كتبت : نبيلة حافظ
لا أخفى إحساسى بالحسرة وأنا أشاهد كل هذا الجمال وتلك الروعة بكندا ..؟ حسرتى كانت على مصر بلدى وما أصابها من تخلف وتدهور .. وسألت نفسى هؤلاء البشر ماذا يميزهم عنا نحن المصريين؟! لقد أعطاهم الله خيرات ونعماً كثيرة .. ونحن أيضاً أعطانا الله خيرات ونعماً أكبر بكثير منهم .. ولكن هم حافظوا على خيرات بلادهم وصانوا النعمة وأخلصوا لوطنهم وغاروا عليه .. لذلك استحقوا التقدم والازدهار .. أما نحن .. يا حسرة علينا .. أضاعنا خيرات مصر .. وأهدرنا النعم الكثيرة التى منحها الله لنا .. ولم نخلص لوطننا لذلك نستحق ما نحن فيه .. من تخلف وعشوائية وضياع وانشقاق .
- هم لديهم عقول خططت ونفذت وأثمرت نتائج مبهرة دفعت بهم إلى المقدمة .. أما نحن لدينا عقول فذة ولكن نفوس ضعيفة .. مريضة خططت لمصالحها الشخصية وتناست مصلحة الوطن والنتيجة حصدانها على مدار عقود طويلة مضت .. عشوائية.. وزحام .. وفساد فى الذمم والأخلاق .. يا حسرتاه.
هم لديهم قوانين .. حاسمة .. وعادلة تطبق على الجميع الكبار قبل الصغار .. لا مجال فى تطبيق القانون أمام الوساطة أو المحسوبية لذلك ليس غريبا أن تجد شوارع كندا كلها انضباط .. من يسير على قدميه .. ومن يركب سيارة .. أو من يركب أى وسيلة مواصلات أخرى سواء اتوبيسات أو درجات..
وليس غريباً أيضا ألا تجد فى شوارع كندا رجال مرور .. فالمرور ينظم فيه حركة السيارات والمشاه الإشارات الضوئية .. وكل من يسير سواء كان راكبا أو ماشياً يعرف قانون المرور جيداً ويحترمه عن رضا واقتناع . أما نحن فحدث ولا حرج .. نضع القوانين ونتفنن فى مخالفاتها والعبرة لدينا فى تطبيق القانون هو حجم المحسوبية والوساطة .. فمن له ظهر يخالف ولا يعاقب أما الضعيف الذى لا حول ولا قوة له فهو المهدر حقه والذى يطبق عليه القانون بشكل ظالم وجائر .. لذلك ليس غريبا علينا أن تكون شوارعنا على هذا الحال من الفوضى وعدم الانضباط .
أعود وأكرر كل شئ فى كندا يبهرك .. الهدوء .. والنظام .. وروعة الطبيعة .. والأكثر إبهااًر احترام الدولة لآدمية الإنسان الذي يعيش على أرضها .. كل انسان لديه حقوق لا يمكن التفريط فيها ولكن ما أخذ عقلى أكثر ما تعطيه الدولة لكبار السن .. هذه الفئة من السكان سخرت لهم الدولة كل أسباب الراحة .. فى الشوارع، فى وسائل المواصلات سواء كانت اتوبيسات أو سيارات أجرة .. أو فى الشوارع نفسها .. فكل الأرصفة صممت بشكل يتناسب مع كبار السن الذين يستخدمون كراسى كهربائية متحركة تمكنهم من الصعود والهبوط من هذه الأرصفة .. الاتوبيسات صممت أيضا لتمكنهم من الصعود بهذه الكراسى داخل الأتوبيس مع توفير الأمن التام لهم .. كذلك هناك سيارات أجرة تم تصميمها لهذه الفئة فى حالة إذا ما احتاج إلى سيارة خاصة يصعد اليها بكرسيه المتحرك .. ليس كبار السن فقط الذين يحصدون هذا الاهتمام .. بل الأطفال الصغار وأيضاً .. فالقانون الكندى يفرض على الأسر أن تستخدم عربات الأطفال فى التنقل داخل المدن .. وهذه العربات للطفل منذ مولده وحتى سن السابعة، لا يجوز لذويهم أن يتنقلوا بهم دون هذه العربات .. لذلك تم تهيئة أماكن خاصة لتستوعبهم داخل الأتوبيسات بيسر وسهولة..
ولا يقتصر اهتمام الدولة بالإنسان .. بل ينسحب إلى الحيوانات أيضاً .. وحيث أن الشعب الكندى عاشق لتربية الكلاب فقد وفرت له الدولة أماكن بوسائل المواصلات يصطحب فيها الحيوان .. بل الأغرب أنها خصصت لهم حدائق خاصة وعجبى .. !
للحديث بقية ...
ساحة النقاش