منتجة ..مشاركة..مبدعة
السيناوية لا تعرف المستحيل
كتبت :اميرة اسماعيل
السيناوية ... نموذج وقدوة فى تنمية المجتمع الذى تحيا فيه فهى تتميز بحب المحيطين بها واستغلال البيئة المحيطة بها , فالبدوية مبدعة للجمال ومحبة للحياة وترعى من حولها وتهتم بشئونهم دون تعصب أو إجبار فهى تقوم بالمشاركة فى كافة الأمور بالإضافة إلى أعبائها كزوجة وأم وربة منزل
البداية مع د. ناهد نصر الدين أستاذة علم الجمال بجامعة القاهرة والمشاركة فى مؤتمر التواصل المجتمعى بسيناء والذى عقد تحت عنوان "التنشيط والرواج السياحى والتنمية المجتمعية لبدو سيناء" تقول :تنقسم الحياة البدوية إلى عالمين اجتماعيين هما عالم الخيمة و عالم المعسكر ,ويعد الأول مجالا خاصا للمرأة (فهو المنزل الخاص بكل شئون العائلة) أما عالم المعسكر فمجال عام للرجل فهو ساحة سياسية لاصدار القرارت الخاصة بالقبيلة أو الجماعة .
كما يعتبر الزى البدوى من أهم الأمور التى تعبر عن الهوية وتدل على شخصية من يرتديها ولذلك نجد اختلاف الملابس من قبيلة إلى أخرى مما يدل على الانتماء إليها
ثقافة البناء
ويضيف د. عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية بسيناء ووجه بحرى أن الخيمة من المساكن المؤقتة لأهل سيناء أما الدائمة فتبنى من الأحجار المتواجدة بالمنطقة ويطلق عليها بيوت الصخور النارية ويتوسط المبنى فناء مفتوح يتصل بآخر مسقوف من الخشب لاستخدامه فى الشتاء ويضم المنزل حظيرتين إحداهما فى الفناء الداخلى للمنزل وهى حظيرة الدواجن والأخرى خلف المنزل للأغنام وتغطى أرضية المنزل بالحصير ويسقف بالحجارة أو الخشب والخوص مع تثبيت عدة مزاريب لتصريف مياه المطر وله نوافذ خشبية ضيقة ويتضح هذا جلياً فى منطقة سانت كاترين.
الأزياء
أما عن الزى البدوى فيجب التفريق بين الفتاة والمرأة المتزوجة عن طريق لون الحزام الذى ترتديه فقبل الزواج ترتدى الحزام الأزرق والمتزوجة ترتدى الأحمر كدليل على شبابها أما المرأة المسنة فهى ترتدى الحزام الأبيض دلالة على الشيخوخة وفى حالة وفاة الزوج ترتدى المرأة الحزام الأسود .
وتزين المرأة البدوية وجهها بالبرقع المصنوع من القماش ويزين بالعملات الذهبية والفضية وحبات الخرز وتضعه المرأة المتزوجة وهو يختلف فى اللون والشكل والطول حسب القبيلة التى تنتمى إليها وهذا يدل على الهوية والانتماء للقبيلة وفى حالة الوفاة لا ترتدى المرأة البرقع ولكن ترتدى الطرحة السوداء وتضع المرأة البرقع أمام الغرباء وتتخفف منه أمام الزوج والأب والابن.
صناعات
ويؤكد كل من د.عبد الرحيم ود.ناهد أن المرأة والفتاة السيناوية تتميز بأنها عضو فعال فى المجتمع حيث تقوم بالمشاركة من خلال الصناعات الصغيرة بكافة أنواعها فتقوم بنسج الأكلمة المصنوعة من وبر الجمل بروسومات وألوان زاهية وكذلك تقوم بعمل أشكال مختلفة يمكن تعليقها لجمالها بالإضافة إلى المفروشات والأغطية وهى جميعا تدل على أن المرأة السيناوية فنانة ومبدعة بالفطرة وهذا اكتسبته من البيئة الساحرة التى تحيا فيها.
مساندة الأسرة
بالإضافة إلى الأعمال المنزلية المختلفة وتربية الأبناء ومشاركة الزوج خاصة فى حالة زواجه من أخرى فإنها تقوم بمساندته فى تربية هؤلاء الأبناء وإعالتهم خاصة فى حالة عدم نشاط الزوجة الثانية فيحتاج الزوج إلى مساندة زوجته الأولى فتقوم بتربية وإطعام وكساء جميع الأطفال معا دون تفرقة بحب وسماحة نفس وخلق متميز بعيدا عن الغيرة وليس معنى ذلك أنها متبلدة الإحساس ولكنها إنسانة لها قلب محب فتسعى دائما للعون ومساعدة الغير وهذا يجعل للمرأة السيناوية ثقلا كبيرا فى الحياة البدوية وبالتالى تحظى برعاية وحماية كبيرتين من كبراء القبيلة.
حرمة البيت
وتقتضى الأعراف والتقاليد السيناوية بوجود حرمة للبيت السيناوى حيث تكون الحرمة 40 خطوة من الأمام (واجهة البيت) وعشرين خطوة من خلف البيت وهذا لتحقيق الخصوصية فى السمع والكلام والرؤية فلا يرى أحد أهل البيت من النساء أو يتنصت على أحاديثهن والأرجح أنها 40 خطوة من كل الاتجاهات ومن يتخطى هذا النطاق المشمول بالحماية يتعرض للعقاب فى القانون البدوى (العرفى) لأنه انتهك حرمة البيت ويدفع غرامة حسب كل خطوة يتخطاها المعتدى على حرمة البيت.
مشكلات السيناوية
وترى د. ناهد نصرالدين أن أهم مشكلات المرأة والفتاة السيناوية هى نفسها مشكلات المرأة فى المجتمع الشرقى فى المدن المختلفة حيث الزواج المبكر للإناث رغم أن الحد الأدنى لسن الزواج 16 سنة طبقا للقانون إلا أنه فى الحقيقة يتم الزواج فى سن أصغر من ذلك .
بالاضافة إلى أن الظروف الاقتصادية ومنها الفقر التى دفعتهم لتفضيل تعليم الذكور دون اللإناث فيما بعد المرحلة الابتدائية حتى يمكن الاستفادة منها فى الأعمال المنزلية أو اليدوية أو الرعى وغيره ,كما أن الخوف على سمعة الفتاة بسبب الخروج من المنزل والانفتاح على المجتمع يقف عائقا أمام الاهتمام بتعليمها.
ومع كل هذا تحتاج المرأة السيناوية إلى التنمية الاقتصادية من خلال الصناعات الصغيرة وإلقاء الضوء عليها حتى تأخذ خطواتها نحو الاستثمار الحقيقى فالأفكار كثيرة إذا وجدت من يساندها ويمولها باستمرار.
فيتم مثلا التسويق للمنتجات الحرفية البدوية التى يسعى إليها المجتمع الغربى بأكمله وتحسين الأحوال المعيشية للأسر البدوية وإشراكهم فى خطوات التطور بما يتناسب مع أصل بيئتهم وتمسكهم بها (عادات وتقاليد المجتمع البدوى)
ساحة النقاش