كتبت : أمل مبروك

قد يتعجب البعض من أن العدد الذى تمسكون به الآن من "حواء" خاص بالعروس بينما الشارع المصرى يعج بالخلافات والمظاهرات والاعتصامات .. وأحيانا الاشتباكات بين المتظاهرين والأمن أو بين المتظاهرين وبعضهم البعض، ولإزالة علامات التعجب أوضح فى البداية أن الموعد الثابت لصدور عدد العروسة يكون فى نهاية شهرى أبريل ونوفمبر من كل عام، وأنه تم تأجيل إصداره المعتاد من السبت الماضى بسبب أحداث التصادم المؤسف بين قطار أسيوط وأتوبيس معهد النور الأزهرى الذى راح ضحيته 51 طفلا، ثم كان القرار بعدم تأجيله مرة أخرى بعد ماوصلنا من تساؤلات القارئات عن تأخر صدور العدد من ناحية ، وما لمسناه من شعور عام بين المواطنين بالضيق والاختناق من كثرة الأزمات الخلافية بين أطياف النخبة المصرية من ناحية أخرى بينما عجلة الحياة مستمرة فى الدوران ولابد لكل زوجة وأم وربة بيت وامرأة عاملة أن تقوم بكل ما عليها من مسئوليات والتزامات تجاه أسرتها دون تأخير أو تقصير، ووسط كل الأعباء التى تحملها على كاهلها تحتاج لمن يشعر بمعاناتها ويربت على كتفيها ويشجعها على مواصلة مشوارها رغم كل الصعوبات التى تواجهها، ولهذا أردنا أن نكون أحد مصادر التشجيع والمشاركة الوجدانية .. فكان هذا العدد الذى بين أيديكن الآن .

أعداء الأمس

ولأن الأحداث الجارية تفرض نفسها دائما فاسمحوا لى أن أعود مرة أخرى إلى الشارع المصرى من الناحية السياسية حيث يبدو المشهد فى ميدان التحرير وكأنه بدايات ثورة أو بمعنى آخر مايشبه الطبعة الثانية من ثورة يناير .. لكننا اعتدنا أن تكون الطبعة الثانية دائما مزيدة ومنقحة بتعديلات حديثة ومفيدة وضرورية، وما نطالعه الآن فى المشهد المصرى يشير إلى اختلاف جوهرى عما كان فى يناير 2011 ويفتقد تماما كل ماهو مفيد وضرورى حيث كان كل المصريين معا بكل أطيافهم وانتماءاتهم السياسية والدينية فى جانب واحد ضد نظام مبارك ورجاله، أما اليوم فإن النخبة من الليبراليين والمدنيين ومعهم رجال نظام مبارك أو ماأطلقنا عليهم لقب الفلول يقفون متحدين فى وجه الإسلاميين السياسيين من إخوان وسلفيين وجماعات إسلامية !! وهذا هو الحديث والغريب والمخيف فى ذات الوقت .. والغرابة تأتى من اتحاد الثوار مع الفلول، وتلك الغرابة هى ماتؤدى بنا إلى الخوف ، لأن الفلول الذين كانوا أعداء الأمس أصبحوا شركاء اليوم، بينما الإسلاميون الذين شاركوا فى ثورة يناير أصبحوا هم الأعداء !!

كيف تفرقنا واختلفنا إلى هذا الحد ؟ وإلى أى اتجاه سنصل ؟ الإجابة قد تكون صادمة ومرعبة خاصة وأنه لم تعد هناك ثوابت يمكن الاستناد إليها ونحن ندرس معطيات الموقف الحالى لكى تساعدنا فى استشراف بعض النتائج المستقبلية .

الحابل والنابل

لاشك أننى قرأت كثيرا العبارة المأثورة : " اختلط الحابل بالنابل ".. لكننى لم أدرك معناها المزعج ولم أشعر به إلا الآن فقط ، عندما انقسم الناس بين مؤيدبن ومعارضين للإعلان الدستورى الذى أصدره رئيس الجمهورية د. محمد مرسى، أعداد غفيرة من الإخوان المسلمين مع باقى التيارات الإسلامية فى جهة التأييد، وأعداد ليست بالغفيرة من بعض التيارات المدنية مع الفلول فى جهة المعارضة، وكلتا الجهتين لن تنال النجاح ولن تصل إلى أهدافها السياسية إذا ظل الحال بهما على هذا النحو دون اكتساب تعاطف وتأييد جموع الشعب المصرى التى ضاق بها الحال، واكتساب التأييد الشعبى لن يكون بالخطب السياسية الرنانة أو الوعود والتعهدات، فالشعب الذى يعانى من شظف العيش والغلاء والبطالة والفقر لن يقتنع إلا إذا رأى بعينه من يعمل من أجل تحسين أحوال حياته اليومية، وشعر أن أزمات الخبز وأنبوبة البوتاجاز والسولار والبنزين .. وغيرها من أزمات تقل وتتضاءل يوما بعد يوم، وسمع خططا قريبة وبعيدة الأجل ذات خطوات تنفيذية واضحة يلتزم فيها المسئولون بتنفيذ ما ورد بها وفق جداولها الزمنية الموضوعة .. هنا فقط سيصدق الناس صاحب هذه الأعمال وسيقف وراءه ويؤيده أيا كان الانتماء السياسى له.

 

المصدر: مجلة حواء- أمل مبروك

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,744,359

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز