كتبت :سكينة السادات

هـنـاك مثـل يقـول .. (ومـن الحــب ماقتل) !! أى أنه هناك حكايات حب تقرض حياة بعض الناس وربما تتسبب فى قتلهم نفسياً وروحياً ، وبالطبع هناك العكس تماما .. فهناك حب يؤدى إلى زواج سعيد وبيت سعيد وأطفال أصحاء نفسيا وبدنيا ، ولكن عندما يتسبب الحب فى الألم والأذى فإن آلامه تكون مبرحة جداً !!

 

قارئتى ميرفت فى الثانية والأربعين من عمرها ، لكنها مازالت جميلة ولازالت آنسة لم تتزوج بالرغم من أنها جامعية (ومبسوطة مالياً) ، ولا ينقصها شىء لكى تكون وهى فى مستهل حياتها عروساً رائعة لأحسن شاب فى الدنيا ، لكنه الحب الذى جنى عليها فى الأول وفى الآخر وهذه هى حكايتها !!

 

قالت ميرفت ... لم يرزق أبى وأمى سوى بابنتين أنا الكبيرة وأختى تصغرنى بخمسة أعوام وأنا وهى تخرجنا فى كلية التجارة (إنجليزى) ، ولما كنا قد درسنا فى مدارس لغات فقد أصبحنا نجيد لغتين على الأقل مما جعل أمر التحاقنا بالعمل أمراً ميسوراً وأتحدث الآن عن نفسى فقد التحقت بعد تخرجى بإحدى الشركات الخاصة - غير الحكومية وبعد أن اجتزت الإمتحان ولإجادتى للغات اختارنى رئيس الشركة وصاحبها سكرتيرة خاصة له ولم أمانع وكان سنى آنذاك 23 سنة وكنت مثالاً للفتاة الاجتماعية النشيطة المشرقة المليئة بالأمل فى الحياة .

واستطردت ميرفت .. بدأت عملى بجد واجتهاد وفرحة شديدة فقد كان رئيس الشركة إنساناً جميلاً متفهماً يستمع إلى مقترحاتى باهتمام وكان من حسن حظى أن نجحت مشروعاتى التى اقترحتها وأصبح يثق بى ثقة عمياء حتى أنه كان يكلفنى بالسفر وحدى للخارج لإتمام الصفقات ويتابعنى تليفونيا ووجدت نفسى وحققت ذاتى فى العمل معه. كان كل يوم يمر يعنى نجاحا للشركة وللعمل وكان لايبخل علىّ بالمكافآت المحترمة التى كانت تفرحنى كثيراً !

واستطردت ميرفت .. ولاحظت منه حنواً وعاطفة غامرة بدت فى كلماته الدافئة ونظراته لى وقلت لنفسى .. لماذا أقع فى هذا الفخ ، وهو متزوج من سيدة فاضلة وعنده ثلاثة أبناء فى سنى تقريبا ؟ وبما أننى إنسانة واقعية وكانت أمى تضغط علىّ ضغطاً شديداً لكى أقبل خطبة عريس محترم جدا من أقاربها لايعيبه شىء فهو جاهز وكامل (من مجاميعه) كما يقولون وقرأنا الفاتحة فعلاً وبدأت أجلس معه وأتحدث إليه ووجدتنى فى واد والعريس فى واد آخر ! بل وجدتنى أفكر فى رئيسى ودفء كلماته ونظراته وأنا جالسة مع خطيبى الشاب الذى يصغره بعشرين عاما على الأقل .

وزادنى هماً أن وجدت رئيسى وهـو يهنئنى بالخطبة يقول لى :

غداً يلهيك الـزواج عنى وعـن العمـل ولا أجـد لى صدراً حنوناً !!

ولم أتردد وقلت له .. سلامتك يا فندم .. البركة فى المدام والأولاد .

ووجدته يقول لى بأسى المدام مشغولة عنى بعملها فى الحكومة والأولاد فـى الخارج وليس لى أحد فى الدنيا سواك !!

بصراحة .. كانت أول مرة يصارحنى فيها بعواطفه وأيضا لم أستسلم وقلت له ...

حضرتك محبوب من كل الشركة وكلنا فى خدمتك !!

وأصبحت لا أفكر إلا فى كلماته وبدأت أنشغل به هو شخصيا ، وعندما فاتحت أمى بشأن فسخ الخطبة لأننى لا أحب خطيبى لطمت خديها وقالت:

يا فضيحتى فى العيلة !! وماذا أقول لهم وماهو العيب الذى يمكن أن أتذرع به !! فكرى كويس والأيام بتجرى !

واستطردت ميرفت .. وأصر أبى وأمى على تحديد موعد عقد القرآن بل وشرعوا فى فرش شقة الزوجية، وعبثاً حاولت أن أقنعهما بأننى لا أحبه ولم أكن لأجرؤ على أن أقول الحقيقة وهى أننى أحب رجلاً آخر !

 

وأكملت ميرفت .. وكلما اقترب موعد زواجى كنت ألاحظ أن رئيسي فى حالة اكتئاب شديد ثم فاجأنى بأنه مسافر فى رحلة طويلة للعمل وفعلا سافر لمدة طويلة وعندما عاد وجدته إنساناً آخر مقبلاً على الحياة ، مرحا كما كان سابقا وقلت إن التغيير قد أفاده وأن نجاح الرحلة عمليا أضفى عليه تلك الروح الطيبة ، لكن كانت المفاجأة التى لم أتوقعها والتى قلبت أحاسيسى رأسا على عقب .. فماذا كانت المفاجأة التى قلبت موازين حياة ميرفت رأسا على عقب ؟

الأسبوع القادم أكمل لك الحكاية ! 

المصدر: مجلة حواء- سكينة السادات
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 843 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,842,022

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز