طعم الحب

كتبت :مروة لطفي

قررت الكتابة لكِ باعتبارك من المهتمات بالحب .. فانا فتاة في التاسعة عشر من العمر .. نشأت في أسرة محافظة فلم يحدثني أحدهم عن المشاعر و العواطف حيث اقتصرت نصائحهم على أهمية التفوق الدراسي فقط ! .. هكذا أمضيت سنواتي الدراسية بإحدى مدارس الراهبات لتقتصر معرفتى بالجنس الأخر على الأحاديث الجانبية من زميلاتي .. و لا انكر شغفي بها حتى أننى كثيراً ما تمنيت أن أكون بطلة لأحدها ! .. و ما أن التحقت بالجامعة حتى تغيرت الأحوال حيث التقيت بالعديد من الشبان فكان من الطبيعى أن يظهر بعضهم الحب تجاهي .. و رغم عدم قناعتي بأحدهم إلا أن رغبتى الملحة فى تذوق طعم الحب دفعتنى للدخول في عدة تجارب باءت جميعها بالفشل !.. و أخيراً تعرفت عليه أنه شقيق صديقتى الذى يكبرنى بأربع أعوام و يتمتع بالوسامة و الثقة بالنفس فضلاً عن عدم محاولته الاقتراب من أى من زميلات شقيقته لكنه يخصنى وحدى ببعض الاهتمام .. فهل يكون هو الحب الحقيقي الذى أنهكني البحث عنه ؟! و كيف أعرف ماهية أحاسيسه تجاهي ؟!

ر ع "شبرا"

- رغم أن المشاعر العاطفية من القدريات الخارجة عن إرادتنا فلا يوجد جهاز نستطيع ضبط مؤشره نحو الحب، إلا أن البعض يخطئ بتسرعه في الحكم على مشاعره فيخلط بين الاعجاب و الحب تحت وطأة احتياجه لحرفي الحاء و الباء .. و هو ما لمسته في تجاربك السابقة .. فقد دفعك شغفك بالحب إلى خوض عدة تجارب فاشلة .. لذا عليكِ تجنب إعادة الكرة و اختبار مشاعرك قبل اللهث وراء قصة جديدة، قد لا تزيد عن انجذاب وقتي لشخص عكف عن طلب عواطفك !.. و لكي تقيمين أحاسيسك تجاهه و أحاسيسه هو الأخر نحوك عليكِ الابتعاد لبعض الوقت .. فإذا وجدتي صورته .. كلماته .. حتى نظراته تراودك في يقظتك و منامك بينما حاول هو تصيد أى موقف لمطاردتك و لقاءك .. فقد يكون ذلك بداية لحكاية عشق فاغتنمي فرصتها بعدم التواصل معه دون خطوات رسميه يطرق من خلالها بوابة قلبك ليصبح صاحب حق الملكية الوحيد للسكن فيه .. عدا هذا لا يزيد عن مشاعر وقتية لن يكتب لها ابداً الدوام .. و لتكن رسالتك ناقوس يدق على أبواب الآباء و الأمهات الذين يتجنبون تعلم بناتهم أبجدية الحب فيتركونهم فريسة لمجموعة من العلاقات غير محسوبة العواقب ..

أنت الحب

ويسألونني عن ماهية الحب وهم لا يدركون أن أبجديته تكونت من أحرف إسمك !.. حتى أنني أتسائل مثلهم كيف للعشق أن يحيا أو يكون إذا لم تكن أنفاسك .. همساتك .. لمساتك موجودة في هذا الكون ؟! .. فقبلك كانت حياتي متاهة لا نهائية من القلق من ماذا أو لماذا .. لا أعرف !! .. فقط أدور حول نفسي في دوائر مغلقة علني أجد رابط بين الذات و الأنا !.. و أخيراً جئت لأكتشف همزة الوصل بيني و بين نفسي .. و هنا أدركت أنك أنت أنا و أنا أنت !.. لذا أخشى أن أحدثهم عنك فأجد طابور من النساء واقفاً على بوابة قلبك .. لأنك ببساطة كل الحب ...

لا أنت غائب فأنتظرك

و لا أنت معي فألقاك ..

غادة السمان

 

 

المصدر: مجلة حواء -مروة لطفي
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 767 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,770,754

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز