كتبت :ايمان الدربي

ما هذا الذي يحدث في مصر من تنازع بين كل القوي السياسية المختلفة.. خلافات ومشاكل وآراء متعارضة ..انقسامات في كل مكان في الشارع والعمل وداخل وسائل المواصلات وربما داخل المنزل الواحد.

 

.. البعض يؤكد أن ما يحدث هو المعتاد بعد الثورات وأن مصر قوية لا تقهر أمام مثل هذه المهاترات والمشكلات وأنها أكبر من كل ما يحدث وآخرون يشعرون بالخوف علي مصرنا فما الذي أصابنا بعد الثورات ؟! 

تبدأ تحليل ما يحدث بمصر د عزة هيكل عضو المجلس القومى للمرأة قائلة : ما يحدث شبيه بما يحصل بعد الثورات فالشعب المصري تعلم كيف يحصل علي حريته وكيف يمارس ديمقراطيته .

والمرحلة التي نمر بها شبيهة بثورة 19 بشكل كبير و أن تلك الثورة بداية التنوير للمصريين بعد عصور من الظلام ولكن علي الشباب أن يعي أن مكتسباته في مرحلة 30 سنة وماصاحبها من فساد لن تتغير بوقفات ومظاهرات ولكن ستتغير بتغيير الفكر وتنوير العقول والتحرك في اتجاه واحد هو اتجاه الوطن وليس اتجاه أي مصالح أو انتماءات أو استيراد لأفكار من الخارج .

وما يحدث سيصنع التاريخ بالرغم من صعوبته فإنه يذكرني بأيام حرب الاستنزاف وأشعر أن مايحدث سيصل بنا الي النصر .

مناخ صحي

أما المحامي والأمين العام لجمعية شباب مصر للحوار والتنمية - مجدي عبد الرحمن - فيؤكد أن هذا الحراك السياسي طبيعي جدا وأن الأجيال القادمة هي التي ستحصد مانعانيه ومايحدث الآن حدث بالضبط أثناء وضع دستور 23 فكان هناك اعتراض كبير علي اللجنة التي وضعته وكان هناك مشاكل كثيرة ومع ذلك أنتج لدينا دستور من أعظم الدساتير .

هذا الجدل الكبير ومايحدث هو مناخ صحي فإنشاء دستور ليس مسألة سهلة هذا طبيعي وحتي أثناء ثورة 52 اعترض الشباب علي استبعادهم من الحراك السياسي وقتها وحدثت انقسامات واستقطاب.

ويضيف عبد الرحمن : حتي الثورة الفرنسية لم يتم جني ثمارها إلا بعد عشرات السنين ثمار الحرية والمساواة والإخاء وأري أن ما يحدث طبيعي في مفهوم التاريخ.

الإدراك الحقيقي

وتؤكد د أماني الطويل الخبيرة بمركز الأهرام الاستراتيجي أن هذا يحدث بعد الثورات فبعد ثورة أمريكا اللاتينية حدث عدم استقرار سياسي لسنوات متباينة ومايحدث في مصر تطور ديمقراطي طبيعي.

ولكن هناك قلقا لدي البعض من تيارات الإسلام السياسي ومفاهيمها بالنسبة للدولة ومؤسساتها والأمة المصرية وشخصية مصر، ويري البعض أنها تتسم بعدم الإدراك الحقيقي متأثرين بإطار مرجعية دينية.

ونحن في الحقيقة نشعر بوطأة التجربة الانتقالية طبقا لمصادر الخطر وعدم الاستقرار السياسي تأثير مضاعف .

المرحلة الانتقالية

وترى د جورجيت قليني المحامية وعضوة مجلس الشعب السابقة أن المرحلة الانتقالية في بولندا استمرت لمدة عشرين عاماً لكن تجربتنا في الثورة مرت بسرعة فإسقاط النظام السابق لم يكن به مشاكل كبيرة وأن المرحلة الانتقالية لو نفذت بشكل جيد كان هذا سيوفر علينا مشاكل كثيرة فلو تم تسليم الدولة لهيئة مدنية أو حتي للمحكمة الدستورية ولو وضعنا دستوراً قبل الانتخابات وتم تنظيم القوانين وعلاقة المؤسسات بعضها ببعض كان الوضع سيختلف.

الانقسام

أما د .هدي بدران رئيس رابطة المرأة العربية فتعتقد أن ما نعاني منه حالة مختلفة حقيقة فبعد الثورات يحدث مشاكل وتهميش للنساء تحديدا ولكن ما يحدث في مصر تظهر فيه المغالاة في قوة الصندوق وهو نوع من أنواع الانقسام بين الشعب الواحد ولذلك علينا أن نعي خطورة تلك المرحلة وأن نغلب كلنا مصلحة مصر علي المصلحة الشخصية .

الظرف التاريخي

وأخيرا تحدثت د هدي زكريا استاذة علم الاجتماع عن الثورات مؤكدة أن علينا أن نضع في الاعتبار الدولة التي قامت بها الثورة ودرجة تقدمها وظروفها التاريخية فمثلا في الثورة الفرنسية حدث تغيير سياسي وتطور تاريخي طبيعي وحضاري وكانت قوة الكنيسة مسيطرة علي المجتمع لتنتهي طبقة أرستقراطية وتظهر طبقة برجوازية قامت بعمل نهضة صناعية وتغيير سياسي.

وفي الغالب تستمر الثورات الي أن تتسلم القوي التقدمية حركة التاريخ وحركة المجتمع وفي الحقيقة مصر لاتقهر فمن درس التاريخ يعرف أن مصر قضت علي سيطرة الرومان والتتار والفرس .

ولدى د.زكريا يقين بعبور الأزمة عبرت عنه قائلة: إن الحتمية التاريخية تؤكد أن مصر ستمر من هذه المحنة مصر فخلال 40 قرنا لم تقهرها الأمم المختلفة وهم الآن جميعا في مزبلة التاريخ لذلك فإنني متفائلة وأجزم أن مصر ستتجاوز المحن وتقهر كل هذه المشاكل كما هي عادتها فهي مصر العظيمة 

 

المصدر: مجلة حواء- ايمان الدربي

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,685,018

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز