الأضواء تعودللمسرح المدرسى
كتبت :إيمان عبدالرحمن
" يفتح الستار علي طالب ، ظل طوال الليل يحفظ دوره في المسرحية ، أو يحفظ القصيدة التي سيلقيها علي جمع من الناس عن ظهر قلب ، يقف يقول ما حفظه ويغلق الستار وتنتهي المسرحية ، أو المسابقة عند ولي أمر الطالب, ولكنه لا يعلم حجم الفوائد من التربية المسرحية
وفي المسابقة السنوية لإلقاء الشعر علي مستوي الجمهورية ولقاؤنا بعدد من الطلبة الحاصلين علي المركز الأول ، فتحنا ملف التربية المسرحية وأهمية الاهتمام بها .. هي دعوة لكل أسرة علي تنمية قدرات أطفالها عن طريق التربية المسرحية
في البداية كان اللقاء مع زياد إمام - طالب بالصف السادس الابتدائي بمدرسة المقريزي إدارة مصر الجديدة التعليمية - الحاصل علي المركز الأول قال : " بدأ حبه لإلقاء الشعر من خلال الإذاعة المدرسية، وأعطت له الثقة في الإلقاء أمام عدد كبير، ويضيف..والدتي شجعتني كثيرا وهي ريئس قسم الكيمياء التحليلية بكلية الصيدلة جامعة عين شمس، واختارت لي قصيدة "من وحي الاخاء " للشاعر أحمد عثمان خليل المراغي، ويختم حديثه عن وقوفه علي خشبة المسرح للإلقاء :" كنت أول مرة أشعر بالخوف والاضطراب وبعد ذلك تعودت وأصبح الوقوف سهلاً جدا بالنسبة لي، وأنصح كل طالب بأن يكتشف مواهبه ولا يخجل .
أما الطالب وجدان سعيد بالصف الثالث الثانوي بمدرسة روض الفرج الثانوية بنين وحاصل علي المركز الأول في الإلقاء، يقول: عن بدايتي كانت حبي للقراءة وخاصة الشعر الجاهلي وتم اختياري من المدرسة لأمثلها في الإدارة التعليمية للمسابقة لأنه كان معروف عني حبي للقراءة والإلقاء في حصص اللغة العربية، وبالفعل حصلت علي المركز الأول علي مستوي الإدارة التعليمية، وأنا حاصل علي مجموع 92 % العام الماضي وأري أن هذه هواية جميلة تحفز علي الدراسة وتنمية المواهب.
والطالب مروان محمد بالصف الرابع الابتدائي والحاصل علي المركز الأول إدارة الوايلي التعليمية يحكي عن حبه للشعر من خلال مدرسته "ميس صفاء " التي شجعته علي الدخول للمسابقة واختارته ودربته ،وأضاف.. سأشارك بإلقاء قصيدة المجد للكلمة للشاعر عبد المعطي حجازي، ويضيف.. أنه متفوق ويتمني أن يصبح مهندسا ،لأن وقوفه على خشبة المسرح عودته علي الثقة بالنفس.
مسرح تربوي
أحمد هاشم - الناقد المسرحي وعضو لجنة تحكيم المسابقة - تحدث عن المسابقات السنوية التي تشرف عليها وزارة التربية والتعليم قائلا :" تعقد مسابقات متعددة مثل إلقاء الشعر ومسرحة المناهج الدراسية ومسابقة الفنون المسرحية التي يتم اختيار عمل عالمي لها ويتم تمثيله ".
وعن التقييم قال : " أهم شئ هو مراعاة الجانب التربوي فلا يسمح بأشياء معينة مثل المسرح العادي، فمثلا لا يجوز أن يقوم ولد بدور بنت والعكس، أو ألفاظ خارجة أو ظهور مثلا زجاجة بيرة علي المسرح أيا كان دورها، ويراعي جودة الإخراج فيوجد مخرج مسرحي بكل مدرسة وموجة مسرحي بكل إدارة تعليمية، وكل مسابقة ولها معاييرها، ففي إلقاء الشعر التقييم يعتمد علي قدرة الطالب علي حفظ القصيدة، مخارج الألفاظ وإحساسه بالقصيدة بكل حواسه، وعن أهمية المسرح المدرسي يضيف بالضرورة الطالب الذي يشترك بالمسرح يكون متفوقا لأن المسرح يحفزه علي النجاح ويخرج طاقاته ويكون هواية مفيدة له.
الاستشفاء المسرحي
ويتفق معه عماد همام مخرج مسرحي وعضو لجنة التحكيم بمسابقة إلقاء الشعر في أهمية المسرح ويشرح :" التربية المسرحية في غاية الأهمية ،أولها مسرحة المناهج التي تقوم علي تمثيل درس من كل مادة في المنهج، وهذه الطريقة تجعل المعلومات تثبت في ذهن الطالب وخاصة أنها طريقة بها فكاهة أحيانا وبعيدة عن التلقين المباشر ،ودرجة استيعاب الدرس تكون عالية جدا.
ويضيف عن أهمية المسرح قائلا : " يساعد الطلبة علي زيادة ثقتهم في نفسهم، وخاصة من يعانون من الانطواء، والخجل والتردد، واشتراكه في التمثيل وعمل جماعي ووقوفه علي المسرح يحدث له حالة من الاستشفاء من كل ما سبق مما يطلق عليه السيكودراما بمعني العلاج عن طريق المسرح.
بالإضافة إلي الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة وخاصة المكفوفين والصم والبكم و المصابين بإعاقة ذهنية، المسرح ينمي قدراتهم ويضرب مثلا قائلا، يوجد مدرسة بإحدي قري المنوفية، لذوي الاحتياجات الخاصة واهتموا بالمسرح ،الطلبة هناك الآن بالمرحلة الثانوية، لن أحكي عن تأثير المسرح عليهم ،لأن هذه الفئة وفي القرى والأرياف يكونوا غالبا مهملين من أسرهم ويصعب التعامل معهم وتغيب ثقافة تنمية مهاراتهم إلا من رحم ربي ،وكان المسرح السبيل لرد اعتبارهم داخل أسرهم، ويعيد ثقته بنفسه.
ويكمل الحديث قائلا :" في مدارس التدريب المهني ،المسرح له أهمية أخري، فمن المعروف أن الطلبة في المحافظات الملتحقين بهذه المدارس، كل همهم الحصول علي شهادة الدبلوم، وصراحة أكثرهم لا يكونون علي قدر من الوعي، ومن خلال تجربتي لاحظت أن الطلبة الذين يلتحقون بالمسرح المدرسي يكون لهم شخصية عن باقي زملائهم ويرفضون ما لا يفهمون ويتناقشون بكل جزء في المنهج ويرفضون الأوضاع غير الائقة ويرفضون الانضمام لاي مجموعة هدامة لن تجد واحدا منهم ممن يهدمون أو يخربون في البلد.
جنود مظلومون
ويختم همام حديثه عن جنود التربية المسرحية المظلومين قائلا :" طوال العام يبذل المدرس والموجه طوال السنة مجهود للاشتراك في المسابقات ويوم العرض يفاجئ برفض ولي أمر الطالب حضوره للمسابقة.
ونعاني من عدم الاهتمام بالتربية المسرحية، فالتربية الرياضية لها حافز 20 درجة مما يحفز الطلبة علي الاشتراك والاهتمام بها علي عكس المسرح "
ساحة النقاش