كتبتا : ايمان العمري - أميرة اسماعيل
عيش .... حرية .... عدالة اجتماعية صيحة مدوية زلزلت قلاع الظلم ،وأزالت عهود القهر، فتطلع الشعب لشمس يوم جديد يسوده الرفاهية ، وينعم فيه الجميع بحياة لائقة ... وبعد مرور عامين على الثورة ترى هل تحققت الآمال ؟ أم أن نغمة الإحباط عمت المكان ، وإلى أي مدى مازالت الأحلام ترسم غد بلدنا الحبيبة مصر..
لقد وضعنا الثورة في الميزان لنرى كفة التفاؤل ، وكفة التشاؤم ثم نترك الحكم لكم أيها القراء الأعزاء ..
هاني السيد عبد المجيد محام بالاستئناف العالي : لا وجود لأهداف الثورة على أرض الواقع، فنحن الآن يحكمنا فصيل واحد " وهو التيار الإسلامي، كما أن المشاكل التي وعد الرئيس مرسى بحلها لم تتم بالشكل المطلوب، ولا في المدة التي تم تحديدها، والدستور الجديد قد أعطى صلاحيات للرئيس تفوق الدستور السابق..
هدى عزت -أستاذة التنمية البشرية- : لم تتحقق أهداف الثورة حتى الآن، فكل ما حدث فوضى أين العدالة، أين المساواة التي دفع الشعب ثمنها من دم شهدائه، أين الوظائف، أين حق المواطن ؟ حتى الدستور الذي تم إقراره كان لابد أن تكون مواده واضحة للشعب ليعرف ما له، وما عليه.. لكن للأسف كل ذلك لم يتحقق..
أحمد عدلي بطل العالم شباب شطرنج، بطل الرجال عرب، أفريقيا، بحر متوسط : "أحنا عملنا ثورة، ومعملناش ".. كانت أهداف الثورة عيش.. حرية..عدالة اجتماعية لكن ما حدث أن الناس مازالت تعاني من الجوع، ولا تجد حتى أنبوبة البوتجاز، أما الحرية، فأين هي وهناك العديد يتم تحويلهم للنيابة بتهم خاصة بحرية التعبير، فضلاً عن القنوات التي يتم إغلاقها.. ونأتي للعدالة الاجتماعية لنجد أن ما حدث هو تبادل أدوار على المشهد السياسي لكن ظل الشعب كما هو يعاني من سوء الأحوال الاقتصادية، وما استجد حديثاً من انقسام في الشارع والذي يعد كارثة، فضلاً عن الخلاف والخصام حتى داخل الأسرة الواحدة بسبب الاختلافات الفكرية، والميول السياسية..
إسقاط النظام
هشام سيد تمام -موظف بشركة اتصالات- : ثورة يناير هي الصوت العالي المسموع الذي استطاع إسقاط النظام السابق، ولكن الآن وبعد مرور سنتين لا نسمع سوى صوت السلطة الحاكمة فأصوات المعارضة مهملة وغير مسموعة والمسيطر الآن هو التيار الإسلامي مع العلم أننا لسنا ضد الإسلام، لكن لا يجب أن نقحم السياسة في الدين.. ورأيي لو أن الثورة مستمرة مثل بدايتها كنا لمسنا اختلافا شديدا في أحوال البلد ولكن كل ما أخذناه من 25يناير شهدائها المستمرين إلى الآن ولا نجد من نحاسبه على دم الشهداء، فهذا ما توصلنا إليه من الثورة.
أحمد فهمي- محام بالاستئناف العالي- : الأمر الإيجابي الوحيد لثورة يناير وبعد مرور سنتين عليها هو تغيير الحكم السابق ولكنها أفرزت نظاما حكم مخالفا لأهداف ثورة يناير لأنه نظام خال من القوى والتيارات السياسية المختلفة.
ويرى أحمد فهمي أن سنتين هي فترة مناسبة لإنجاز أهداف ثورة 25يناير مثل تحديد الحد الأدنى للأجور وضمان الحرية الآمنة لكل مواطن وحرية التعبير..
ويضيف أحمد فهمي : لقد دفع الشعب ضريبة الثورة من شهداء وفوضى وتدني مستوى المعيشة والصحة والتعليم وارتفاع الأسعار وإذا كنا بحاجة لإنجاح الثورة فيجب أن تتكاتف كل القوى السياسية للمرور بمصر إلى بر الأمان وتحقيق أحلام المصريين وما على الشعب إلا التمسك بحلمه في حياة كريمة..
عم -أحمد سائق تاكسي -: لم تحقق ثورة يناير لي أي شيء اللهم غير الازدحام الشديد في الطرقات بسبب الحواجز، والجدران الأسمنتية التي تغلق العديد من الشوارع الرئيسية، وللأسف كل ما يصدر تصريح أو بيان من السلطة سواء كان ذلك أيام المجلس العسكري أو الرئيس مرسي، فكل مرة تهيج الجماهير، ولا نعرف ماذا سيحدث بعد ذلك..
نادية إسماعيل -طالبة بمعهد الخدمة الاجتماعية- : ثورة يناير لم تحل أزمات الشعب المصري الذي خرج رافضا الظلم والمحسوبية والغلاء وغيرها من مشاكل المصريين التي لم تنته بل ازدات اليوم وبات الأمر أكثر سوءً فلا وجود للأمن، وبعد مرور سنتين على ثورة يناير ما أشعر به حقا هو الخوف الشديد من الغد وما يحمله من مفاجآت ليست بسارة أبدا.
فتحي عبد الله مدرس بالمعاش : كل ما كنا نتمناه من الثورة أن يتحقق هدف واحد من أهدافها، وهو المتمثل في وضع الحد الأدنى، والأقصى للأجور فهذا كان كفيلا بأن يطمئن الناس، ويجعلهم يشعرون أن هناك تغيرا حقيقيا قد تم.. لكن للأسف دخلنا في مهاترات سياسية لا تنتهي وأهملنا الجانب الاقتصادي مما انعكس سلباً على حياة المواطن البسيط الذي مازال يعاني من كل الأزمات الاقتصادية بداية من الوقوف في طابور العيش، وحتى " البهدلة " في التأمين الصحي..
حازم عبد الحسيب دكتور صيدلي : الثورة أعطت حريات لمن لا يستحقها، فصارت المظاهرات الفئوية، والاعتصامات سمة العصر، فصار كل من له مطلب سواء كان من حقه أو ليس من حقه لا يراعي التوقيت، فيقوم بقطع الطريق أو يوقف العمل باسم الحرية..
روح جديدة
ريم أشرف طالبة ثانوي : الثورة في حد ذاتها كانت حدثاً مهماً في تاريخ مصر لكن المشكلة كانت فيما تلاها من أحداث، ونتائج.. وتأتي المشكلات الاقتصادية المتفاقمة على رأس ما نعانيه في الفترة الحالية، لذا يجب أن تتوحد كل الجهود للعبور من النفق المظلم الذي نمر به كما أن علينا أن نبحث عن حلول غير تقليدية، ومبتكرة لكل مشكلاتنا السياسية، والاقتصادية ليكون هناك ثورة حقيقية بفكر خاص، وروح جديدة
الفنان الكبير محمود ياسين : المسألة ترتبط بشكل كبير بظروف تغيير جديدة وغريبة على المجتمع المصري وبالتالي ما نلمسه الآن هو حالة من حالات الاضطراب السياسي والاقتصادي وانعدام السيطرة فلا يوجود الاستقرار الذي يضمن استمرار الحياة بالشكل الذي كنا نتمناه بعد ثورة 25يناير و"مانقدرش نقول إن اللي احنا بنعيشه ده فوضى " لأن طبيعة الأمور والتوافق بين المطالب والاستجابة لها لا يسير بالشكل المطلوب، ولأننا شعب متغير من وقت لآخر سواء بالنسبة للظروف الاقتصادية أو حتى المطالب أو تعداد السكان فلا يجب قياس ثورة في مواجهة غيرها ويضيف: يا ريت الناس تهدى وسيكون مستقبل مصر في الفترة القادمة بخير إن شاء الله، فلا يصح أن نرى الأمور بصورة "مرعبة" حتى لا نصاب بالإحباط أكثر وتزداد الأوضاع تعقيدا، ولأن مصر لديها تاريخ في العراقة والأصالة فعلينا التأكد من نهوضها مرة ثانية وبقائها قوية طوال العمر بقوة أبنائها ومواطنيها.
تقليب التربة
ريهام طه -مترجمة- : ما يحدث حالياً هو عملية تقليب للتربة، وكل التيارات السياسية الآن أصبحت على المحك، فبدأت تنهار كل الأحزاب القديمة، وتظهر على السطح تيارات جديدة بصورة واضحة، ومعروفة، وليس مجرد كلام أو شعارات مما ينبأ عن ظهور تيارات سياسية بفكر متطور، والأمل معقود حالياً على الشباب بما لديه من تفكير واع أن يلعب دوره في المشهد السياسي..
وتضيف ريهام : لا يوجد أي مجال للأسف على ما يحدث أو حدث، فهذا شيء طبيعي لابد أن يحدث بعد الثورة، فلابد أن يتم تقليب التربة خلال الفترات الانتقالية، فهذه هي الضريبة التي علينا كلنا دفعها، وكل ما يحدث هو تفاعل بين كل الاتجاهات يمكن أن يسفر في النهاية عن شيء أكثر من رائع لكن علينا أولا التفكير بعمق، والبعد عن السطحية، والتطرف..
د. سهير صالح مدرس إعلام تربوي : لا يمكن أن ننكر أن لثورة 25 يناير العديد من الايجابيات، والتي يأتي على رأسها أننا مارسنا التجربة الديمقراطية بشكل حقيقي، وفعال.. لقد كانت تجربة المشاركة السياسية الفعالة للشعب أكثر من رائعة خاصة مشاركة المرأة بصورة ايجابية، وفعالة.. كما أن حرية التعبير اتخذت شكلاً إيجابياً في بداية الثورة لكن للأسف تحولت بشكل درامي لتصبح انقسام في الشارع نظراً لعدم وجود ثقافة الحوار، وفكر تقبل الآخر، لكن في النهاية لابد من زيادة الوعي حتى تتغلب الناس على كل السلبيات، وذلك بالتمسك بالإيجابيات، فقد قمنا بثورة أكثر من رائعة أظهرت روح الشباب الجميلة، ومدى ولائهم للبلاد مما جعلنا محور احترام العالم كله، لذا علنا أن نتماسك لنتخطى جميع الصعاب، ولتظل ثورتنا ناجحة دائماً، ونموذجاً للعالم، وللشعوب التي تسعى للحرية، والكرامة..
الكاتبة منى نور الدين - التي قدمت رؤية شاملة عن ثور 52 في هوانم جاردن سيتي : أرى أن أي تقيم حالياً لثورة 25 يناير سابق جداً لأوانه، وسيكون مجرد انفعالات لحظية مرتبطة بأحداث وقتية، وليس التقييم الصحيح، فلابد أن تمر فترة كافية حتى نعطي حكماً صحيحا، ويكون الميزان الذي نضع فيه ثورة 25 يناير هو ميزان العدل، والحكمة
ساحة النقاش