فاطمة الحسيني
مجدي صابر: في الجامعة أحذروا الخديعة الكبرى!-
وفية خيري: لولا زوجي ما كنت أنا ..-
في حياتها كانت أحلام كثيرة لكنها خسرتها جميعاً حين نبض له قلبها !.. لم يكن اختيارها بل مشاعرها التي ساقتها إلي حب لم يكن أبداً لها.. و يوماً تلو الأخر, وجدت نفسها متورطة في علاقة ليس لها نهاية.. لتكتشف بعد فوات الأوان أن مجرد دقة خاطئة من القلب كفيلة بضياع أحلى سنوات العمر !.. و أنت هل مررتِ من قبل بتجربة مشابهة؟!.. أو تعرضتِ يوماً للغرق بسبب نبضة قلب تحمل اسماً خطأ لا يشترط أن يكون حبيباً فقد يكون صديقاً .. قريباً .. زوجاً أو حتى طفلاً صغيراً وإن لم يكن فماذا عن نبضات القلب التي أنقذتك من الوقوع في متاهة الأحاسيس السلبية ؟! فكري و أقرئي معنا الأتي ..
- "رنا" فتاة في العشرينات من عمرها كانت حياتها تمضي على ما يرام حتى التقته.. إنه زميلها بالجامعة الذي اختاره قلبها فورطها في ورقة عرفية تباع على الأرصفة !.. وبمجرد أن تم المراد فؤجئت بأنه وحش لا يعرف معنى الحب فطلبت الطلاق ولكنه ظل يرفض إلى أن مرت سنتين وهى زوجة بورقة ليس لها قيمة ، وشعرت بحقارة ما فعلت عندما تقدم لها شاب على خلق وجدت فيه فتى أحلامها ولكنها رفضته لأنها مازلت متزوجة من ذاك الندل ومرت سنة وتخرجت ومازلت تعانى ولا تستطيع أن تقول لأسرتها. - و إذا كانت رنا تورطت في زيجة عرفية بسبب الحب فالكاتب "مجدي صابر" يحذر من العلاقات العاطفية في مقتبل العمر.. مؤكداً أن أكثر حب ضائع يبدأ خلف أسوار الجامعات حيث الخديعة باسم المشاعر و أحياناً تصل للزواج العرفي الذي انتشر مؤخراً بين الطلبة، وأضاف أن معظم أعماله تحدثت عن دقات الحب وكيف تجعل الحبيب مستعد أن يدفع عمره من أجل قلب يحتويه وليس قلب تخلى عنه.. فعلى الحبيب أن لا ينتظر حبيباً باعه بل ينتظر ضوءاً جديداً يتسلل قلبه الحزين فيعيد له النبض مرة أخرى.
الحب يصنع المعجزات
- بينما تحدثنا الكاتبة الكبيرة وفية خيري عن دقات القلب من خلال تجربتها الشخصية قائلة: عندما كنت فى عمر العشرينات تعرضت لبعض العلاقات العابرة التي مرت كأنها الحب الحقيقي نظراً لقلة الخبرة ولكنني جعلت منها درساً في اختيار شريك الحياة.. وتعرفت على زوجى الذي وجدت فيه الأمل والحب والعطاء .. مما ساهم في نجاحي العملي فأصبحت مشهورة.. هكذا, كان حبه لى بمثابة المعجزة الإلهية إلي أن رحل عن عالمنا ليبقى حبه يدعمني حتى آخر العمر ..
فالمرأة بلا محبة امرأة ميتة و لا يشترط أن ترتبط المشاعر برجل فقط فقد تكون للوالدين أو الأصدقاء أو غيرهما و هو ما أحرص على أبرازه في جميع كتاباتي ..
دفعت الثمن غالى
- أما "ح.ع" فلها حكاية مختلفة تماماً ترويها لنا قائلة: أحببت زوجي بجنون حتى أنني أقدمت على الخطبة له من امرأة مطلقة وذلك لعدم قدرتي على الإنجاب كما كنت أعتقد، فعشقي لزوجي وإحساسي بالعجز لتحقيق سعادته دفعني لفعل هذا ولكن بعد مضي أكثر من عام اكتشفت أن العائق في الإنجاب يرجع له ليس لي كما تصورت!.. ولكن بعد زواجه الثاني وتحت إلحاح الزوجة الجديدة خضع للعلاج وحملت منه وأنجبت طفلين فانشغل بهما وبأمهما وكان الجحود والإهمال من نصيبي إلى أن تم طلاقها ولكن بعد كبر سني و ضياع فرصتي في الإنجاب للأبد.
- وعن دقات القلب التي تنقذ الروح من اليأس تقول د-إقبال السمالوطى رئيس جمعية حواء المستقبل أن العمل الأهلى القائم على رعاية عدد من الفئات المهمشة يكون بمثابة المنقذ من شبح الوحدة والحرمان من الأمومة، وتضيف أنها رأت نماذج عدة من سيدات ذهبن لتبنى طفل يتيم من إحدى دور الرعاية ليساعد قلوبهن على النبض من جديد وإعادة الحياة التي توقفت بحرمانهن من الأمومة.
الحب هو الوجود
- ويعلق الدكتور إلهامى عبد العزيز أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس على ما سبق قائلاً: تعتبر الجروح العاطفية من المشكلات النفسية الشائعة في مختلف المراحل العمرية وتتنوع أشكالها فنجد صدمة الخيانة العاطفية والزوجية وهروب الحبيب والهجر والطلاق وفراق الأهل وتختلف آثار الصدمة ونتائجها وفقاً لشخصية الإنسان وتكوينه النفسي والشخصي وقدراته فقد تؤدى إلى الاكتئاب النفسي أو عقد نفسية مرتبطة بالجنس الآخر مثل رفضه والابتعاد عنه وعدم الثقة به.
ويضيف أن الحب هو المخرج من اللاوجود إلي الوجود وينتقل بالإنسان من مرحلة الحيوانية لمرحلة الإنسانية ويجعل الشخص أكثر عطاء وقدرة على العمل ليصبح شجرة مظللة أما إذا كان الحب يتسم بالأنانية والفردية فهو حب لا يدوم و مصدر لليأس.
- ومن ناحية أخرى تقول د- ناهد عزت خبيرة التنمية البشرية أن الإنسان مخلوق للحب وهو المسئول عن إخراج الطاقة الإيجابية، والتكوين الهرموني للكون قائم على التجاذب لا التنافر وعندما يمر الشخص بتجربة حب فاشلة تدمر ثقته بنفسه فيصبح كالصدفة المنغلقة لابد من فتحها وهذا يتم عن طريق أسلوب البرمجة اللغوية العصبية أى إعادة برمجة العقل الباطن الذي أصيب بعطب يمنعه من سماع أى كلمة حب وهذا عن طريق الحديث عن تجارب ناجحة لحدوث إشراقة له، ولا يقال له أنك فشلت في الحب حتى لا يتمكن العنصر السلبي منه، وإعطاء هدنة للقلب والانفتاح على الحياة وفتح صداقات جديدة وتغيير الذكريات ومساندة الأهل والأصدقاء دون إشفاق لأن الإشفاق يقتل أكثر مليون مرة من هجر الحبيب.
ويمكن للمجروح أن يقابل منقذ خارجياً يتمتع بالجاذبية وأن يكون بمثابة فتى أحلام يجسد الخيال إلى واقع ولكن في حالة تكرار أية خطأ سابق يحدث انكماش للشخص وتستيقظ الذكريات وتتراكم المشاعر السيئة ويصبح الشخص أشبه بمسحة الموت، لذلك لابد من الوفاء في الحب سواء حب الأم لأبنها أو الأصدقاء لبعضهما أو الحبيب لحبيبه.
ساحة النقاش