الاعتراف بالحق فضيلة
كتبت نبيله حافظ
الحياة ماهي إلا دار محن وابتلاء ، وعلمنا المولى عز وجل في قرآنه الكريم أن المؤمن مبتلى دائما وأن قوة إيمانه تقاس بمدى صبره وتحمله على هذه الابتلاءات ، ومصر عبر تاريخها الطويل مرت عليها ظروف ومحن قاسية تحملتها بقوة وجلد ، واستطاع شعبها العظيم التغلب عليها بفضل وحدتة وإرادته وبما يملكه من إمكانيات ، وبما منحه الله من نعم وثروات بشرية وطبيعية هائلة كانت هذه الثروات مصدر حقد وأطماع الطامعين والحاقدين.
إن المولى عز وجل حبا مصر بمكانة كبيرة في كتابه الكريم ..وأنعم عليها بالأمن والأمان ، فقد قال عز وجل " ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين "
من هنا كان الأمن والأمان هبة المولى لمصر وأهلها على مدار تاريخها وهبة الله لن تزول ولن تنعدم مهما كانت الظروف ، فما تمر به مصر الآن هو امتحان وابتلاء لنا جميعا علينا أن نعي ذلك ونجتاز هذا الامتحان بإيمان قوي وعزيمة صلبة وإصرار على العبور من هذه المنحة بسلام ..علينا أن ندرك أخطاءنا ، وأن نعالج عيوبنا وأن نصلح الخلل الذي حدث لنا ولمجتمعنا طوال العقود الماضية ، لابد وأن نواجه أنفسنا بكل شجاعة ولنعترف بسقطاتنا حتى نعبر الماضي المظلم إلى مستقبل مشرق وغد أفضل بإذن الله.
بلحظات تفكر وتأمل علينا أن نعرف من معنا ومن ضدنا ومن يريد لنا النهوض والتقدم والخير والسلام ومن يتربص بنا ليعود بنا إلى الخلف إلى عصور الظلام والجهل والتشرذم والتشتت والفرقة ، إن الطريق أمامنا واضح وضوح الشمس وبين وكل ما نحتاجه التفكر والتركيز .. الموضوع ليس" لوغارتمات "يحتاج إلى ذكاء خارق ، فما عايشناه في العامين الماضيين أظهر لنا معادن البشر وعرفنا من أعداؤنا ومن أصدقاؤنا ، من قال الحق واعترف به وشهد أمام الله من مواقف مصر وما قدمته من تضحيات لكل من حولها ، مصر الشقيقة الكبرى للبلدان العربية التى أعطت بلا حدود قدمت الغالي والثمين من أجل رفعة ونصرة أشقائها العرب والمسلمين ، مصر التي وهبت أبناءها فداء كل ذرة تراب عربي تعرض للعدوان أو للاغتصاب ، مصر التي لم تبخل بكل مقدراتها البشرية والمادية من أجل نهضت وتقدم شعوب جيرانها ، الكلام وحده لا يحصى أفضال مصر ولكن كل ما قدمته هو ما عند الله لا يذهب ولا يمضي هباء وما عند الله أفضل وأبقى مما عند البشر ، وكلمة حق لابد من قولها أن مصر لم تطلب ذات يوم اعتراف الآخرين بأفضالها وما مآثرها ، ولكن كانت هي الكريمة التى تعطى دون أن تذكر ، تمنح دون أن تذل ، وكان قدرها ألا يتذكر الآخرين ما قدمته من تضحيات وعطايا بل كان الأغرب من ذلك أن الكثيرين يقابلون عطاءها بالجحود والنكران والإساءة ، وهى كانت ومازالت صابرة قوية لا تغير مواقفها ولا تبدل مبادئها ، ولا تتحول عن طريقها .. هذه هي مصر القوية العظيمة الشامخة التي اعترف بدورها العالم والشيخ الإسلامي السعودي الجليل محمد العريفى الذى زارنا وخرج على العالم كله ليذكر أفضال مصر على العرب والمسلمين على مدار التاريخ00 شهادة الشيخ العريفي هي اعتراف بالحق ، والاعتراف بالحق فضيلة لايملكها إلا الأتقياء الذين وقر الإيمان بقلوبهم وإن دلت على شئ فإنما تدل على قول رسولنا صلى الله عليه وسلم "الخير في وفي أمتي إلى يوم الدين"
ساحة النقاش