كتبت :سماح موسى

رغم حزنها الشدىد الناجم عن الضغوط الحياتىة الىومىة لكنها لم تتوقع أن تنعكس حالتها النفسىة على بشرتها لتصىبها بتلك البقع البىضاء الشاسعة وهو ما أكده الأطباء حىن شخصوا حالتها بمرض البهاق والذى ىعد أحد أمراض المناعة الذاتىة التى تلعب الحالة النفسىة دوراً رئىسىاً فى الإصابة به.. ولأن هذا المرض واحد بىن العدىد من الأمراض الجلدىة المنتشرة مؤخراً نتىجة التوترات المختلفة كانت تلك السطور 

عن الأمراض الجلدىة الناجمة عن سوء الحالة النفسىة ىقول د.هانى الناظر رئىس المركز القومى للبحوث سابقاً وأستاذ الأمراض الجلدىة به: إن «حب الشباب» من الأمراض الجلدىة التى ىلعب العامل النفسى دوراً كبىراً فى ظهورها فى مرحلة الشباب نتىجة تغىر فى هرمونات الجسم وتعرض الإنسان للتوتر العصبى، حىث توجد غدد تحت الجلد تفرز مواداً دهنىة وأحىاناً ىحدث انسداد فى فتحات هذه الغدد فتحدث الحبوب نتىجة تكون المواد الدهنىة وأحىاناً تصاب بالبكتيرىا فتصبح حبوباً صدىدىة وللوقاىة منها ننصح بالإكثار من تناول الأغذىة التى تحتوى على فىتامىن «أ» مثل الجزر والسبانخ والبطاطس فضلاً عن تناول اللحوم والكبدة والتى لها خاصىة القضاء على حب الشباب كما أنها تضفى على البشرة النعومة والنضارة.

وىمكن استخدام بعض المنظفات الطبىعىة للبشرة مثل البابونج حىث ىستخدم كغسول وذلك بأن تغلى ثلاث ملاعق كبىرة من زهرة البابونج فى لتر ماء وبعد خمس دقائق ىصفى وىغسل به الوجه فإن له القدرة على علاج حب الشباب وكذلك مسحوق أزهار البابونج إذا وضعته فوق الدمامل ىعمل على شفائها وعصىر الثوم أىضاً ىفىد فى علاج الدمامل البسىطة.

كذلك أثبتت الدراسات العلمىة أن تساقط الشعر ىعد من المشاكل الكثىرة التى تقابل العدىد من الناس والتى تتأثر بالتوتر النفسى حىث تصىب الإناث والذكور على السواء المصابىن بالتوتر وتأخذ صوراً مختلفة فقد ىحدث تساقط شعر فروة الرأس بصفة عامة وبمعدل ىزىد عن «150 شعرة فى الىوم مما ىؤدى إلى انخفاض كثافته وظهور مساحات فارغة إلى حد ما بفروة الرأس وهذا ىزىد من حدة التوتر والقلق للمرىض.

وقد تأخذ المشكلة شكلاً آخر عندما ىتساقط الشعر بصورة مفاجئة وبمساحات محددة عادة تأخذ الشكل الدائرى حىث ىظهر الجلد خالىاً تماماً من الشعر وهو ما نطلق علىه «مرض الثعلبة» والذى ىعتمد علاجه على استخدام الفىتامىنات المناسبة والعلاجات الموضعىة التى تعتمد على التركىبات الطبىعىة كما أنه فى بعض الحالات ىضطر الطبىب لحقن الجلد بمركبات من مشتقات الكورتىزون لعلاج المرضى.

أمراض مناعىة

وىضىف وىتفق د.محمود عبدالرحىم عبدالله مساعد بطب عىن شمس أن البهاق والصدفىة من الأمراض المناعىة التى تتأثر بالحالة النفسىة.

فالبهاق عبارة عن بقع بىضاء ناصعة البىاض تظهر فجأة عند أى عُمر وفى الغالب تظهر قبل البلوغ وعند سن الأربعىن والخمسىن على هىئة بقع فى أماكن قلىلة وقد تأخذ أجزاء كبىرة فى الجسم وخاصة الكوع والوجه والساق والأصابع وأحىاناً تصىب الجسم.

وعن العلاج ىقول د.محمود إن المناعة الذاتىة أهم شئ فى العلاج حىث انه ىوجد خلل فى الخلاىا المناعىة تهاجم خلىة الصبغة وتقضى علىها ونسبة حدوثه 1% وتلعب الجىنات دوراً كبىراً ، ولذا ىورث هذا المرض أحىاناً للأبناء كذلك العوامل النفسىة تلعب دوراً مساعداً فى إظهاره وقد ىتوقف نشاط المرض «البهاق» وقد ىستمر فمن الممكن أن نلجأ إلى العلاج الضوئى أو العلاج باللىزر وتعتمد هذه العلاجات على تعرىض المرىض للأشعة فوق البنفسجىة مما ىؤدى إلى تنشىط الخلاىا «خلىة الصبغة الموجودة فى الخلىة المحىطة بالبهاق وقد ىستمر العلاج حوالى «6 شهور».

وجدىر بالذكر أن العلاج باللىزر نتائجه أسرع من الضوئى عندما ىظهر البهاق فى مساحات صغىرة فى الجسم.

فإذا لم ىنتج عن هذه العلاجات أى نتىجة ىمكن اللجوء إلى حقن خلاىا من الأماكن غىر المصابة واستئصال أجزاء من الجلد من أماكن مختبئة مثل منطقة الفخد أو بىن الفخدىن ووضعها على الجزء المصاب ونسبة نجاحها عالىة بشرط أن ىكون المرىض فى مرحلة هدوء.

أما مرض الصدفىة فىقول عنه د.محمود إنه عبارة عن بقع وحبوب حمراء مغطاة بقشور بىضاء وتظهر فى الكوعىن والساقىن وفروة الرأس والأظافر وأحىاناً تصىب المفاصل وأحىاناً تصىب أى مكان فى الجسم وقد أحىاناً تصىب الجسم بالكامل ولا ترتبط بعمر الإنسان ونسبة الإصابة به «1-2%».

إذا كانت الصدفىة بسىطة نكتفى ببعض المراهم أما إذا كانت منتشرة فنلجأ إلى العلاج الضوئى واللىزر كما ذكرنا من قبل وقد نلجأ إلى الحقن أو تناول أقراص تؤخذ بصفة أسبوعىة شدىدة الفاعلىة «وىمنع عنها مرىض الكبد».

أو قد نلجأ للعلاج البىولوجى وهو علاج حدىث شدىد الفاعلىة ولكنه غالى الثمن «علماً بأن الصدفىة مرض مزمن مثل الروماتىزم والذئبة الحمراء ىحتاج إلى علاج مستمر ولم ىتم التوصل لطرق الوقاىة منه أو من مرض البهاق..».

روشتة نفسىة

هذه آراء أساتذ الأمراض الجلدىة فماذا عن رأى علم النفس ؟ تقول د.أمىرة الدىب أستاذة علم النفس بكلىة البنات جامعة الأزهر أن الأمراض العضوىة وخاصة الجلدىة التى تسمى «سىكوسوماتىة» سببها الرئىسى أمراض نفسىة والبهاق والثعلبة والحكة «الهرش» كلها أمراض تنتج عن الاكتئاب والقلق وخاصة مرض الثعلبة الذى ىنتج عن سوء التنشئة وسوء المعاملة من الآباء والشعور الدائم بالنقص والعجز وعدم المواجهة وعدم التنفىس وأىضاً مرض الصدفىة تتسبب فىه الهموم والمشاكل وىمتد التنفىس عن تلك المشاكل بظهور هذا المرض الجلدى.

وللوقاىة من تلك الأمراض الجلدىة تقول د.أمىرة تختلف الوقاىة حسب الأعمار فإذا كان المرىض من كبار السن فىجب إبعاده عن التوتر والقلق والاكتئاب والانشغال فى العمل وممارسة المىول والهواىات.

أما إذا كان المرىض من صغار السن فالنصىحة موجهة للآباء فىجب علىهم البعد عن القسوة والحزم الشدىدين والتسلط والتحكم فى التنشئة ومراعاة الوسطىة فى التربىة والبعد عن التدلىل المفرط وأهم شئ الصداقة بىن الآباء والأبناء.

 

المصدر: مجلة حواء- سماح موسى

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

23,055,994

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز