كتبت : سمر عيد
عزيزتي حواء إذا كنت مطلقة أو أرملة أو عانسا فهذا الموضوع بالتأكيد يخصك و يهمك جدا لأننا لمسنا فيه معاناة المرأة المصرية التي تعيش بلا رجل ،وكأن الرجل هو الذي يحفظ للمرأة شرفها.
ولكن إياك أن تقعي في فخاخ بعض الرجال الذين يدعون الشهامة والتدين بالوقوف إلى جوار أية امرأة بدون رجل لأن أنفسهم ونواياهم عادة ماتكون سيئة
التقينا (ب ف.م) ممرضة في أحد المستشفيات الخاصة وأرملة توفي عنها زوجها منذ ثلاثة أعوام والتي حدثتنا قائلة :كنت أتحمل كلمات جيراني ونظراتهم لي وأنا قادمة من عملي في أوقات متأخرة من الليل فطبيعة عملي تقتضي أحيانا أن أعود في الساعة الثانية أو الثالثة صباحا وأحيانا أضطر إلى ترك أولادي والمبيت (شيفت) واحد في الأسبوع بالمستشفى .
ومع الأسف الشديد كنت أواجه كل كلام الناس عليّ بالتجاهل .. فأنا أسكن في حي شعبي تقترب فيه البيوت من بعضها البعض وتكثر فيه أحاديث الناس على المقهى وبين الجارات في البالكونات والشرفات،ومع الأسف ليس لدي إمكانيات كي أنتقل من هذا الحي.
وكنت أحاول أن أقنع الناس أن طبيعة عملي تقتضي أن أتأخر ليلا ولكنهم مع الأسف كانوا لا يفهمون،وكلما مررت بالقهوة التى أسكن بجوارها أجد الرجال ينظرون إلي كالذئاب الجائعة.
حتى جاء ذلك اليوم الذي عرض عليّ فيه زميلي بالمستشفى أن يوصلني بسيارته حتى لا أتأخر ويخوض الجيران في سمعتي ووافقت لأنه كان يسكن بالقرب مني وزوجته صديقتي وأنا أعرفه منذ زمن طويل ،وبدأ زميلي في توصيلي بسيارته حتى جاء اليوم الذي أظهر لي الله مافي نفسه ، فلقد قال لي مايزال الوقت مبكرا وزوجتي وأولادي عند حماتى لماذا لا تأتين معي إلى منزلي كي نشرب الشاي؟!! وطبعا معروف مالذي سيحدث بعد الشاي.انتفضت من مكاني وأخذت أسبه وألعنه وأقول له هل عرضت عليّ أن توصلني من أجل هذا الهدف لعنك الله وأعطاك على قدر نيتك.
عجوز متصابي
وتقول (س.ع) مطلقة :لقد تزوجت في شقة أمي التي ورثتها منها وكل الجيران يعرفونني ويعرفون أمي وأبي - رحمة الله عليهما - وأنا من النوع الذي يحب أن يحسن للجيران فإذا رأيت جارتي تحمل طفلها أسرع لفتح باب المصعد لها وإذا رأيت جارا كبيرا في السن لا يستطيع صعود درج العمارة أقوم بتسنيده حتى يصعد و أجامل كل الجيران في الأفراح والأحزان .
ولكن شاء القدر أن أطلق من زوجي الذي كان مختلفا عني في كل شيء وأقمت في شقتي و معى ابنتي الصغيرة وأنا مطمئنة على نفسي وابنتي لأننى أعرف كل الجيران فكلهم ذوي مناصب مهمة في البلد وكلهم ناس محترمون على حد معرفتي ولكني لم أكن أعرف أنني سأصبح مطمعا للرجال بعد طلاقي،فبعد طلاقي من زوجي بدأ يتقرب لي رجل في السبعين من عمره كان يعرف أبي وأمي وكنت أقول له ياعمي لشدة قربه منا وهو أيضا يعرف خالتي وزوجها .
هذا الرجل كان لايترك سباكا ولاكهربائيا ولا أي عامل يدخل شقتي إلا ويصطحبه ويدخل ليقف معه ،ولقد تعطلت الغسالة في يوم من الأيام فأتى بالعامل كي يصلحها لي،وكنت أظن أنه يهتم بي لأنه مثل والدي على حد قوله فكثيرا ما كان يقول لي أنا مثل أبوك وعليك أن تعتمدي عليّ في أي شيء تريدينه ،وكان هذا هو شعوري تجاهه،حتى أظهر الله لي نواياه فسبحانه وتعالى(يعلم خائنة الأعين وماتخفي الصدور) أما البشر فلا يعرفون ما بداخل كل إنسان .
المهم طلب مني هذا الذئب العجوز أن آخذه بسيارتي إلى السوبر ماركت لأنه لايقوى على المشي ولا يستطيع حمل الأشياء وحده وعليّ أن أساعده فلم أمانع خصوصا وأن كل الجيران يعرفون علاقته بأبي رحمه الله،ومن غير المعقول أن يتهمني أحد بأنني على علاقة برجل يكبرني بأربعين سنة ولكنني فوجئت به في الطريق يحكي لي عن علاقته الخاصة بزوجته وكيف أنها لاتعطيه حقوقه الشرعية،وأكد لي أنه يقيم علاقات غير شرعية مع صديقات زوجته،وأنه بحاجة إلى امرأة تحتويه وبالطبع كل لبيب بالإشارة يفهم،لم أصدق ما أسمعه وقلت له :كم عمرك بالضبط؟!!
فقال لي على استحياء:65 عاما،فقلت له بل أكثر من سبعين عاما ،إنني أعتبرك مثل جدي لا مثل أبي بل كنت أفكر أن اصطحبك إلى دار المسنين مع جدتي ،اتقي الله ألم تسمع قول الرسول الكريم (ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم ؛ أشمط زان ، وعائل مستكبر ، ورجل جعل الله بضاعته لا يشتري إلا بيمينه ولا يبيع إلا بيمينه) وصممت أن ينزل من سيارتي ،وأغلقت بابي في وجهه ولم أطلب منه ولا من غيره أي شيء أو أية مساعدة بعد ذلك ، لقد صدمت في هذا الرجل صدمة جعلتني لا أثق حتى في أقربائي .
زواج على ورقة
وتضيف م.ع عانس فوق الثلاثين:إنني أعاني من (غلاسة) الرجال ونظرتهم لي لأنني قد تخطيت الثلاثين ولم أتزوج على الرغم من أنني موظفة محترمة في بنك، ولقد كان قرار العنوسة بيدي فلقد رفضت الكثير من العرسان لأنهم غير مناسبين لي في المستوى الاجتماعي والثقافي.
ولكن المجتمع لا يقتنع بذلك مع الأسف خصوصا إذا كانت الفتاة متحررة نوعا ما مثلي ،ولكني في الحقيقة لا أبالي بكلام الناس ولا أسمح لأحد أيا كان أن يخطط لي حياتي ،ولكن مشكلتي الحقيقية بدأت في البنك فكل الرجال في البنك الذي أعمل فيه كانوا يحاولون أن يقيموا معي علاقة غير شرعية ،وكنت أصدهم تارة وأنهرهم تارة وأخوفهم تارة أخرى وكأني مروضة وحوش أو كلاب في سيرك.
ولقد استطعت بالفعل ترويض هذا الجنس اللعين حتى فرضت احترامي على الجميع ،حتى جاء اليوم الذي نقل إلى الفرع الذي أعمل فيه مدير متدين وعلى خلق ولايترك فرضا في الصلاة لو أمامه مليار جنيه ، فسارعت بتقديم طلب له كي أنقل من مكاني وأعمل معه،ولما رآني فتاة محجبة ملتزمة وافق على الفور، ثم بدأ يسألني لماذا لم أتزوج حتى الآن ؟! فأجبته أنني لم أجد الإنسان المناسب لي،فقال لي:ولو وجدته سوف تتزوجين ؟!! فقلت له :بالطبع.
فقال لي : هل تقبلين أن تتزوجي رجلا مثلي ؟!!
فقلت له:وهل أنت غير متزوج؟!
فقال لي وهو يبتسم ابتسامة خبيثة:طبعا أنا متزوج ولكن الدين قد شرع لنا أربعة ولأننا لا نمشي على الدين فقد زادت نسبة العنوسة في مصر،ثم أنني سأتزوجك زواجا عرفيا حتى لا تغضب زوجتي!
تركت مكتبه وسارعت إلى طلب نقلي إلى فرع آخر ،وتعلمت ألا أخدع بمظهر الرجل وتدينه وألا أحكم على الناس بالمظاهر.
كيف تكتشفينه؟
وترى د. نورا رشدي أستاذة الخدمة الاجتماعية - أن المرأة لو تجنبت كل الناس فإنها بالتأكيد سوف تعيش حياة كئيبة يملؤها الحزن أو تضطر للارتباط بأي رجل لمجرد أنها تريد صد طمع الناس فيها وتقول: من الخطأ أن تفقد المرأة الثقة في كل من حولها فمثلما يوجد رجل ذئب يريد أن يوقع بها فبالتأكيد أن هناك من يحترمها ويخشى الله في معاملته مع النساء .
ولكن من المهم أن تفرق المرأة بين الذي يخدمها لوجه الله وبين الذي ينصب لها فخاً لكي تقع فيه ،والرجل الذئب أو النمس كما نقول عنه في التعبير الدارج يظهر من تصرفاته ومن كلامه ومن نظراته فلو كانت المرأة لديها فراسة لاستطاعت أن تفرق بين الرجل المحترم وغير المحترم من نظراته ،والذي يرسم ويخطط للإيقاع بامرأة سوف تكون (صيدة) بالنسبة له يبدأ بالامتداح في جمال المرأة ويبالغ في ذلك مبالغة ملحوظة ومع الأسف تنجح هذه الطريقة مع بعض السيدات والفتيات اللاتي يفتقدن الحب والحنان حين يظهر لها الرجل أنه يحبها أومغرم بها .
ولكنها سرعان ما تعرف أنه لا يريد شيئا إلا المتعة والتسلية ،وثاني صفة للرجل الذئب أنه يحاول أن يتحدث مع المرأة في كلام خارج أو يحكي عن علاقته بزوجته أو يتباهى بأنه يصاحب النساء أمام المرأة أو الفتاة التي يريد الإيقاع بها،وثالث صفة أنه يسهل لها الموضوع ويحاول إقناعها أنها طالما أرملة أو مطلقة يحق لها أن تقيم أية علاقة مع أي رجل وأنها ليست فتاة عذراء تخشى على نفسها ، أو يحاول إقناعها بكتابة ورقة عرفية غير موثقة كي تصبح العلاقة بينهما حلال ، وهذه الورقة لا قيمة لها لا شرعا ولا قانونا لأنه زواج غير مثبت لو قطعت هذه الورقة ولأن الأصل في الزواج الإشهار حتى ولو كان عرفيا.وأنا أدعو أية امرأة أو فتاة أن تصون نفسها من مثل هذه العلاقات لأنها عادة ماتنتهي بكارثة فضلا عن مخالفتها للشرع والدين.
4 مؤشرات
ودعونا نقدم الروشتة والوصفة المناسبة للتعامل مع الرجل الذئب فور اكتشاف نواياه:1- إذا اكتشفت أن رجلا يخدمك كي يوقعك في فخ فعليك بالابتعاد عنه فورا وعدم إعطائه أية فرصة للاتصال بك،ولو ظل يطاردك عليك بتهديده بفضحه أمام الناس وأمام زوجته،ويمكنك الاستعانة بأحد أقاربك كي يوقفه عند حده.
ساحة النقاش