هل آن الأوان لتمكين المرأة بالفعل لا بالقول؟ أقول قولي هذا بعد قرار وزير الصناعة فخري عبد النور بتعين المهندسة نجوى رشاد رئيساً لمجلس إدارة الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات، وبذلك تعد أول سيدة تترأس الهيئة منذ إنشائها عام 1956م ، أى منذ 58 عاما، كما تعتبر أول سيدة ترأس هيئة كبري في وزارة الصناعة.
عجبت لك يازمن! ألم تفرز الهيئة منذ إنشائها سيدة واحدة تصلح لتولي المنصب إلا بعد كل هذه السنين، ألا يوجد سيدة نابغة عملت واجتهدت وكان يجب علي المسئولين إثابتها علي عملها؟ بالطبع كان هناك سيدات يصلحن للمنصب قولا وفعلا، لكنه المجتمع الذكوري المسيطر علي الوطن، والذي لا تزال تعاني منه النساء حتى كتابة هذه السطور وما بعدها، نعم ستظل المرأة تعاني تهميشا وتحجيما واستبعادا من كثرة الرجال ممن يتشدقون بالحرية والمساواة وهم أبعد ما يكونون عن هذا، هم فقط يرددون
هذه العبارات ليظهروا بصورة متحضرة تتناسب والعصر، لكنهم في قرارة أنفسهم لا يرغبون ولا يريدون المرأة شريكا فاعلا،
يستغلونها.. نعم ، يستدعونها عند الأزمات.. بالتأكيد، والوطن خير شاهد ودليل، أما أن يسمحوا لها بالمشاركة فلا وألف لا، لأنهم
يعلمون علم اليقين مدي قوتها، وصلابتها، وقدرتها علي القيادة والعمل والإنجاز، وهم لا يريدون الظهور بمظهر المقصر وغير
القادر، ومن هنا تصبح المرأة بالنسبة لهم وسيلة لتحقيق غاية، وهذا مكمن عجبي لشجاعة وزير الصناعة فخري عبد النور بقراره الصائب، وإذا بحثنا في كثير من الوزارات والقطاعات والهيئات والمؤسسات وكل مكان في بر مصر سنجد كفاءات نسائية مظلومة ومسلوبة الحقوق.
ولأننا كنساء نأمل أن تنال المصرية مكانتها المستحقة، ليس فقط كما يقولون بعد خروجها المشرف لحماية الوطن طيلة السنوات
الثلاث الماضية وإنما لنضالها المعروف، فمنذ قرن أو يزيد وجداتنا كن رائدات للمصرية والشقيقة العربية في هذا الكفاح.
والتاريخ شاهد علي ما أقول، لهذا أطالب أصحاب القرار وعلي رأسهم المهندس إبراهيم محلب بأخذ زمام المبادرة والإسراع
بتعيين نائبات للسادة الوزراء أسوة بالنواب من الرجال، حتي تستطيع المرأة النزول إلي ميدان العمل التنفيذي وإعدادها لتصبح
فيما بعد وزيرة، وحتي لا نحتاج في كل تغيير وزاري إلي البحث عن قيادات تصلح وزيرات، وقتها سنجد أكثر من ثلاثين نائبة
نختار من بينهن وزيرات، خاصة وأن تمثيل المرأة في الحكومة ليس قويا ولا يتناسب مع حجم وقوة النساء علي الأرض، كما
أطالب وزير التنمية المحلية اللواء عادل لبيب وهو يعد العدة الآن لإجراء حركة تغييرات السادة المحافظين أن يراعي أمرين،
الأول، أن نرى حلم تعيين المرأة محافظاً وهي الجديرة به يتحقق. والثاني، أن يطالب السادة المحافظين بتعيين نائبات لهم،
حتى تستطيع المرأة النزول إلي ميدان العمل التنفيذي من الآن لتتمكن قريبا من خوض انتخابات المحليات والتى نالت بقوة
الدستور كوتة كبيرة، وصلت نسبتها 25% من المقاعد ، وعملها التنفيذي سيكون داعما لها علي الأرض لتحقيق النجاح في المحليات، وبعدها يكون من السهل اختيار قيادات للعمل كمحافظ ونائب محافظ، بل أيضاً ووزير .
وكما بدأت حديثي بفكرة تمكين المرأة علي الأرض بالفعل لا بالقول، أعود وأؤكد أن المرأة المصرية صاحبة كل هذه الإرادة
والعزيمة وقهر المستحيل آن لها أوان جني ثمار كفاحها ونضالها، وكفاها شر الأنانية الذكورية الضاربة بجذورها في المجتمع.
المصدر: ماجدة محمود
نشرت فى 13 أغسطس 2014
بواسطة hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
22,852,370
الصور المختارة
مقالات مختارة
رئيس مجلس الإدارة:
عمر أحمد سامى
رئيسة التحرير:
سمر الدسوقي
الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز
ساحة النقاش