كتبت: هدى الكاشف
الناظر فى واقعنا بعين البصيرة يجد الأسرة المسلمة مستهدفة من أعداء الإسلام، حتى غدت حائرة بين هداية الإسلام وغواية الشيطان . من أجل هذا نجتهد فى طرح بعض الأحكام الفقهية التي يكثر التساؤل حولها بضوابطها التأصيلية من الكتاب والسنة ll
> فى سورة الأعراف نجده سبحانه وتعالى استجاب لإبليس حين دعاه قائلاً (انظرنى إلى يوم يبعثون).. ثم قال سبحانه فى الآية التالية مستجيباً لدعائه (إنك لمن المنظرين) .. فى الوقت الذى يدعوا فيه الكثير من الناس ولا يُستجاب لهم ، فما تفسير ذلك ؟
سبحانه وتعالى له الحكمة المطلقة فى خلقه ، والمؤمن الحق هو الذى ترقى عقيدته وتسموا بالتسليم بأزلية علمه تعالى ، وأنه قيوم السموات والأرض ، فقد يدعوا الإنسان بما يظنه خيرا له ، وسبحانه يمنعه عنه ، فيكتشف بعد ذلك أن هذا المنع كان عين الخير ، وهذا ما يحدث كثيراً فى حياة الناس ، وسبحانه القائل (ويدعُ الإنسان بالشر دعائه بالخير وكان الإنسان عجولا) ، وقوله (وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم).. فقد يطلب أحدنا المال فيفسده ويطغيه ويبعده عن رضا خالقه ، أو يطلب ولداً فيكون سببا شقاءه أو غير ذلك ، والمولى عز وجل يريد حفظنا فيهبنا ثواب الدنيا والآخرة بحكمته ، وتيسير ذلك لنا ، ولكن الكثير منا لا يتدبر أمره ، مع فضل خالقه عليه ورحمته بحاله ، فنجد من يتوقف عن الدعاء يائساً من الاستجابة غير متدبر لقوله تعالى (وقال ربكم ادعوني استجب لكم) ..وقوله (إذا سألك عبادى عنى فإنى قريب أجيب دعوة الداع إذا دعانى فليستجيبوا لى وليؤمنوا بى لعلهم يرشدون).. لذلك علينا الاستجابة للمولى عز وجل بحسن النوايا والأفعال والأقوال فيما يرضيه ، فيرشدنا سبحانه إلى طريق الرشاد واستجابة دعائنا ، مع العلم أن الدعاء يرفع البلاء ، وحتى لو لم يستجاب كما أردت فإنه يبعد عن الإنسان الكثير من المصائب وذلك مما روى عن أم المؤمنين عائشة ـ رضى الله عنها ـ قالت: قال المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ (لا يغنى حذر من قدر ، والدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل ، وإن البلاء لينزل فيلقاه الدعاء فيتعالجان ـ يتصارعان ـ إلى يوم القيامة).
كما أن هناك من الشروط التى يجب علينا مراعاتها حتى يستجاب دعاءنا مثل أكل الحلال ، واليقين فى استجابة الدعاء ، وحضور القلب وعدم الغفلة ، وعدم الدعاء بما فيه إثم أو قطيعة رحم أو إضاعة حق أو ظلم ، وتحرى أوقات الإجابة مثل السجود أثناء الصلاة لقول المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد) ، كذلك الدعاء بين الآذان والإقامة لقول المصطفى (لا يرد الدعاء بين الآذان والإقامة) وفى الثلث الأخير من الليل قبل الفجر لقول المصطفى (إن الله تعالى ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخير فيقول : (هل من تائب فأتوب عليه ؟ هل من مستغفر فأغفر له ؟ هل من سائل فيعطى سؤاله ، حتى يطلع الفجر) .. كذلك فى يوم جمعة لقول المصطفى (إن فى يوم الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله عز وجل فيها خيراً إلا أعطاه إياه وهى بعد العصر) ، كذلك دعوة الصائم حين يفطر ، وبعد الصلوات الخمس ، ودعوة الوالد لولده ، والمسلم لأخيه بظهر الغيب ، ودعوة المريض والمسافر ، وعندما يبدأ الداعى دعاءه بالصلاة والسلام على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ويختمه به يضمن الإجابة إن شاء الله .
ساحة النقاش