كتبت ايمان عبد الرحمن 

 الذي يدور في فلكه .. هو الأرض وأنا  الشمس  .. اهتم بكل تفاصيل حياتي الصغيرة قبل الكبيرة ..  في البداية أعجبني هذا الاهتمام ثم بعد ذلك بدأت أشعر بالاختناق ، تقرير عندما أستيقظ من النوم ، وآخر عند نزولي من البيت ، وواحد أثناء العمل من قابلت ومع من تحدثت ، ماذا أكلت وفي ماذا أفكر ، وماذا أنوي أن أفعل ، حصار رهيب ، وإن شكوت  اتهمني بعدم تقدير مشاعره و خوفه على !  هكذا .. وجدت نفسي أسيرة فى معتقل المشاعر .. و لأننى أكره القيود فررت  بنفسي من  هذا السجان لكننى قررت تحذير كل عاشق من الأخطاء التى ترتكب تحت مسمى الحب ، علنى أنقذ غيرى قبل فوات الآوان ..

 

 

- يبدو أننى لست الوحيدة التى عانت من معتقل الحب فغيرى الكثيرات و هو ما تؤكده الناشطة الحقوقية لمياء لطفي قائلة :  للأسف المجتمع يتعامل بازدواجية شديدة فيما يخص حقوق المرأة ، فلم يرحمها حتي في العلاقات العاطفية ، فنجده يعطي الحق للرجل في التدخل في كل شئون حبيبته  وتضيف أنها تعرف أشخاصاً يتدخلون في حياة حبيباتهم لدرجة التحكم  في اختيار رنين هاتفها المحمول  !  والمصيبة لو اشتكت لأسرتها يكون رد والدتها ، تحملي ، كل الرجال هكذا ، " متدلعيش " ، إنها ليست قصة حب بل اعتقال !.

- البرود العاطفي -         

- وإذا كان الاهتمام الزائد وراء تدمير علاقات البعض , فالإهمال أيضاً يحطم أى شعور بالحب .. وهو ما تؤكده  تجربة داليا و التى ترويها قائلة : " شعور باللا مبالاة يسيطر علي علاقتنا ، اختفاء بالأيام ، لا مكالمات ولا سؤال ، أكلمه يرد علي بكلمات مقتضبة ،  ويحتمي بحجج عن انشغاله وضغوط عمل ، سئمت هذا الأسلوب  ، فقررت الانسحاب من هذه العلاقة رغم توسلاته و تأكيدات حبه والذى يراه أفعال و ليس كلام !.

ويفسر الراحل عبد الوهاب مطاوع  من خلال كتاباته تبخر الحب بفعل الإهمال فيقول  :" الحب كلهيب المدفأة يحتاج كى يظل يتراقص أن تلقى فيه من حين لآخر بوقود ، و كلما كان الحب قوياً و صادقاً كلما ارتفع لهيبه وتراقص مع أقل بادرة صغيرة تلقى إليه .

- شبح الماضي -

 

- " ن م " هى الأخرى عانت من أخطاء الحب لكن حكايتها تختلف تقول :   شبح الماضي كان يخيم علي كل تفاصيل حياتنا ، مقارنات كثيرة بيني وبين خطيبته السابقة ، لا أعلم  لماذا كل شيء في لم يعد يعجبه ، انتقادات بالجملة  علي أدق التفاصيل ، شعرت أنه يريدني نسخة منها ،أو  أن يرها في ، ولم أعد أتحمل هذا الأسلوب ففضلت الابتعاد والفراق علي أن أعاني من هذا الحب ، ظل يردد لي طويلا أنه يحبني ، لكنني لم أستطع أن أعيش وهذا الشبح يسيطر علي تفكيره .

 

- وترد عليها الكاتبة د. عزة هيكل قائلة :" بالطبع إذا وجدت المقارنات ، مات الحب ، بل نسف ، فالأصل في الحب هو أنه يأتي دون اختيار ، ويأتي الانجذاب بطريقة لاإرادية للطرف الآخر ،  فالمحب يتقبل حبيبه بكل عيوبه، ولا يفكر في تغييره أبدا ،  فالمقارنة تخلق نموذجا غير واقعي يفشل الحب .

 

الغيرة القاتلة

- يقولون الغيرة دليل الحب لكن حذرى من المغالاة فيها فقد تصهر الحب و تحرقه و هو ما  ترويه "ح أ " قائلة : غيرة زوجى كانت وراء طلاقي , فهو يشك في خياله و يعلل ذلك بعشقه لى . و قد وصل الأمر لمنعي من الذهاب لعائلتى فضلاً عن مشاجراته مع أى شخص يحدثنى في أى مناسبة اجتماعية مما دفعنى لإنهاء تلك العلاقة ! 

 ويؤكد ا.د عماد مخيمر - استاذ ورئيس قسم علم النفس بآداب الزقازيق- قائلا : لابد أن نفرق بين الغيرة والشك ، فالغيرة في الحب  شعور طبيعي ومفضل ولكن بدرجات معينة ، وإذا زاد عن حد معين أصبح غيرة مرضية تمثل خطورة علي العلاقة العاطفية أو الحياة الزوجية ، بينما الشك يمثل عدم ثقة بالطرف الآخر ويرجع ذلك لفقدانه هو شخصياً الثقة بنفسه و من ثم يحتاج لعلاج ..

مفاهيم اجتماعية

 - و تعلق ا .د زينب شاهين - خبيرة قضايا الأسرة والمجتمع - على الآراء السابقة قائلة : لاشك أن المجتمع يساهم بشكل كبير في نشر المفاهيم الخاطئة عن الحب بين الرجل والمرأة ،  و قد تختلف تلك المفاهيم من طبقة لأخرى و من الريف للحضر .. فعلى سبيل المثال نجد  الرجل يضرب زوجته في الأحياء الشعبية  وهي ترد " وماله بيغير عليا " أو " ضرب الحبيب كأكل الزبيب " بينما يعتبر ذلك خطأ لا يغتفر في الطبقات الراقية و المتوسطة و هكذا .

وتضيف د.زينب أن العلاقة السليمة بين أي رجل و امرأة لابد أن تقوم علي خمسة أسس ، بخلاف أن يكون بينهما خلفية ثقافية اجتماعية تعليمية اقتصادية مشتركة ، وهذه الأسس هي الفهم ، فلابد أن يكون بينهما تفاهم وكل شخص يفهم طباع الآخر ، المعرفة بأن يعرف شريك حياته جيدا ، الاحترام ، والاهتمام و أخيرا الالتزام ، فهذه الأسس يجب أن تكون موجودة لتغذي الحب وتكون العلاقة علي أساس سليم ..

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

برواز

أخطاء الحب السبعة 

 

في كتابها " سبعة  أخطاء يرتكبها الأزواج تقتل الحب " تقول المؤلفة الأمريكية  باتريسيا دولا هي إن هناك سبع ركائز يجب وضعها في الاعتبار حتي يدوم الحب ، ولتجنب  الأخطاء التي من الممكن أن تميت الحب بين الزوجين وهي أن تكون هناك رغبة في استكمال الحياة الزوجية ، حتى لو كان البعد والانشغال بعد مدة من الزواج .

 ولابد من الإحساس بأنك تعيش من أجل أحد ، والتجديد في الحياة الزوجية ، والمفاجآت يكون لها عامل كبير علي محاربة الملل الذي يتسرب لهما ، كما تضيف أن الاحترام هو العمود الفقري لنجاح أي علاقة وأن عدم الاحترام هو السبب الثاني  لحالات الطلاق كما تقول الدراسات ، ولكن لابد ألا يتعارض هذا مع التخلي عن محاولة تغيير الآخر ، فلابد أن يحب الشخص الطرف الآخر كما هو لأن محاولات التغيير تنقلب إلي مشكلات أخري تهدم الزواج . 

 

 


المصدر: مجله حواء -ايمان عبد الرحمن
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 402 مشاهدة
نشرت فى 23 نوفمبر 2013 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,702,268

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز