وجهة نظر         

 

 الراحمون يرحمهم الله..!

 

عندما تتجمد المشاعر وتتحجر القلوب تصبح الإنسانية في خطر ويفقد الكلام معناه ولا يبقي للحياة قيمة لنصل إلي قناعة الموت أفضل من العيش علي أرض لا يقدر ساكنوها معني الإنسانية، ولا يدركون قيمة الحياة ولا مكان بينهم لأي قيم جميلة من التي حضت عليها الأديان السماوية .

 والغريب في الأمر أن حوادث الإرهاب التي تدمر وتقتل وترويع الآمنين إنها تأتي من مجموعات تنتمي للأسف الشديد إلي الدين الإسلامي ومن المفترض أنهم ينتمون إلي الجنس البشري وهم بحق المولي عز وجل لا يملكون من خصائص البشرية أي قدر، ولا تعرف نفوسهم التقوي ولا الإيمان، ولا تحمل قلوبهم أي ذرة من الشفقة والرحمة هؤلاء الخونة القتلة المأجورين الذين باعوا دينهم وأوطانهم من أجل حفنة من المال هم في نار جهنم خالدين، لعنة الله عليهم في الدنيا والأخرة إلي يوم الموقف العظيم .

لست أدري أي مشاعر يحملونها في قلوبهم وأي منطق يدفعهم لفعل هذه الجرائم المشينة..؟ ألا يخجلون من أنفسهم ومن نظرات العالم عليهم..؟ ألا يشعرون بالخزي وبالعار من أفعالهم وجرائمهم..؟ ألا يعلمون كيف يتعامل البشر الذين لا دين لهم مع الحيوانات قبل تعاملهم مع البشر..؟ هؤلاء الذين سكنت الرحمة قلوبهم وجريت الشفقة في عروقهم مجري الدم وهم في الغالب لا دين لهم، أو بالأحرى لا ينتمون إلي الإسلام دين التسامح والإنسانية، والله لقد شعرت بأننا علي مقربة من يوم القيامة وأنا أشهد بأم عيني كل هذه الدماء التي تسيل علي أيدي البعض بكل جرأة وتجبر بلا خوف أو ضمير يوقظ صاحبه، وتمنيت من كل قلبي ألا أعيش بعد في هذه الحياة وبين هؤلاء المنتمين للأسف الشديد إلي البشرية.

ويا لها من سخرية القدر ان نجد في ذات اللحظة مشاهد هي النقيض تماما مما يحدث من جانب المتأسلمين، هذه المشاهد أقل ما توصف بها أنها صادرة من قلوب عامرة بالإنسانية الحقة التي فطر الله عليها الإنسان، الإنسانية التي أوجدها المولي في النفوس قبل الديانات، وهذه حكاية الطبيب الصيني "ليو" المتخصص في علاج الحيوانات، أنظروا ماذا فعل هذا الطبيب الذي قد يكون لا ينتمي لأي ديانة سماوية أي لا دين له ولكنه هو في البداية والنهاية إنسان، إنسان بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان..! لقد برهن هذا الطبيب للعالم كله أن الرحمة ليس لها حدود، وأنها تجبر صاحبها علي فعل المستحيل مهما كان غريبا!

وقصة هذا الطبيب كما ذكرتها صحيفة " الديلي ميل "وقامت بنشرها احدي الصحف المصرية تتلخص في موقف تعرض له "ليو " عندماحضر اليه مجموعة من الاشخاص حاملين الكلب "داهي " وهو في حالة سيئة وفاقد لاطرافه الاربعة وطالبوه بعلاجه وتركوه علي وعد بأن يأتوا له بالاموال الازمة للعلاج ، ولكنهم تركوه دون رجعه وهربوا ، فما كان من الطبيب الاان قام بعمل الجراحات الازمة للكلب  من اجل انقاذ حياته ، ولم يكتفي بذالك بل اخذ علي عاتقه مسؤلية اعادته الي حياته الطبيعية وذالك بتكليف احد المصنعين للاطراف الصناعية بعمل اطراف له لتمكنه من  الحياة بحرية  مثل سائر الحيوانات .

هكذا خلق الله الانسان رؤفا رحيما، اما الذين خلت قلوبهم من الشفقه والرحمة فهم لايستحقون منا الا كل لعنة والدعاء عليهم بأن يسحقهم الله بقدرته وينتقم منهم بفضله وعدله....!! 

 

 

 

المصدر: مجلة حواء نبيله حافظ
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 515 مشاهدة
نشرت فى 13 مارس 2014 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,753,654

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز