كتبت : ايمان حمزة

كل عام وأنتم بخير دعوة أمل وسط كل مايحيطنا من اختلافات وخلافات عقيمة تضعف ولا تفيد أي منا..هل هى مبادئ الشريعة الإسلامية أم أحكام الشريعة الإسلامية؟!

أمور غريبة تجعل البعض أصبح متخوفا بل مرعوبا مما يحدث حولنا وأمور تسيئ إلى ديننا الإسلامى الحنيف وهو منه براء ..نحمد الله أن نبدأ السنة الهجرية الجديدة لنتذكر معها معنى الهجرة ..هجرة الرسول محمد -عليه الصلاة والسلام من مكة إلى المدينة بأمر إلهى من الخالق سبحانه وتعالى من أجل إعلان الدعوة للتوحيد بالله جهرا فى كل العالم ..دعوة لنشر رسالة دين الإسلام ..الدين الذى يدعو للحب التسامح وحسن المعاملات بين البشر يأمر بالعدل والمساواة فى الحقوق والمسئوليات والواجبات لكل الناس ..هجرة الرسول الكريم من مكة التى صبر فيها هو وكل من أسلم معه على الشدائد من الكفار ليبدأ دعوته إلى العلن فى المدينة المنورة حيث استقبلته الأنصار من أهلها بكل الترحاب والكرم له ولكل المهاجرين..فكانت الهجرة من الظلام إلى النور.. هجرة من الباطل إلى الحق.. هجرة ترك فيها المسلمون ومعهم رسولهم المصطفى وطنهم وأموالهم وبيوتهم ومتاعهم بعد صبرهم على الشدائد ..ترك كل مايملكون ليلوذوا بدينهم ابتغاء مرضاة الله لنشر الدعوة من الخفاء إلى العلن فى كل بقاع الأرض.

فكانت أول الأسس التى أقام عليها رسول الله عليها دولة الاسلام هى المؤاخاة بين المسلمين المهاجرين والأنصار وبين اليهود والعرب المشركون ..وهم جميعا أهل المدينة المنورة التى كانت تضم أناس من أديان مختلفة وقوميات وأجناس مختلفة جاءوا من أماكن جغرافية مختلفة ليكونوا نسيج اجتماعى واحد جمع بينهم الرسول - عليه الصلاة والسلام-فى تعايش إنسانى قائم على حق الجميع فى المواطنة ..يقام لأول مرة وكانت وثيقة تم تسجيلها بعد أن اشترك بها "90"شخصا من زعماء القبائل وأهل الاعتدال والثقة لإرساء وتحقيق السلام والاستقرار بين الناس على أساس العدل والمساواة فى الحقوق والمسئوليات وتحقيق التعاون فى الحياة الاجتماعية والاقتصادية وأيضا الدفاع عن المدينة من الجميع ضد أى اعتداء من الخارج ..وشكلت الوثيقة أيضا منع مشاركة أى من أهل المدينة من التعاون مع كفار أو مشركى مكة عسكريا أو سياسيا مع العرب غير المسلمين وكذلك اليهود من أهل قبيلتى الأوس والخزرج المقيمين داخل المدينة المنورة حتى لا تسقط حقوق المواطنة والحماية عنهم لنقدهم الوثيقة التى وقعوا بالموافقة عليها..وبذلك حقق الرسول -عليه أفضل الصلاة والسلام- أول دستور فى إطار القوانين والحقوق والواجبات المرئية الملزمة للجميع وتنظم حياتهم وأعمالهم تقر بحق المواطنة والمساواة بين المواطنين كل ذلك بعد الهجرة منذ "1433"..هكذا كان ديننا الحنيف الذى يدعو للعدل والمساواة الذى جاء ليؤكد عليه رسول الله"محمد"من أجل نشر الحب بين البشر وإعلاء قيمة القيم والأخلاق ..فقال عليه الصلاة والسلام"إنما بعثة لإتمم مكارم الأخلاق" وكانت الدعوة للإيمان بالله ووحدانيته وإلى تأسيس دولة بالدعوة للخير وحسن التعامل بين الناس ..قال تعالى فى كتابه المبين"ادعو إلى ربك بالحكمة والموعظة الحسنة فلو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك"صدق الله العظيم..فأخذ رسولنا الكريم ذلك نبراسا له لينطلق بشرائع الله تعالى يساوى به الناس لافرق بينهم إلا بالتقوى والعمل الصالح...لافرق بين امرأة ورجل ولاعربى ولا أعجمى فالكل يبايع الرسول منذ البعثة ونزول الرسالة عليه ..فكانت أول من آمنت به السيدة خديجة زوجته- رضى الله عنها-ووقفت معه وساندته ونصرته وعند الهجرة كان للمرأة دور كبير فى إتمامها حيث كان لأسماء بنت أبى بكر دور مهم فقد كانت تمد رسولنا الكريم وأبيها بالطعام والماء فى غار ثور الذى قضيا به ثلاث ليال بعد أن خرجا متخفيين عن الكفار حين أغشى الله أبصارهم عنه وهو خارج من بيته أما أعينهم وكانوا يريدون أن يقتلوه ضربة رجل واحد ليتفرق دمه بين قبائل قريش والمشركين ..وكيف أن الله كان يحقق معجزاته عندما كانوا يأتون إلى الغار ليجدوا أن العنكبوت قد نسج خيوطه على فتحته وباضت الحمامة وسكنت فى عشها ليعودوا أدراجهم يستجوبون أسماء بينت أبى بكر ويعرضونها للأذى بشج رأسها لكنها لم تخف ولم تقر بشئ عن الرسول وأبيها رغم تعرض حياتها للخطر ورغم صغر سنها، واستمرت تحضر لهما الطعام كل ليلة تضعه فى نطاقين تلفهما حولها إحداهما به الماء والأخر للطعام ..فأطلق عليها رسول الله ذات النطاقين ووعدها أن يكونا لها فى الجنة وسميت لهذا بذات الناطقين .

وكان أخوها يعاونها فيطمس آثار أقدامها وأقدام الرسول وأبيه من على الرمال وهو يرعى الغنم حتى لايتبعها الكفار والمشركون .وكان المصطفى عليه الصلاة والسلام يطمئن صديقه أبو بكر لاتحزن إن الله معنا ..فلتكن دعوة لكل المسلمين بتذكر كل هذه المعانى والعودة لصحيح الدين لنتوحد وننبذ الفرقة التى تضعفنا فى وقت أحوج مانكون فيه إلى الاعتصام بحبل الله جميعا فالدين لله والوطن للجميع مبدأ أقره محمد عليه الصلاة والسلام ورسالة يبعثها للبشر فى كل مكان مع هجرته فى السنة "الثالثة عشر"بعد البعث للرسالة الإسلامية خاتم الرسالات السماوية ليوحد البشر على أن العدل أساس الملك لافرق بين الرجال والنساء ولا بين الغنى و الفقير ولا أصحاب الرسالات السماوية والعرب والعجم الكل عباد الله والله هو الذى يحاسب عباده يغفر لمن يشاء ويعفو عمن يشاء من عباده.. ولكنه لايغفر لمن يسيئ فى معاملاته إلى لمن حوله من البشر حتى يسود الحب ويتجمع الناس على الخير فتقوى المجتمعات وتعمر الأرض بالبشر الذين خلقهم من نفس واحدة فلا غنى عن حواء أو آدم فكل من هما يكمل الآخر من أجل أن تستمر الحياة ..فهل نعود إلى عقولنا وننبذ هذه الخلافات التى لاتفيد بل تضرنا فى وقت أحوج مانكون إلى العمل إلى التوحد وخلق جسور الثقة إلى تحقيق مايفيد الناس ويشبع جوعهم ويحقق لهم حياة إنسانية كريمة إلى ما يحمى أمننا وآماننا وبلادنا من الإرهاب ومن أطماع الطامعين وما أكثرهم بيننا ومن حولنا ..ولنفيق جميعا لنحمى مصرنا وسيناء الغالية التى استعدناها بدماء شهدائنا وتضحياتنا الغالية ..هل نستعيد وعينا من أجل أجيالنا فى الحاضر والمستقبل فلنتقى الله فى شعبنا ووطن بقيمة مصر وقامتها 

المصدر: مجلة حواء- ايمان حمزة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

23,334,700

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز