كتبت : أميرة اسماعيل

 شهد الربيع العربى - ومازال يشهد - على مدى قدرة الشعوب العربية على إحداث التغيير فى كل ما يتعلق بأمورها السياسية والاجتماعية، وكانت المرأة دائما عنصرا فعالا وداعما ومؤثرا، وفى هذا الإطار جاءت ثورة السابع عشر من فبراير لتكون بارقة أمل للمواطن الليبى بوجه عام والمرأة الليبية بشكل خاص..فقد أوضحت الثورة أهمية المرأة فى المجتمع الليبى وبرهنت المرأة هناك على قدرتها فى المشاركة فى الثورة سواء كمحاربة أو داعمة أو مفكرة تقدم أُطراً جديدة لإصلاح ما أفسده النظام السابق.وعن مشاركة المرأة الليبية وأوضاعها الحالية وطموحها ونظرة المجتمع الليبى لها , التقت "حواء" مع الأستاذة "هدى ماضى" رئيس قسم الأخبار بقناة "ليبيا أولا" ، و"أنعام ياقة" سكرتير أول السفارة الليبية لنطرح رؤية أكثر قربا عن المرأة الليبية >>

تخرجت الأستاذة "هدى ماضى" فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة بنى غازى تخصص "علوم سياسية" ..لذا أود فى البداية أن تطرحى المشهد السياسى الخاص بالمرأة الليبية؟

- دراستى وتواجدى فى المجتمع الليبى جعلنى أرى المرأة من كافة النواحى المجتمعية والسياسية وأرى أن هناك سعيا من المرأة للعب دور أكبر فى المشاركة السياسية إلا أن هذا يتوقف على مدى تفهم النخب السياسية لدور المرأة الليبية وهل سيتقيد بالموروث الاجتماعى والثقافى للمجتمع الليبى أم أن الأمر يستحق مبادرات دولية لإدماج المرأة فى الحياة السياسية ويحيل دون تهميش دورها.. وأتصور أن ذلك يتوقف على معطيات المرحلة الراهنة ودور المرأة فى اللجان والأحزاب التى سيتم إنشاؤها.

 وماذا عن أهم سمات المرأة الليبية التى تميزها عن غيرها ؟

- الشجاعة من الدرجة الأولى.. فهى حازمة وتستطيع المواجهة فى أى موقف ولكنها لا تتسم بالتعدى على الآخر وقادرة على الإنجاز والتوفيق بين عملها وأسرتها والاهتمام بمظهرها العام،لذلك فهى مثال مشرف للمرأة التى ترغب فى العمل والتفوق فيه ولا تقصر فى حقوقها وواجباتها الأخرى, كما أن نظام القبائل والأعراف يعطى للمرأة مكانة متميزة ويُبعدها عن أية مضايقات ،فالقبائل الكبرى معروفة لدى الجميع فتعداد السكان الليبى تقريبا 6 مليون نسمة أو يزيد قليلا وبالتالى فالجميع يعرف بعضه.

 وماذا عن الأم الليبية تحديداً؟

- الأم الليبية ذات شخصية قوية وتدفع ابنها للاستشهاد فى أية معركة ففى الثورة الأخيرة ضد نظام القذافى نرى مشاهد عديدة للمرأة الليبية -والأم تحديدا- وهى فرحة بعودة جثمان ابنها الشهيد ..فحب الوطن غريزة بداخلها وتزرعها بداخل أبنائها.

 هل حقا أنصفت القوانين المرأة الليبية أم ظلمتها ؟

- نعم ..المرأة الليبية منصفة فى القوانين والدستور ولها حقوق وواجبات موجودة بالفعل ولكن لم يعمل بها وذلك لتحكمات النظام الفاسد الذى كنا نعيشه فى عهد القذافى فمثلا لا يستطيع الزوج الزواج مرة ثانية إلا بموافقة كتابية فى المحكمة بعلم الزوجة ودون ذلك لا يستطيع الزواج مرة ثانية , كما أن المرأة الليبية تعتبر فى المركز الأول فى قطاع القانون والحقوق.

هل يعنى كلامك أن المرأة الليبية تحرص وتسعى للتعليم وتثقيف ذاتها؟

- هذا أمر حقيقى فالمرأة فى ليبيا تسعى لتثقيف ذاتها تحت أى ظرف وبأية طريقة فهى مهتمة بالتعليم والعمل وقد تتفوق على الرجل فى هذه الناحية إلا أن مشاركتها السياسية تعتبر مجازفة بالأعراف والتقاليد العامة لذلك نجدها مقلة فى المشاركة السياسية ولكن لا يمنع ذلك تواجدها المجتمعى وحضورها العلمى أيضا.

 ماذا عن المرأة الليبية بعد الثورة؟

- مازالت تناضل حتى تصل لحقوقها ومازالت تسعى للتواجد كما أن هناك مطالب خاصة بالمطلقات والأرامل منها زيادة راتبهن من الدولة، فالدولة تصرف مرتبا شهريا للمرأة الليبية المطلقة والأرملة.

 ما هو أهم ما يميز المجتمع الليبى ؟

- نحن أمة ليبية ولسنا مجتمعا ليبيا ، بمعنى أن لدينا الكثير من الأعراق "أتراك- يونان ... إلخ" رغم أن الدين واحد والمذهب أيضا.. فنحن مجتمع متجانس دينيا (مسلم سنى ).

الفرح 7 أيام

وفى إضافة طريفة عن الحياة العامة للمجتمع الليبى تقول "أنعام ياقة" سكرتير أول السفارة الليبية: إن العادات والتقاليد الخاصة بالمجتمع الليبى متشابهة نظرا لغياب الفوارق الاجتماعية بين الطبقات الفقيرة والوسطى والمرتفعة فالجميع على احتكاك متواصل مع بعضه البعض وهو ما يجعلنا متماسكين وفى ترابط.

وهناك عادات خاصة بالفرح الليبى الذى يستمر 7 أيام مقسمة لأيام خاصة بالرجال وأيام خاصة بالسيدات وغيرها للأطفال .. وكل منهم بملابس معينة وزى خاص بالاحتفال ،وتضيف أنعام ياقة أن الأم الليبية قد تلعب دورا فى اختيار عروس ابنها ولا يعنى هذا التدخل بشكل مبالغ ولكن مع الوقت أصبح الشاب هو الذى يقرر من يريد الارتباط بها.

 

المصدر: مجلة حواء- أميرة اسماعيل

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,868,840

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز