إنقسام

كتبت :ماجدة محمود

الآن وبعد كل هذه الأحداث التى نمر بها جميعا ، وبعد كل المشاهد التى أطلت علينا من وسائل الإعلام المختلفة والتى أوضحت الصورة القاتمة التى نعيش فيها ، أيام سوداء لم نكن نتوقع أن نعيشها أو نراها بعد أن حلمنا بالحرية والتى بالفعل كانت بين أيدينا ، أين ذهبت ؟ ومن الذى تركها تضيع وتخلف وراءها كل هذا الضباب الذى أصبحنا لانرى بسببه أى شئ ؟ إنهم الطامعون والطامحون فى السطو على مصر ، ومصر لا يستطيع أحد سرقتها أو اختطافها مهما كان ، لأنها حرة ، أبية ، لا ترضى بالذل أو الهوان وإلا كانت ارتضته سابقا ، قلب مصر يدمى، يعتصر وهى ترى أبناءها يتقاسمونها ، دون أى مراعاة لهويتها التى كانت وستظل متمسكة بها مهما كلفها من تضحية ، فهى لن ترضى بخلع ثوبها الذى اعتادته والذى يسترها ويسترنا معها.

مصر التى تتسع للجميع مسلما،مسيحيا، متدينا ، متشددا، يمينيا، يساريا، رجلا ، امرأة ، طفلا وشيخا، مصر الدولة المدنية ، الوسطية الحديثة ، القوية ، بعلمائها ، بشيوخها، برهبانها ، بعمالها ، وفلاحيها وكل فرد منتج فيها وبكل طاقة إيجابية بها، فلماذا الانقسام إذن ؟ لماذا كل هذا الاختلاف والتشنج والتمسك بالرأى ، خاصة وأن الحق بين ، والحق أحق أن يتبع، ما المشكلة أن نسمع لرأى الشعب ، ونتوافق فيما بيننا على مصلحة الوطن ، ثم لماذا لغة التهديد التى نسمعها طوال الوقت من شيوخنا الأجلاء والتى جعلت كثيرا من المداخلات التليفونية فى كثير من البرامج لمشاهدين يمثلون شريحة متباينه من المجتمع يساورها القلق والخوف والرعب والاكتئاب من التهديدات المتتالية والأولى بهم أن يبعثوا برسائل طمأنة لكافة أطياف الشعب ، وهذا أيضاً أدى إلى الانقسام فى الر أى والرؤى وصلت إلى داخل الأسرة الواحدة ، ولقد حضرت بنفسى مناقشات وصلت لأقصى درجات العنف بين أصدقاء أعزاء ، وأبناء وآباء ، ومارة فى الشارع ، وجيران فى المسكن الواحد ، فى كل مكان حتى داخل العيادات انتظارا لدخولك إلى الطبيب تشتد المناقشات والاختلافات ، الجميع يتحدث فى السياسة ويدلى بدلوه ، ويتمسك برأيه ،الانقسام صار العامل المشترك الآن بين الجميع ، والحل ؟

أن يعود الجميع إلى حضن مصر ، يرحمها ، يحبها ، يعشقها بصدق ، بفعل وعمل ، لأنه كلما انتظرنا طوق نجاة بقرار يصدر من أولى الأمر لينقذ مصر وأبناءها تأتى الرياح بما لاتشتهى السفن وآخرها الإعلان الدستورى الذى صدر ليلة السبت الماضى 2102/11/8 من الذى خيب آمال كثير من المصريين لأنه لم يقدم جديدا ، ولميلبى رغباتهم ، ورغبات النخبة من مختلف الفئات ، التى ترغب وتطمح فى دستور يقر الحريات ويحقق العدالة ويعلى من شأن المرأة التى أعزها

المصدر: مجلة حواء -ماجدة محمود
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 574 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,820,968

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز