كتبت : هدى الكاشف
الإسلام حريص على تعايش الخلق من بنى آدم على فطرتهم السوية الطاهرة، وخصوصا عند الارتباط بين الرجل والمرأة برباط مقدس فى إطار شرعى وزواج يحمى الأسرة والمجتمع من الأهواء الضالة ، فهو سُنة المرسلين..قال تعالى ( ولقد أرسلنا رسلاً من قبلك وجعلنا لهم أزواجاً وذرية) "الرعد 38" ..ورَغب فيه المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ وحث عليه حين قال ( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ) ،والباءة بمعنى القدرة المادية والبدنية ، والوجاء أى الوقاية ..فلا يندفع الشخص وراء الزنا بأشكاله المتعددة خصوصا فى زماننا هذا وذلك لعدم شيوع الفاحشه بين المسلمينllلهذا ..فكل من الشاب والفتاة مطالب بأن يحرص على الدين والخلق عند اختيار شريك حياته حتى تنعم الحياة الزوجية بالسعادة والاستقرار، فقال تعالى (فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله) " النساء 34"، وبذلك تعرف الزوجة واجباتها وحقوقها فتسلك مسالك الفضيلة فلا تضل طريق السعادة خصوصا بعد إدراك قوله تعالى (ولهن مثل الذى عليهن بالمعروف).
وكذلك تدبر موقف ـ أسماء بنت يزيد الأنصارية ـ حينما جاءت للمصطفى تسأله عن مقامات الرفعة التى تحصل بها المرأة على فضل الجهاد والحج بعد الحج ..فقال عليه الصلاة والسلام :-(حسن تبعل المرأة لزوجها يعدل ذلك).
ولا ننكر أن الكثير من بنات حواء يغلب عليهن كفران العشير، فتنكر خير زوجها عليها مع أول إساءة منه، ولقد حذر المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ من هذه الخصلة فقال (رأيت أكثر أهلها ـ النارـ النساء، فقال الصحابة : لما يا رسول الله ؟ قال لكفرهن، قيل يكفرن بالله ؟ قال : يكفرن العشير ويكفرن الإحسان، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر، ثم رأت منك شيئاً قالت ما رأيت منك خيراً قط).
فالمرأة راعية فى بيت زوجها مسئولة عن رعيتها، حافظة للغيب بما حفظ الله، فمن أهم صفاتها وأخصها أمانة العرض وأمانة المال، فلا يدخل بيت الزوجية غريب أياً كان إلا بإذن الزوج وفى وجوده، وفى ذلك قال المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ (إياكم والدخول على النساء فقال رجل : يارسول الله أفرأيت الحمو؟! قال : الحمو الموت ..!!، والحمو قريب الزوجة كابن عمها أو ابن خالها أو ما شابه ذلك من المُحرمين عليها الخلوة معهم سواء من أقاربها أو أقارب زوجها وإن اقتربت قرابتهم .
كما أنه لا يحل للزوجة التصرف فى مال زوجها إلا بإذنه حتى وإن كان فى صدقة، وإن فعلت ذلك ولو فى تلك الصدقة كان الوزر عليها والأجر له، ولذلك فلا يجوز لها الإنفاق إلا فى احتياجاتها وأسرتها بالمعروف خصوصا فى حالة بخل الزوج، كما حدث مع هند بنت عتبة زوجة أبى سفيان التى قالت للمصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهى تبايعه : إن أبا سفيان رجل شحيح وليس يعطينى ما يكفينى وولدى إلا ما أخذت منه وهو لا يعلم، فقال لها المصطفى (خذى ما يكفيك وولدك بالمعروف)
ولقد بلغ احترام الإسلام لحقوق الزوجة أن حث الزوج عند سفره ألا يأتى فجأة بالليل دون أن يخبر زوجته للتزين له ..فقال المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ (إذا أطال أحدكم الغيبة فلا يطرق أهله ليلاً) ،وكذلك حرص الإسلام على إعطاء الزوجة حقها الشرعى فى زوجها حتى ولو سيوقف نوافل العبادات فقال المصطفى - لعبد الله بن عمرو - الذى كان يصوم النهار، ويقوم الليل فقال له (لا تفعل فإن لجسدك عليك حقاً، وإن لزوجك عليك حقاً، فاعط كل ذى حق حقه(
كما أن هناك من النساء من تردد دائماً لزوجها عند أتفه المشكلات كلمة الانفصال " طلقنى " فعليها تدبر قول المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ (أيما امرأة سـألت من زوجها طلاقاً بغير بأس حُرمت عليها رائحة الجنة)،وليتذكر كل زوج قول المصطفى (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلى)..فكان فى مهنة أهله فيخصف نعله، ويرقع ثوبه، ويحلب شاته .
لذلك فعلى كل زوج وزوجة الحرص على تدفئة الأسرة بحسن العشرة، ولين الجانب، والحرص على الكلمة الطيبة، فلم يرخص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الكذب إلا فى ثلاثة : الحرب، والإصلاح بين الناس، وحديث الرجل امرأته والمرأة زوجها (في المجاملة بينهما ولو بخلاف الواقع) وهذا من حسن الخلق والعشرة والتي تتميز به أسر المسلمين
ساحة النقاش