عندما يتشاجر الأبناء .. ماذا تفعلين؟
كتبت فاطمة الحسينى
أن تكون الأمور هادئة فى منزل به أطفال هو أمر ليس بالسهل على الإطلاق، فقد تبدأ الخلافات بين الأشقاء منذ سن مبكرة وتحتار الأم أحيانا فى كيفية فض النزاع بين الصغار المتصارعين.. وأحيان أخرى تفقد أعصابها وتبالغ فى التعامل معهم فتلجأ للعنف.. وفى أوقات ثالثة تتركهم يتعاركون بينما تكون هى منهمكة فى أمر آخر كأحد الأعمال المنزلية أو بعض الضيوف أو تليفون مهم فيحدث مالا يحمد عقباه، هل تريدين معرفة الأسلوب الأفضل فى مثل هذه الحالات المتكررة؟
البداية مع د. إيناس منصور- أستاذ التربية الصحية بكلية التربية جامعة حلوان - يجب على الأم أن تحاول اكتشاف سبب الخلافات بين أبنائها وأن تحاول تشجيعهم على تقوية العلاقات مع بعضهم البعض مع الوضع فى الاعتبار أنه فى لحظة ما يكون الأطفال يلعبون مع بعضهم البعض، وفى اللحظة التى تليها مباشرة قد تبدأ الخلافات بينهم. وفى تلك الحالة على الأم أن تتدخل لفض الاشتباك فى اللحظة المناسبة وهو الأمر الذى سيؤثر إيجابيا على علاقة الأبناء أو الأشقاء ببعضهم البعض. هناك العديد من العوامل التى قد تؤثر بصفة عامة على العلاقة بين أبنائك وتجعلهم يتشاجرون مثل اختلاف العمر والاختلافات الشخصية واختلاف الجنس، وهناك أيضا عدد من العوامل الأخرى التى قد تؤثر على العلاقة بين الأشقاء مثل مكان الطفل فى العائلة فقد يكون الطفل الأكبر سنا عليه أن يتحمل مسئولية شقيقه الأصغر سنا، أو قد يكون الطفل الأصغر سنا يحاول دائما تقليد شقيقه الأكبر منه، وهناك أيضا سبب آخر للغيرة والخلافات بين الأشقاء مثل أن يكون الولد يكره شقيقته لأن والدهما يتعامل معها بطريقة أكثر رقة لأنها البنت، أو قد تغار البنت من شقيقها لأنها تريد الذهاب مع والدها فى رحلات خارجية مثل شقيقها. إن الأطفال فى سن الخامسة وحتى الثامنة يمكنهم أن يلعبوا مع بعضهم البعض بكل سلاسة ولكن عندما يمر الوقت ويصبحون فى العاشرة والثالثة عشرة من العمر ستبدأ حتما الخلافات المستمرة بينهم.
المقارنات
ويرى د. رأفت الخولى - أستاذ مساعد علم الاجتماع بآداب عين شمس- أن الكثيرين من الأهل يشعرون أنهم لكى يكونوا عادلين مع أبنائهم يجب أن يقوموا بمعاملتهم بنفس الطريقة بينما يجب أن يضعوا فى الاعتبار أن هذا الوضع ليس ممكنا على الإطلاق فمثلا الأم لا يمكنها عندما تحتضن طفلا أن تقوم باحتضان بقية أبنائها لأن الأمر في هذه الحالة لن يكون له معنى.. تبدأ الخلافات دائما بين الأبناء لأنهم يبدءون فى التنافس على حب الأهل واحترامهم، وقد تكون الخلافات بين الأبناء على هيئة ضرب وشتائم ومجموعة من التصرفات غير الناضجة التى قد تبدأ خاصة مع قدوم مولود جديد للعائلة أو عندما يشعر الطفل بأن شقيقه يعامل بطريقة مختلفة.. إذا كان الطفل مكانه فى العائلة مكانا متوسطا فقد يشعر أن شقيقه الأكبر سنا أو الأصغر سنا تتم معاملتهما بطريقة مختلفة ويحصلان على امتيازات مختلفة، ولذلك فإنه قد يبدأ فى إساءة التصرف نحوهما لجذب الانتباه إليه.
لذا ننصح الآباء والأمهات بعدم الاتجاه أبدا لعقد المقارنات بين الأبناء لأن كل طفل له شخصية مستقلة ومميزة عن شقيقه، ولذلك فإنه بالتأكيد سيكره أن تتم مقارنته بشقيقه، ويجب أن تبتعد الأم تماما وكذلك الأب عن محاولة كبت مشاعر الطفل الغاضبة، فالغضب ليس شعورا يجب على الأم محاولة تجنبه بل هو شعور إنسانى طبيعى وخاصة بين الأشقاء، وفى تلك الحالة يجب على الأم أن تجعل أبناءها يفهمون أنها هى أيضا تشعر بالغضب أحيانا، ولكن تكمن الفائدة فى تعلم كيفية التحكم فى الشعور بالغضب، وأن الغضب لا يسمح للإنسان بأن يجرح مشاعر الآخرين أو أن يعاملهم بقسوة.
التدخل الفورى
وقبل أن يحتدم الخلاف بين الصغار تؤكد زينة عبد المنعم - خبيرة التنمية البشرية - على أنه يجب أن يكون تدخل الأهل لفض الخلاف بين الأبناء سريعا وحاسما حتى لا تتطور الأمور بينهم، وإذا كان الأمر ممكنا فيجب أن تتركى أبناءكِ ليحلوا مشاكلهم مع بعضهم البعض دون تدخلكِ، ولكن فى نفس الوقت عليكِ أن تراقبي وتحددى وقتا معينا للتدخل حتى لا يتحول الخلاف بينهم لخلاف مستمر فى الكبر.. وفى كل الحالات لا يجب الانشغال عن الصغار الغاضبين بأى شيء آخر حتى لا تتطور الأمور فجأة ويصل إلى التشابك بالأيدى أو قذف بعض الأشياء التى قد تكون حادة أو تؤدى إلى جروح خطيرة.
ساحة النقاش