<!--

<!-- <!-- <!-- [if gte mso 10]> <mce:style><!-- /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin-top:0cm; mso-para-margin-right:0cm; mso-para-margin-bottom:10.0pt; mso-para-margin-left:0cm; line-height:115%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi;} --> <!-- [endif]---->

عزيزتى المرأة العاملة

تحملى مسئولياتك بشكل ذكى لا بشكل طويل

المرأة المصرية التى نجحت منذ عشرات السنين في انتزاع حقوقها الخاصة بالخروج للعمل لم تكن تعلم أن نجاحها الذى يحمل لها الثقة بنفسها وبقدراتها.. يحمل لها أيضا المشاكل والمتاعب، والسبب فى ذلك أنها مطالبة بالتوفيق بين أسرتها وتحديد الأسلوب الأفضل الذى ستتبعه كأم وزوجة وربة منزل.. وبين عملها والطريق الأمثل لأدائه على أكمل وجه، وبين هذا وذاك وقف المجتمع منذ البداية متفرجا، يراها تعانى وتتألم فى صمت أحيانا، وتصرخ وتطلب العدل والعون أحيانا أخرى فيتهمها بالإهمال وعدم القدرة على تحمل المسئولية، ولا يكتفى بذلك بل تظهر بين الحين والحين أصوات متشددة تطالبها بالعودة للمنزل.

القطاع غير الرسمى

وبعيدا عن الحياة الشخصية فإن ما تعانى منه المرأة العاملة تشترك فيه مع الرجل، لأن سوق العمل فى مصر يشكو من عديد من الاختلالات، لعل أبرزها أن مشكلة البطالة تتركز فى فئة المتعلمين بالدرجة الأولى.. سواء من الجامعيين أو خريجى التعليم المتوسط والفنى، كما أن هناك اختلالا نوعيا فى سوق العمل يتمثل فى ارتفاع معدل البطالة بين الإناث أكثر من الذكور، ناهيك عن قضية أخرى على درجة كبيرة من الأهمية وهى كبر حجم القطاع غير الرسمى ليصبح هو المصدر الرئيسي فى الاقتصاد القومي مقارنة بالحكومة والقطاعين العام والخاص، ويعاني العاملون فى ذاك القطاع غير الرسمى من انخفاض الأجر مقابل ساعات طويلة من العمل، كما يمكن أن تكون الأجور عينية، كما أنهم محرومون من خدمات شبكات الضمان الاجتماعى والصحى، ولا حقوق لهم في الإجازات مدفوعة الأجر، كما أن فرصة العمل مهددة بالضياع أمام العرض الكبير للأيدي العاملة فى القطاع غير الرسمي. وتتضاعف أهمية هذه القضية بالنظر إلى الأبعاد الأخرى وثيقة الصلة بالتشغيل فى الغالبية العظمى من قطاعات العمل المصرية مثل تدنى مستويات المعيشة والفقر وغيرها من القضايا التي باتت فى بؤرة اهتمام استراتيجيات التنمية العالمية كما تعكسها الأهداف الإنمائية للألفية الثالثة، وإذا كان وجود البطالة يعنى زيادة العرض عن الطلب فإن معالجة هذه الظاهرة تعنى وضع السياسات التى من شأنها زيادة الطلب على العمالة سواء الخارجى أو الداخلى، من خلال توفير حوافز جذب الاستثمار، وتشجيع استخدام تقنيات الإنتاج كثيفة العمالة، كم يوجد شبه اتفاق عام على أن المشروعات الصغيرة والمتوسطة يمكن أن تعلب دورا مهما في إيجاد فرص عمل للشباب والعاطلين.

ازدواجية الأعباء
نعود مرة أخرى إلى المرأة العاملة في مجتمعنا التى تعانى أشد المعاناة من المساواة المؤلمة التى ظلت وما زالت تطالب بها، فالثقافة الذكورية السائدة تجعل المجتمع لايؤمن بضرورة أن يشارك الزوج زوجته في الأعمال المنزلية والإشراف على تعليم الأطفال، إذ أن المرأة التى تخرج مثله للعمل هي المطالبة أولا وأخيرا بجميع هذه الأعباء، ورغم أن المجتمعات المتقدمة قد تحررت من كثير من تلك القيود والأحكام الاجتماعية التي تعيق عمل المرأة حيث الأزواج والأبناء يساعدون في تلك المهام ففي مجتمعنا ما زالت الأسرة تخضع لمفاهيم وتقاليد لم تعد تتناسب مع تطور الحياة، فبالإضافة لازدواجية الأعباء داخل وخارج المنزل بقيت المرأة مطالبة بتحمل أعباء نفسية وجسدية.. ومادية أيضا حتى تكون أما "مثالية" وموظفة "مثالية" فى وقت واحد وبصورة يومية، وبناء على هذا الواقع المتعسف الذى يفرض نفسه علينا.. وإلى أن ننجح فى تغييره، فليس أمام المرأة العاملة التى تطمح الى احراز التوازن بين عملها وحياتها الشخصية إلا أن تضع أفضل جهودها خلال ساعات العمل كي تتمكن من إنهائه ومغادرته فى الوقت المحدد له دون زيادة حتى يتوفر لها الوقت الكافي والطاقة اللازمة لأداء مسئولياتها الروتينية اليومية في المنزل وتلبية احتياجات عائلتها والاحتياجات الخاصة بها هى شخصيا.. تعلمي التعامل مع كل المسئوليات بعقلانية ومهارة وبشكل "ذكي" وليس بشكل "طويل"، لكى تتمكنى من إنجاز كل المهام الملقاة على عاتقك فى أقصر وقت وبأعلى كفاءة وأقل مجهود عضلى وعصبى.

 

مانشيت

المرأة مطالبة بتحمل أعباء نفسية وجسدية.. ومادية أيضا حتى تكون أما "مثالية" وموظفة "مثالية" فى وقت واحد

 

 

 

المصدر: أمل مبروك_مجلة حواء
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1238 مشاهدة
نشرت فى 24 مايو 2014 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,808,674

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز