كتبت اميرة اسماعيل 

 المجتمع السيناوى طابع خاص وحياة مختلفة , تجمع بين الأصالة والتميز فى وقت واحد وفى عيدهم تقدم "حواء" بعض الجوانب التى من شأنها أن توضح ما وصلت إليه المرأة السيناوية بل والمجتمع السيناوى بشكل عام .. فهى رحلة مبسطة قدمتها نماذج من سيناء الحبيبة 

يقول ناهض عصام شعبان حامد - مدرس- ونائب أمين عام حزب الإصلاح والنهضة-

عانت سيناء سنوات عديدة من تهميش وإهمال متعمد من جانب حكومات متتابعة في الثلاثين عاماً الأخيرة فتركتها أسيرة الرجعية والتخلف عن ركب الثقافة ولم تكن في سيناء كلها سوي كلية التربية ثم الزراعة فحدث توفر في خريجي كليات التربية من المعلمين والمعلمات ، ومع عدم وجود رؤية واضحة في توزيع المعلمين حدث تكدس للمعلمين بالعريش "العاصمة" وتركت المناطق المتطرفة بلا معلمين.

وبعد الثورة رجع الحق لأهله وبدأت المناصب تعود لأهل سيناء فلأول مرة نري رئيس مجلس المدينة من أبناء سيناء وكذلك منصب نائب المحافظ .. أيضا فإن التعيينات الجديدة أصبحت تشترط أن يكون ابن من أبناء سيناء وأن يكون حاصلاً علي شهادات التعليم الأساسي والثانوي من سيناء حتي لا يتم التلاعب في مكان الإقامة ولكن لازالت بعض المناصب محرمة علينا مثل سلك القضاء والنيابة العامة .

العنف

وترى الدكتورة حنان محمد لاشين أخصائي تحاليل طبية ورئيس مجلس إدارة إحدى الجمعيات السيناوية للعلوم الطبية والتطبيقية والسياحة العلاجية - أن العنف فى جنوب سيناء ضد المرأة يختلف عن أى مكان فى مصر فالعنف الجسدى أو التحرش بالمرأة فى جنوب سيناء ربما ليس بنفس النسبة التى توجد فى الكثير من محافظات مصر لطبيعة المحافظة والتى يغلب عليها الطابع البدوى والتمسك بالعادات الطيبة ولكن ربما يكون العنف هو العنف فى التفرقة بين المرأة والرجل فى الحصول على بعض المناصب الوظيفية فحتى الآن لا يوجد فى جنوب سيناء رئيسة لمجلس مدينة أو سكرتير محافظة أو مدير مؤسسة حكومية على الرغم من كفاءة الكثير من النساء فى جنوب سيناء ورغم ذلك فقد نجحت الكثيرات منهن فى المجالات التى خاضتها وأثبتت نفسها فيها بجدارة.

خريجات بلا عمل

وعن فرص العمل بالنسبة للخريجات الجامعيات فهى ضعيفة جدا فضعف المشروعات التنموية فى المحافظة التى من شأنها خلق فرص عمل جديدة كانت سببا مباشرا وكذلك الاستعانة بغير السيناويين ممن يتمتعن بواسطة ولو أن موضوع الواسطة أو تعيين غير السيناويين بعد الثورة أصبح فى أضيق الحدود لأن الشباب يثور عند معرفة أى تهاون فى شروط المسابقات الخاصة بالوظائف وللأسف فإن الكثيرات من الخريجات لا يجدن عملا وقد يقبلن بعمل غير مناسب لتخصصاتهن ,فهناك خريجات الهندسة والعلوم والتربية والآداب والألسن والآثار لا يجدن عملا على الرغم من المجهود الذى بذلوه فى التعليم والغربة وتكون النتيجة خريجات بلا عمل!!

وعندما توجهت بالسؤال الآخر للدكتورة حنان "السيناوية الأصل والمقيمة هناك" ..هل صحيح ما يتردد أن بداخل كل بيت سيناوى سلاح ؟ وهل يستخدم للضرورة ؟ وما هى الضرورة وسبل الحماية الأخرى؟

وتجيب: ليس فى كل بيت سيناوى سلاح ولا توجد أهمية لأن يحمل كل شخص سلاح لأن معظم أهل سيناء يتمتعون بالطيبة والسماح والتسامح ولا يضيع لأحد حق فيها .. فلدينا فى سيناء بعض الأعراف التى تساعد فى الحفاظ على الحقوق ولا أجد أى ضرورة فى جنوب سيناء لأن يحمل الشخص سلاح خصوصا فى المدن و أعتقد أن الوديان أكثر أمنا من المدن لأن أهل الوديان معظمهم من نفس القبيلة ولا يتجرأ أحد أن يقوم بأى عمل يستحق مواجهته.

وما يشاع ويهول من الإعلام هى جرائم فردية موجودة فى أى مكان فى العالم وتقوم الحكومة بمكافحتها والتدخل - إن لزم الأمر- ولا أنكر أننا شعرنا بالفوضى نوعا ما وضعف الأمن - خصوصا بعد الثورة - ولكن ليس بالقدر الذى يستدعى أن يحمل كل شخص سلاح وأن يكون فى كل أسرة سلاح.

المرأة الشجاعة

وعن مميزات المرأة السيناوية تقول هدى صابر منسى عضو مجلس إدارة إحدى الجمعيات السيناوية المعنية بحماية البيئة والتراث السيناوى , أنها تتميز بالفطنة والشجاعة وتؤمن بدورها فى تنمية المجتمع والعمل فدائما على مر التاريخ تعمل المرأة السيناوية سواء البدوية أو الوافدة ويحترم المجتمع عمل المرأة و يقدرة إلا أنها مازالت تأمل فى الكثير، وعلى الرغم من كون المرأة السيناوية نائب فى البرلمان وطبيبة ومهندسة ومدرسة ومحامية إلا أنها تتطلع إلى أن تكون قاضية ورئيسة مدينة ورئيسة مؤسسة وسكرتير محافظة وغيرها من الأماكن التى يقل تواجد المرأة فيها.

وعن وضع الفتيات والمرأة بشكل عام فى سيناء أكدت كلا من الدكتورة حنان لاشين والأستاذة هدى منسى , أن المرأة والفتيات بشكل عام فى سيناء يحاولن رسم حاضرهم ومستقبلهم بانفسهم .. فوجود المؤسسات المدنية ووسائل الاتصال الحديثة والانترنيت اللذين سهلا التعليم والتدريب عن بُعد والتواصل أتاح للفتاة السيناوية والمرأة التواصل مع المرأة فى أنحاء مصر والعالم العربى بل والعالم أجمع.. فالمرأة السيناوية تحاول شق طريقها والمشاركة فى تنمية سيناء وستظل تطور من نفسها وأدائها لتجد مكانا مناسبا فى المجتمع لتقوم بالدور الذى تطمح إليه.

لا تنمية بدون تعليم

وعن مطالب المرأة السيناوية من السلطة الحالية فهى الاهتمام بالتعليم وتوفير بعض الظروف الخاصة التى تتناسب مع طبيعة المحافظة وتقاليدها وإنشاء جامعة فلا تنمية بدون تعليم ,كذلك نتمنى وجود مراكز للتعليم عن بُعد سواء فى المؤهلات العليا أو الدراسات العليا لبعد المسافة بين أقرب جامعة وهى جامعة الإسماعيلية حيث تبعد لأكثر من 400 كيلومتر وهذه عوائق لاستكمال الدراسة.

أيضا الاهتمام بالناحية الصحية وتوفير رعاية صحية على مستوى الوديان والتى لا تتوفر فيها هذه الرعاية ، والاهتمام بمدارس الفصل الواحد فى التجمعات السكنية وتوفير سكن طلابى فى المدن أو التجمعات الكبيرة حتى تتمكن الفتيات فى الوديان من استكمال دراستهن .. كذلك يجب الاهتمام بالتعليم الفنى والتدريب المهنى والتنمية البشرية وتدريب الخريجات الجدد ودفعهن لعمل مشروعات إنتاجية صغيرة وتأهيلهن ودعمهن فنيا وعلميا وماديا  

المصدر: مجلة حواء-اميرة اسماعيل

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,365,661

رئيس مجلس الإدارة:

أحمد عمر


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز