كتبت : نجلاء أبوزيد
جمعتني المصادفة بأحد رجال الأعمال الأثرياء والذي كان ينتمي في طفولته وشبابه للطبقة المتوسطة وإذا به يخبرني عن معاناته مع أبنائه فهو عانى كثيرا حتى نجح في مجال المقاولات وحقق ثروة لذا يحرص على تلبية مطالبهم حتى وإن لم يكن مقتنعا ولأن الله فتحها عليه فقد ألحقهم بواحدة من أشهر المدارس لكنه يخاف مما يسمعه من أبنائه عن زملائهم وكيف أنهم يحملون في حقائبهم ما يزيد عن 500 جنيه مصروف يومي بهذه المدرسة ، وإذا فكر ورفض أي مطلب مالي يتهمونه بالبخل وتساندهم أمهم ، وقال لي وهو يتنهد الفقير يربى أولاده أسهل من الغنى طلباتهم أسهل وتطلعاتهم أقل ، تعجبت لمقولته وأخبرته أن " ما هو فيه ما يسمى بفتنة الغنى " وأن عليه أن يدرك أن ما لديه من سعة رزق ما هو إلا اختبار من الله وعليه مسئولية تجاه أبنائه ، ويجب ألا يخاف من الاتهام بالبخل فهو المسئول عن تربيتهم ، ونصحته بكثرة الحوار مع الأبناء وأن يأخذهم معه لزيارة دور الأيتام وأن يشرح لهم معاناة الفقراء في هذا المجتمع وأن يتعاون مع زوجته جيدا في رعاية أبنائهما حتى لا تكون كثرة المال نقمة لا نعمة، وتركته وأنا أتعجب كيف يحسد الغنى الفقير على سهولة التربية .. سبحان الله نعمه علينا كثيرة لكن البعض لا تستوقفه سوى نعمة المال فيظل ساعيا لها غير مقدرا لما قد يكون لديه من نعم أخرى لا يراها هو ولكن يراها الآخرين لديه ، فكلنا في اختبار من الله وعلينا الانتباه لهذا جيدا .
ساحة النقاش