لا تأخذكم بهم شفقة أو رحمة..!
كتبت نبيله حافظ
l رغم كل الظروف الصعبة التى نعيشها جميعاً الآن - ومنذ عامين ماضيين - أخذت عهداً على نفسى ألا أجعل اليأس والإحباط يسكنان داخلى.. وان أعيش دائماً على الأمل والتفاؤل لاننى والحمد لله لدى ايمان قوى وراسخ أن الظلم لابد وأن يكون له نهاية.. وان لابد من بعد الظلام أن يأتى النور ليشرق على الحياة مجدداً.. وأن اليسر قادم لا محالة بعد العسر الذى عشناه طويلاً.. هذه هى قناعتى ومنها كان تفاؤلى الدائم.. لذلك كنت انتوى الحديث اليوم عن تجارب جميلة ومشرقة كلها أمل فى المستقبل القريب الذى ننتظره.. ولكننى للأسف الشديد وجدت الأحداث الأخيرة التى واكبت ذكرى الثورة.. واحداث محاكمة القتلة فى مجزرة بورسعيد قد فرضا علىَّ تناولهما والتنحى جانباً عن تجارب الأمل هذه. فلقد كانت هذه الأحداث مرعبة ومريعة.. دماء سفكت.. وأرواح أزهقت.. وخراب ودمار فى أماكن كثيرة لحقت بالممتلكات العامة والخاصة.. نيران اشتعلت بأرض الوطن وهددت القاص والدان.. لن يسلم منها أحد.. فكلنا فى سفينة واحدة.. فان غرقت سنغرق جميعاً.. لن ينجوا منها أحد.. ولا مجال هنا فى الحديث عن الأحزاب.. الأكثرية والأقلية.. كلنا سواسية الخطر يحاصرنا جميعاً.. وإن لم نعقل ونتريث ونستقوى بحبل الله سوف يكون الهلاك مصيرنا..
نحن فى حاجة شديدة لعقلاء هذه الأمة ولأصحاب الخبرة والتجارب وللمؤمنين إيمانا قويا بأن الوطن لا يستحق منا كل هذا الخراب والدمار والصراع على السلطة.
لقد كانت مصر فى أعين العالم هى أم الدنيا وسوف تظل هكذا إن شاء الله إلى يوم قيام الساعة.. ومن العار علينا أن نحط من قيمتها وان نهوى بمنزلتها وان نجعلها لقمة سائغة فى أفواه الحاقدين والطامعين. مصر التى شربنا من نيلها.. واكلنا من أرضها الطيبة وعشنا فى أحضانها الدافئة تئن.. تصرخ.. تنادى أولادها المخلصين.. تستحلفهم بكل شبر فيها ان نصونها ونحميها ونعيد لها أمنها واستقرارها..!!
ألم يحن الوقت الآن بعد كل الأحداث التى مرت علينا أن نهدأ ونتعقل ونطرد الشياطين التى سيطرت على عقولنا وحياتنا.. وان نستعين بالله فى أفكارنا وأفعالنا ونحاول الرجوع إلى الحق والفضيلة إلى شرع الله وإلى دولة القانون.
فبشرع الله ودولة القانون سوف يعود الأمن لنا والاستقرار للوطن.. شرع الله الذى سيقتص من كل مجرم أقدم على إيذاء أبناء وطنه أو دمر وخرب أو سرق ونهب.. شرع الله وعدله هما الأمن والأمان لنا جميعاً.. ومن لا يعجبه شرع الله ودولة القانون فليذهب إلى الجحيم.. لابد ألا تأخذنا به شفقة أو رحمة لأنه عدو لنا وللوطن.
الأحداث الأخيرة تفرض عليناالضرب بيد من حديد على هؤلاء الرافضين.. المخربين.. القتلة.. السارقين.. الذين يعثون فى الأرض فساداً.. لابد من التعامل معهم بكل قوة وبحزم.. فلقد كرهنا الضعف والاستكانة.. كرهنا اللطف واللين.. فى قضايا خطيرة ومصيرية تخصنا جميعاً.. إننا نطالب بدولة القانون.. والقصاص العادل فى كافة الجرائم.. القصاص السريع الذى يريح الانفس ويعيد الأمن والأمان.. فيا أولى الأمر كونوا سيف الله فى الأرض وحاكموا كل المجرمين فى حق هذا الوطن..!
ساحة النقاش