبتكرة التى تحيل تراب مصر إلى ذهب..فقط تريد من يعطيها الفرصة ويقف داعما لها لتصبح حقيقة لنحل قضايا الفقر والبطالة التى تواجهنا وتواجه المرأة وأسرتها..لذا علينا أن نؤمن بحقيقة أن نحترم الكيان الإنسانى ولا نفرق بين المواطنين المصريين ..فلا فرق بين أحد كما أكدت كل الدساتير المصرية السابقة فى الجنس (ذكر أو أنثى)،أو فى الدين أو فى اللغة أو فى الأصل أو العقيدة كلنا مصريين لنا حقوق متساوية وعلينا الواجبات نفسها ..كلنا سواء أمام القانون ..لذا علينا أن نرفع الظلم عن كل مصرى بما فيهم المرأة المصرية حتى يشعر الجميع أنه لابد وأن يعمل ويتفانى من أجل وطنه الذى يقدره ويحمى حقوقه من خلال دستور مصر الذى ينتظره كل المصريين بعد الثورة التى خرجت تنادى بــــ(عيش -حرية-كرامة-عدالة اجتماعية).

فعندما نتعاون جميعا على التأكيد وحدة الصف لكل المصريين والإيمان بقوتنا التى نحتاجها بتضافر قوى كل المصريين كما ظهرت فى روح ثورة يناير..فالكل كان يد واحدة (غنى وفقير- مسلم ومسيحى- امرأة ورجل- كبير وصغير)لافرق بين أحزاب سياسية أو تيارات دينية فالدين لله والوطن للجميع ..يومها كانت مصر فى أقوى حالاتها واستعادة قيمتها وقامتها وكرامتها بين شعبها وكل شعوب العالم باعتراف ساستها بأن المصريين يصنعون حضارة العالم الحديث بثورتهم البيضاء السلمية وهم ينظفون الميدان بعد الثورة ويجتمعون على حماية مقدراتهم وأبنيتهم بدروعهم البشرية يتصدون للفساد والبلطجة ..يقتسمون اللقمة..يتبرعون بدمائهم لإنقاذ الجرحى بل لم يتوانوا عن أن يذودوا عن حريتهم الغالية بأغلى الدماء الزكية والأرواح الطاهرة لشهدائهم من أغلى أبناء مصر لا فرق بين مصرى ومصرية ولا مسلم ومسيحى ،ولا أية انتماءات حزبية أو غنى وفقير ..طفل شاب كبير.

علينا أن نستعيد كل هذه القيم المصرية الجميلة ولا نهدر ثمن الحرية الغالى بالتأكيد على قيمة المواطنة والمساواة بين كل المصريين ،نريد دستورا يؤكد على حقوق متساوية لكل المصريين ..يحزننا أن يتجاهل حقوق أحد بمن فيهم المرأة المصرية التى تمثل من خلالها كل مصرى فعندما نوفر لها الحياة الكريمة والأمن والأمان لها ولعائلتها ..عندما نربط محو الأمية فى كل مصر بتعليم حرفة للأم والأب وأفراد الأسرة فإننا نرفع مستوى دخل الأسرة بجانب توفير حياة آدمية وحل مشكلة العشوائيات وأطفال الشوارع وحماية المجتمع من مشكلات خطيرة من جذورها ..علينا أن نتعاون جميعا غنى وفقير الكل بما لديه من مال وطاقات أو علم ..مؤسسات دولة مع مؤسسات المجتمع المدنى مع أفراد المجتمع ونسائه وشبابه نتعاون على التنمية وعلى توفير مسكن ملائم وخدمات صحية ومدرسية ومياه نظيفة فى كل ربوع مصر من الريف للصعيد كله ،ومن وجه بحرى لسيناء والمناطق النائية ونربطها جميعا بشبكة مواصلات قوية لكل محافظات مصر وأرجائها..علينا أن نتعاون على توفير مناطق خضراء من أجل صحة مواطنينا فى مواجهة التلوث الخطير من عوادم السيارات والمصانع وتزداد بل تفاقم مشكلة القمامة ،ونؤكد بالقوانين الرادعة على كل من يسىء لكل مصر من أجل مصالحه الشخصية على حساب حقوق الآخرين فى كل مجال ..عندما نحرر العقول فى مجتمعنا من مغلوطات رسختها بعض الموروثات الاجتماعية والثقافية السلبية والتى أكدت على التمييز بين المرأة والرجل بعيدا عن صحيح الدين ..فالله تعالى أعلى من شأن المرأة وكرمها وأقر بحقوقها كاملة وبين لها واجباتها وأقر لها الحق فى الحياة بعد أن كانت توأد حية فى الجاهلية وأعطاها الحق فى التعليم والعمل واختيار زوجها ممن ترضاه وإلا أصبح الزواج باطلا ،وأقر لها ذمتها المالية خالصة مع الاحتفاظ باسمها واسم عائلتها بعد زواجها وأقر لها أن تُبدى رأيها وتجادل ويُؤخذ بالرأى الصحيح لافرق بين رجل وامرأة ،وأعلم الخالق على أن المراة والرجل خلق من نفس واحده ليكملا بعضهما ويعمرا الأرض ولاغنى لأحدهما عن الآخر ولا فرق بينهما عند الله إلا بالتقوى والعمل الصالح، وكان رسولنا الكريم "محمد" عليه أفضل الصلاة والسلام- يقر دائما بحق المواطنة لافرق لعربى عن أعجمى أو امرأة ورجل كلهم سواء فى الحقوق والواجبات ،وفى حجة الوداع أوصى بالنساء وقال "أوصيكم بالنساء خيرا فهم شقائق الرجال وخيركم خيركم لأهله" ..فلنؤكد من جديد على مبدأ أن الأسرة هى أساس المجتمع.. قوامها الدين والأخلاق والوطنية ،وتحرص الدولة على الحفاظ على الطابع الأصيل للأسرة المصرية وتأكيد هذا الطابع وتنميته فى العلاقات داخل المجتمع وهو ما يحفظ للمرأة قيمتها وكرامتها وتقف ضد كل مانراه من ممارسات للعنف ضدها ،أيضا نؤكد على المادة التى تقر أن تكفل الدولة مبدأ تاكفؤ الفرص لجميع المصريين وأيضا تكفل الدولة حماية الأمومة والطفولة وترعى النشأ والشباب وتوفر لهم الظروف المناسبة لتنمية قدراتهم وملكتهم وأن يؤكد أيضا الدستور على التشريعات أو المادة التى تقر بأن تكفل الدولة التوفيق بين واجبات المرأة نحو الأسرة وعملها فى المجتمع ومساواتها بالرجل فى ميادين الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية وكلنا يعلم أن الشريعة الإسلامية هى أول من أعطت المرأة حقوقها متساوية مع الرجل وأقرتها نصوص القرآن الكريم وسنة رسوله المصطفى ،وهى أيضا تقر بأن العمل حق وواجب وشرف لكل المواطنين كما أقرتها دساتير مصر السابقة وهو حق تكفله الدولة لكل المواطنين وأن الوظائف العامة حق للمواطنين وتكليف للقائمين بها لخدمة الشعب ورعاية مصالحهم ،وعليه تكفل الدولة حمايتهم وقيامهم بأداء واجباتهم ولا يجوز فصلهم إلا بالقانون كما تكفل الدولة خدمات التأمين الاجتماعى والصحى ومعاشات العجز عن العمل والبطالة والشيخوخة للمواطنين جميعا وفقا للقانون كلنا ندعو بالتأكيد لحقوق المرأة المصرية وحقوق أسرتها كاملة فى الدستور الجديد من أجل أن يصبح المجتمع ككل وتتحق العدالة الاجتماعية والمساواة والديمقراطية الحقيقية بين أبناء شعب مصر ،وهو ما أكد عليه الرئيس محمد مرسى عندما خرجت المرأة المصرية إلى صناديق الانتخاب لتختار رئيسها ..حيث أكد على أن مصر لكل المصريين وأنه رئيس لكل المصريين مؤكدا حرصه على حقوق كل أبناء مصر ومشددا على حقوق المرأة المصرية والطفل ..من هنا ندعو من يصنعوا دستور مصر أنه لكل المصريين حتى تسود المساواة ويرفع الظلم من أجل مصالح مصر لأننا جميعا فى قالب واحد ننشد النجاة وبر الأمان..

المصدر: مجلة حواء -ايمان حمزة
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 607 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,807,771

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز