هل ينجح الحب الأول في المره الثانية

كتبت:اميرة اسماعيل

كمقهى صغير على شارع الغرباء هو الحب يفتح أبوابه للجميع ..كمقهى يزيد وينقص وفق المناخ , إذا هطل المطر ازداد رواده وإذا اعتدل الجو قلوا وملوا .. هذه كلمات الشاعر الكبير محمود درويش ، ويضيف مزيدا من حيرة العشاق قائلا : لم نفترق ولكننا لن نلتقى أبدا ..! 

تلك الكلمات التي علقت بذهني يوم لقائه بعد غياب سنوات , لم أعد أتذكر كم من المدة قضيتها وأنا شاردة فى حكايتنا الماضية "حبي الأول" !

فهل وجدنا يوما حلا للحب ؟ ورغم ذلك لم ولن نستطيع الاستغناء عنه ولكننا دائما فى حيرة وتساؤل .. متى ينجح الحب ؟ ليبدأ التحليل والتفسير .. هل ينجح الحب الأول في المرة الثانية أم أن القرار صدر منذ الماضى ولن ألتقي بك زوجا وحبيبا فى يوما ما وحاذر يا قلب أن تعود لقصة فاشلة لشعورك بالفراغ العاطفى فتلك أزمة أكبر وأصعب.

سطور قليلة ولكنها تجارب أرهقت القلوب بقدر ما أسعدتها يوما ...

تقول بسنت أحمد (23سنة) لا أستطيع أن أبدأ في قصة حب انتهت ، وهذا ما حدث فى قصة حبى الأولى ، فحينما عاد الشخص الذى كنت مرتبطة به لم أنس أنه تركني من أجل أخرى ولم أستطع أن أغفر له ، فليس كل الفراق يصلح معه الترميم والبدء من جديد.

" اختياري ليس جيداً ولكن من منا ليس بحاجة للحب ؟ " هذا ما أشارت إليه أسماء على (27سنة) , فأحيانا كثيرة تنساق الفتاة لمشاعر انتهت منذ فترة ولكن الحنين لاهتمام الحبيب يجعلها تفتح الباب من جديد سواء لقصة غير مرغوب بها أو العودة لقصة الماضى وكلاهما قرار يوقعها فى كثير من الألم والمشاكل !

بينما ترى نهى عبد الستار 29سنة - طبيبة - أن تفكير الفتاة هو ما يبرر اختيارها لشريك حياتها وعادة ما يكون "الحب الأول" هو المصيدة الأولى لمشاعرك إذا لم تختاري الشخص المناسب والوقت المناسب لإنهاء القصة أو استمرارها.

أحيانا تكون الاضطربات الأسرية وعدم الشعور بالحب هو ما يدفعنا للبحث فى أوراقنا القديمة دون تفكير .. هذا ما بدأت به علا صلاح 35سنة - موظفة - وتضيف أحيانا نشعر بالرغبة فى الاحتواء وهو ما يجعلنا نرضى بعيوب الآخر التي قد تكون مؤشراً قوياً لفشل العلاقة منذ بدايتها لكن الاحتياج للحب يوجد الأعذار للاستمرار فيه ، وهنا لا أتوقع النجاح المستمر لهذه الزيجات.

مش دايماً حقيقي

" الشاب لا يختلف عن الفتاة كثيرا , فهو أيضا بحاجة للحب ولمن يأتمنها على مشاعره " هذا ما بدأ به أحمد طارق 25سنة, وليس بالضرورة أن يكون حبي الأول هو ما احتاجه ، فهناك تجارب وأشخاص يمرون في حياتنا ونتمنى لو تهيأت الظروف وتوجت القصة بالزواج والاستقرار ، وقد ينجح الحب الأول مرة ثانية ، فنحن في وقت لم يعد أمامه مستحيل وبخاصة فى الحب والارتباط.

بينما ينظر أحمد السيد (26سنة) نظرة مختلفة فيقول : قد أرتبط بفتاة وننفصل ثم نعود مرة ثانية وذلك إذا ما تحسنت الظروف التى مررنا بها وأدت للانفصال ، ولكن هناك شباب أيضا يعودون للفتيات بقصد تضييع الوقت والاستمرار في مشاعر كاذبة.

"صادفنى حب ذات مرة ولم أنسه , لم يكن الأول ولكنه كان الأقوى " بهذه الجملة حدثنى حسين.ع (40سنة) وأضاف, كنت أتمنى أن تنجح قصتي هذه بالزواج ولكن الظروف حالت دون ذلك وبقى لدى الحنين الدائم لهذا الحب الذى التقيته مرة واحدة ولم أستطع إتمامه بالارتباط الرسمي لظروف كانت بيننا.

اشعري به فقط

" الحب دائما موجود .. طالما أننا نتشارك كل شىء مع الطرف الآخر ", بهذه الكلمات البسيطة بدأت د. سميحة نصر - أستاذ علم النفس - تتحدث عن إمكانية نجاح الحب الأول في المرة الثانية إلا أننا لو درسنا المتغيرات التى كانت السبب فى الفراق أول مرة وحاولنا معالجتها فيتمسك كل طرف بالأخر, يحافظ على كرامته , وعلى إسعاده لأنهما بذلك يصبحا شخصاً واحداً ولأنه في حالة أن يتمسك أى طرف بوجهة نظره دون إظهار المرونة والرغبة فى التشاور فهذه ليست علاقة حب سوية ولن تدوم!

ودائما يدفعنا الاحتياج للحب لخوض بعض العلاقات غير المتكافئة ولابد هنا أن نعيد النظر بها حتى لا نتوهم أشياء عكس الحقيقة.

وتأكدي عزيزتي "حواء" ألا تفكرين في العودة لقصصك القديمة لأنها لن تجلب إلا مزيداً من الألم والرجوع للوراء , فابحثي عن مستقبلك برؤية متجددة ومتفائلة ، "ومن نسيك, انسيه بلا تفكير ولا عودة ".

الحنين

بينما ترى الكاتبة يسر السيوى أن قصة الحب الحقيقية لا تنتهي مهما توارت مع السنين وقد يعود الحب الأول بقوته مرة ثانية ، وذلك إن كانت مشاعر حقيقية فعلا وليست مجرد حنين لمشاعر سابقة , ولأن الحب "تراوة" الحياة فلابد أن نستمتع بالحب الحقيقى والصادق فكل المشاكل فى حياتنا تبدو صغيرة إذا كان الحب موجوداً في حياتنا وهذه نفسية البشر جميعهم.

وتضيف الكاتبة يسر السيوى أن هناك علاقة حب تظل حبيسة النفس حتى لو لم يكتب لها النجاح أو الارتباط بشكل رسمي وهى مشاعر صادقة قد يجرفنا الحنين إليها من وقت لآخر وعلى النقيض لو تم الزواج فى هذه الحالات كان من الممكن ألا يكتب له النجاح وهذه هي تناقضات الحب المستمرة.

وقديما قال شكسبير .. تعددت القلوب والنفوس.. يبقى هناك حباً متميزا ً في حياته.. أو بالأحرى حباً حقيقيا ً.. يستطيع أن يترك الجميع ويتمسك به وحده.. ويكون له الطريق الذي يسلكه دون أن يعرف نهايته.. ولكنه فقط - يستمتع - بالمشي به.. ليس لشيء ولكن فقط لأنه يريد أن يمشي به عن اقتناع وإرادة  

 

المصدر: مجلة حواء- اميرة اسماعيل

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,851,687

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز