كتبت :سمر عيد

تصوير: مسعد سيف

  مازال قطاع السكة الحديد الذي يعتبر من أكثر قطاعات النقل حيوية وأهمية يعاني تحت وطأة المشكلات التي تتنوع ما بين ضعف الإمكانات وتفاوت رهيب بين تكلفة التشغيل وسعر الخدمة.

وينعكس هذا بالتالي على قدرة هذا القطاع على التطوير والتحديث ليواجه المواطن بواقع يسير من سيئ إلى أسوأ وتتوه الحقيقة بين تبادل الاتهامات ما بين الهيئة التي ترجع جانبا من المشكلة لسلوكيات الناس وما بين انتقادات دائمة من جمهور المستخدمين .

حواء قررت النزول إلى الشارع لاستطلاع آرائهم وتقديمها لمسئولي القطاع لنتوقف عند أبعاد القضية 

كان أول لقاءاتنا مع محمد محمود- مسئول مبيعات -والذي حدثنا قائلا: هناك مشاكل كثيرة أواجهها مع السكة الحديد فأنا مقيم بالشرقية وكل يوم أسافر بالقطار، أول مشكلة أواجهها هي مشكلة المواعيد غير المنتظمة والتي تتسبب في وصولي إلى عملي متأخرا.

أيضا هناك مشكلة الزحام الشديد داخل القطار وانتشار النشالين خاصة مع غياب رجال الشرطة بالإضافة إلى مشكلة الشحاذين الذين يلاحقونك طوال الرحلة.

تأثيث العربات

خديجة وهدى أبو فريخة أختان تسافران بالقطار من الغربية إلى القاهرة مرة في الأسبوع حدثاتنا قائلان:مع الأسف نشعر عندما ندخل القطار أننا ندخل مخزن روبابيكيا، فهناك كراسي غير متواجدة من الأساس وأخرى مكسرة ،أين ذهبت هذه الكراسي ؟ ولماذا لاتوجد لها صيانة؟ وأولادنا يعملون بالعاصمة ويتأخرون كل يوم بسبب مشاكل السكة الحديد وزحمة القطارات والمواعيد الخربة.

روائح كريهة

وتضيف منى خليل من الجيزة :عندما تجلسين في القطار خاصة قطارات الفقراء تجدين روائح كريهة أما إذا فكرت في استخدام الحمام فهذه كارثة أخرى.

ناهيك عن الألفاظ البذيئة التي نسمعها من الباعة الجائلين والشحاذين طوال الرحلة ،وإذا تناولنا مسألة القمامة داخل العربات والمحطات فحدثي ولا حرج.

التسطيح

ومن أهم المشاكل التي تحدث فيها الجميع مشكلة التسطيح على القطارات..وعنها تقول إكرام عبد الحي من أسيوط: كنت جالسة في أمان الله بالقرب من شباك القطار وفوجئت بطفل وقع علي من السماء كانت أمه تسطح على القطار هربا من دفع الأجرة فالتسطيح عبارة عن حياة أخرى ولكن فوق سطح العربات وأغلبهم من البلطجية الذين لايستطيع أحد سؤالهم فمن يتصدى للعبث بحياة الآخرين.

وتضيف ليلى عبد الرازق: المشكلة الحقيقية أنهم لايسطحون على القطار من محطة مصر أو الجيزة وإنما يبدأون في التسطيح من المحطات الفرعية وعندما يبدأ القطار في التحرك لايستطيع أحد الإمساك بهم.

وتعلق أمينة عبد الجواد من الإسكندرية قائلة: كل مشاكل السكة الحديد سببها ضعف الإمكانيات وأطالب المسئولين بزيادة سعر التذكرة شريطة تقديم خدمة جيدة.

سلوكيات الناس

ويعلق المهندس جمال دويدار- نائب رئيس مجلس إدارة هيئة السكة الحديد للمسافات الطويلة- على مشكلات هذا القطاع الحيوي قائلا:إن مسألة لتسطيح على القطارات والتي يموت بسببها بعض الناس وهي نتيجة سلوكيات خاطئة للمواطنين ومسئولية التسطيح على القطار هي مسئولية ناظر المحطة والشرطة الذين يبذلون أقصى جهد لإنهاء هذه المشكلة.

وأدعو وسائل الإعلام لتوعية المواطنين فالقفز فوق القطارات أصبح هواية لدى البعض حيث يفضله البعض بدلا من الركوب في الزحام داخل القطار على الرغم من رخص أسعار التذاكر تبدأ من 15 جنيها وهي تقل عن تكلفتها بنسبة 70% فهي مدعمة.

القطار 701

أما مشكلة الكراسي المكسرة والإنارة المختفية فهي كارثة تواجهنا لتعرض العربات للسرقة ونتكلف مبالغ باهظة نتيجة لهذا، فقد تتجاوز صيانة وتغيير كابل الإنارة في العربات المكيفة على سبيل المثال 70 ألف جنيه والذي يسرقه يبيعه بعشرة جنيهات وكان قطار 701 نموذجا يؤكد ذلك فبعد تجديده بعدة ساعات قام اللصوص بتكسير الأبواب وسرقة الكابلات،وسرقت الشبابيك بالإطارات الخاصة بها.

ويستطرد المهندس دويدار أما عن دورات المياه فنحن نجهزها لتسرق فور تركيبها ، وعن النظافة فهناك شركة تنظف العربات المكيفة والعادية ولكن الجمهور مسئول عن جزء كبير من المشكلة و بالنسبة للسرقات فهناك عسكري أو اثنين في كل عربة ولكن مع الأسف يستطيع اللصوص الهروب منهما.

إجراءات السلامة

وتعد إجراءات السلامة من أولويات تحريك القطارات ويحدثنا عنها المهندس محمد أحمد خطاب- نائب رئيس مجلس الإدارة للسلامة والمخاطر- قائلا: نستطيع التحكم في القطارات من خلال أجهزة معينة وهناك أجهزة مركبة على خطوط السكة لتحديد سرعتها ،وهناك فرامل خطر معدة للطوارئ،ونعاني من السلوكيات الخاطئة وهي الركوب بين العربات أو التسطيح فوق الجرار واستخدام وسائل الأمان بشكل خاطئ حيث يحاول البعض إيقاف القطار في أماكن لا تصلح وهذا يؤدي إلى ارتباك في الحركة وهناك أجهزة أمان على القطار يتم فكها وبيعها بقروش قليلة جدا.

تشديد الحراسة

ويتحدث المهندس مدحت يوسف -رئيس الإدارة المركزية لصيانة القطارات- قائلا:

نحن نقوم بتجهيز القطار قبل الرحلة ويكون كاملا من كل النواحي ولكنه مع الأسف يعود بلا أبواب لدورات المياه وبلا لمبات للإنارة وبلا شبابيك وكل هذا تتم سرقته أثناء الرحلة أو عند تخزين القطار وهناك طبعا شرطة تقوم بضبط السرقات ولكننا نطالب الشرطة بتشديد الحراسة على القطارات 

 

 

المصدر: مجلة حواء- سمر عيد

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,790,875

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز