أنا طيبة .. لكننى لست عبيطة ! «2»
كتبت : سكينه السادات
- حكيت لك الأسبوع الماضى طرفاً من حكاية قارئتى الشابة الجميلة الطبيبة نازلى (28سنة) التى حكت لى عن بعثة والدها لدراسة الطب بإنجلترا وكيف التقى بأمها الطبيبة الإنجليزية التى تنحدر من أرقى العائلات الإنجليزية وكيف ربط الحب بينهما حتى الآن وكيف تركت أمها كل شىء فى إنجلترا لكى تكون بصحبة الرجل الذى أحبته من كل قلبها وكيف أن جدها وجدتها وهما أيضا من أكبر العائلات المصرية رحبا بزواج ابنهما الطبيب من حبيبته الإنجليزية وكيف أقاما لهما حفل زفاف تحدثت عنه مصر كلها فى حينه وكيف بنى جدها طابقاً علوياً فوق فيلته لإقامة ابنه ولم يكن لوالدها سوى أخت واحدة كانت قد تزوجت وتركت الفيلا إلى بيت زوجها وأنجبت ولدين.
وعاد الزوجان الطبيبان وشاركا فى مستشفى شهير بمنيل الروضة وتخصصا فى أمراض النساء والولادة ونالا شهرة كبيرة وظلت الطبيبة البريطانية لا تنجب عشر سنوات كاملة رغم إجراء كل الفحوص والعلاج فى مصر وبريطانيا حتى حملت أخيرا وكانت نازلى هى المولودة التى قرت بها عيون الأسرة وخاصة الجد والجدة وبقية الأقارب والأحباب.
وكانت شكوى نازلى التى جاءتنى من أجلها أنها تتأذى جداً من أن الناس يعتقدون أنها «عبيطة» لأنها تقول الحق دائماً ولا تكذب ولا تلف ولا تدور فى الكلام وقلت لها إن مثيلاتها من الشابات الصريحات الصادقات يعتبرن عملة جميلة ونادرة فى الحياة ولا يجب أن تأبه لمن يظنون أنها عبيطة لأنها ليست عبيطة بالفعل !!
واستطردت نازلى.. كانت حياتنا جميلة ومثالية فأمى تحب أبى وتعشق مصر ولم أرها مرة متذمرة من أى شىء وعلمتنى كيف أحب الحيوانات الأليفة وأعطف عليها ولم يكدرنا شىء سوى عمتى الأخت الوحيدة لأبى التى رأت ألا تتركنا فى حالنا وقررت أن تترك منزلها لابنها الكبير لكى يتزوج فيه وأن تعيش فى طابق فى الفيلا بعد وفاة جدى وجدتى وعندما جاء المحامى وأفهمها أن الطابق العلوى بناه جدى باسم والدى وأن ميراثها لا يتعدى نصف الطابق السفلى حسب الشريعة الإسلامية، تمسكت عمتى بحقها فى طابق بأكمله لها ولابنها الذى لم يتزوج ولما كنا أسرة لا تحب المشكلات وافق والدى على أن تأتى عمتى للإقامة فى الطابق العلوى للفيلا وأن نكتفى نحن بالطابق السفلى فقط وتستطرد:
طبعاً والدتى لا تتدخل بين زوجها وأخته لكننا بدلاً من الهدوء والاستقرار أصبح لدينا ما يقلقنا لأن عمتى تكره الكلاب والقطط وأنا أربى عدداً كبيراً من الكلاب والقطط فى غرفة بالبدروم وأبسط ما تقوله عمتى لى..
يا دكتورة اعطينا يا حبيبتى نص إللى بتصرفيه على القطط والكلاب إحنا أهلك برضه ودخلنا على قدنا !
وتستطرد.. وهى صاحبة مقولة (أصل نازلى على نياتها شوية) وتقصد أننى عبيطة وأمى تنصحنى بألا أدقق على كلامها فهذه هى رؤيتها ورغم أنها ليست فقيرة فإن أبى لا يتأخر فى مساعدتها بأى شىء لكن الذى زاد وعاد أننى اكتشفت أنها (ترسم) على لكى أتزوج ابنها وهو يصغرنى بعامين ويعمل محاسبا فى شركة وبصراحة شديدة أنا لا أحبه ولا أستلطفه ولا أوافق علي محاولاته التقرب منى وأنا لا أحرمه من شىء فعندما يريد سيارتى الصغيرة أعطيها له عن طيب خاطر لكننى أود أن أتخلص من كل هذا (الوش) ووجع الدماغ فهل أسافر يا سيدتى وأعيش عند أهل والدتى وهم من علية القوم بإنجلترا أم ماذا أفعل ؟
بصراحتك الجميلة.. قولى له يا فلان أنا لا أحبك ولن أتزوجك ولا يجب أن تغضبى عمتى من هذا الموقف، وكما علمت فإنك شبه مرتبطة بزميل يكبرك بعدة سنوات فما عليك إلا أن تصارحى والدك ووالدتك بالموقف ولا تتركى أبيك وأمك وحدهما وواجهى الموقف
ساحة النقاش