كتبت : منار السيد
"لسة الأماني ممكنة" ليست عبارة إنشائية ، وإنما حقيقة نعيشها مع بداية العام الثالث للثورة ، فرغم المشاعر المتباينة ما بين الإحباط مما مر بنا من أحداث ، والخوف مما قد يحدث ، فمازال في جعبة كل واحد منا آلاف من الأماني والأحلام للعام الجديد .
وتبدأ الدكتورة كريمة الحفناوي - ناشطة سياسية وإحدى مؤسسات حركة كفاية حديثها بأن الثورة مستمرة مع بداية عامها الثالث ، ولا داعي للتشاؤم والإحباط فالأماني والأحلام ستتحقق،فالتاريخ علمنا أن الزمان لا يعود للوراء،ومهما طال الوقت فالحقوق والحريات ستعود لأصحابها ، ويجب أن نعلم أن الوصول للحق والعدل والحرية يستدعي منا بذل بعض الجهد ولو اضطر الأمر للقيام بثورة ثانية ، فحلم التغيير للأفضل هو حلم الإنسانية بأكملها ، فالأمل موجود وبالرغم من أنه لم يتحقق أي مطلب للحريات سواء كان على الصعيد العام أو بوجه خاص ما وضعه الدستور من تقييد للحريات وتجاهل العمال والفلاحين والطبقة الفقيرة ، ولكن أؤكد أن الثورة مستمرة ، وبشكل أقوي
المصريون بالخارج
يقول أحمد عبد السلام- 38 عاما- محاسب، أعمل بإحدى الدول العربية وعندما اندلعت ثورة يناير شعرت بسعادة غامرة ونزلت للاحتفال أنا وزملائي بالشوارع أمام سفارتنا رافعين رأسنا فخرا وعزة ، واعتقدت أنا وزملائي وقتها أنه حان الوقت للعودة لبلدنا للحصول على فرصة عمل مناسبة لنا وحلمنا بالطريق المفروش بالورود للعمل بمصر ، ولكن أُصبنا بحالة من خيبة الأمل بمرور عامين والحال من سييء للأسوأ ولم يحدث أي تغيير فى حالنا بل العكس أصبحنا كمصريين مغتربين حالنا أسوأ مما سبق وأصبحنا نتعامل بشكل سييء جدا وكأننا نعاقب على اندلاع الثورة ، ولكن مع بداية السنة الثالثة للثورة أتمنى أن يتغير حالنا هذا، ويتم النظر لنا كأبناء مصريين في الخارج نعاني من كل أنواع المذلة للبحث عن لقمة العيش.
ويتفق معه في الرأي" إسلام عزيز" موظف- حيث يقول: ظننا أن الثورة ستأتي بالتغيير والتطهير وأن مصر ستكون لنا والخير المنهوب سيعود لنا ، ولكن ما حدث كان صدمة فقد مر عام تحت حكم العسكر أشابه الدم والذل ، وبعد زوال حكم العسكر وقيامنا بانتخاب رئيس جديد لمصر اعتقدنا زوال آثار هذه الآلام التي مررنا بها ، ولكن حتى الآن لم يحدث أى شيء ..لذا أتمنى مع بداية العام الجديد أن يتحقق كل ما حلمنا به ..
أمنيات خاصة
ويتمنى حلمي زكي "عامل" أن عجلة الإنتاج تدور حيث يقول : "حالنا واقف وكلما زادت الاعتصامات والإضرابات السياسية ، نضار لاعتمادنا على اليومية في معيشتنا ،ومن المفترض أن الثورة اندلعت من أجلنا نحن ، ونتمى أن تنظر لنا الحكومة وتنظر لحالنا فنحن الذين نشعر بالمعاناة الحقيقية ، ولا نجد قوت يومنا، وبحلم في السنة الثالثة للثورة بحياة أفضل لي ولأولادي وأن الحال يتغير "ونعيش زي إللى عايشين".
ويدعو حسن مجدي" طالب" -مع بداية السنة الثالثة للثورة الشعب للعمل والإنتاج من أجل النهوض بالاقتصاد ، فنحن نمر بأزمة حقيقية بسبب الإضرابات والاعتصامات الفئوية ، فيجب أن نرجع بالذاكرة إلى أيام الثورة التي اختلطت بها روح الحماس والعمل والوحدة ، فنحن من وقفنا أمام البلطجية أثناء الثورة، وهتفنا سلمية ونظفنا الميدان ومنعنا انتشار الفوضى ، فيجب أن نستعيد هذه الروح مرة أخرى من أجل تحقيق أهداف الثورة التي لم تتحقق إلا بتكاتف أيادي المصريين معا بالعمل الوحدة.
أما رامي إبراهيم- طالب- فهو متفائل جدا حيث يقول :لا يمكن لأحد منعنا من الحلم،والثورة التي اندلعت كالطوفان لتقول لا للظلم هي التي تؤكد ما أقوله، فمن خرج عن صمته وقال" لا "في الثورة فهو قادر على أن يفعلها مرة أخرى ، ومادام هناك حياة فالأمل موجود.
الشاب المصري
تقول إلهام محمد - ناشطة سياسية- إن الأمل دائما موجود ، فالشباب المصري الذي أشعل الثورة حي لا يموت ومن يعتقد أنه يستطيع الصمود أمام طوفان الغضب المصري فهو واهم ، وعلى مدار التاريخ نذكر جيدا أن لكل ثورة مكتسبات بعضها إيجابي والبعض الآخر سلبي ،وبالرغم من أنه حتى الآن لم نجلب سوى المكتسبات السلبية ، لكن مازال هناك مكتسب مهم وفعال وهو "الشاب المصري" الذي مهما صمت عن ظلم فصمته لا يطول كثيرا ..لذا نتمنى أن نبث روح التفاؤل والأمل في العام الثالث للثورة
ويركز أيضاً على عنصر الشباب الأستاذ الدكتور "فخري طهطاوي" أستاذ إدارة الأزمات بجامعة القاهرة حيث يقول: الشباب المصري هو الذي فجر الثورة بالغضب الذي طالما قمعه النظام البائد ،فعشنا مع هؤلاء الشباب 18 يوما أثناء ثورة يناير،واكتسبنا فيها كل معاني "الوحدة- الشجاعة- الحماس" ، صمد هؤلاء الشباب أمام نظام طاغي ..لم يخطر ببال أي شخص في العالم أن هذا النظام قابل للانهيار ولكن هؤلاء الشباب استطاعوا القيام بذلك ، وضربوا مثلا لميدان يحتذى به و شهد له العالم أجمع ،واستطاع الشباب أن يجعل الغرب يرفع لهم القبعة ،وأكدوا في كل هتاف لهم أن الشعب المصري قوة لا يستهان بها ،وعلى الرغم مما حدث خلال العامين السابقين لكنني استطيع أن أؤكد أن هذه مجرد كبوة ودرس لنا جميعاً وعمر هذه الكبوة لن يطول .
ساحة النقاش