هل اختفت البطولة من عصرنا، وأصبحت مجرد حكايات نسمعها من الأجداد.. أم أن لكل عصر أبطاله؟! ومهما كانت الصعوبات لابد من وجود من يضحي، ومن يهتم بإعلاء القيم النبيلة حتى لو ضحى بحياته.
لابد من وجود البطل؟! سؤال طرحناه على الأصدقاء فماذا كانت آراؤهم؟
البداية مع أميرة أشرف طالبة وتقول: البطل هو الذي يكون على أتم الاستعداد أن يضحي بحياته من أجل بلاده.. هو من يدافع عن الجميع مهما كلفه هذا، لا يهم أن يعرف الجميع ماذا فعل المهم أن يقف مع الحق، وهذه النماذج موجودة في مجتمعنا، فهناك الكثيرون الذين يحبون بلادهم وعلى استعداد أن يخوضوا الحروب من أجل الوطن.
                               كان زمان
لكن للأسف هناك البعض الذي لا يرى أبطال في عصرنا الحالي
فريم أشرف، طالبة في المرحلة الثانوية، ترى أن البطل هو من يضحي من أجل بلاده ، ويساعد الغير دون مقابل، وللأسف تلك النوعية من الأبطال لا توجد الآن لأن الغالبية ليس لديها لا وعي، ولا انتماء، ولا يوجد من يهتم بغيره.
وتتفق معها في الرأي زميلتها شيماء أحمد وتقول: البطل كان زمان، ونحن نراه في الأفلام، ونقرأ عنه في القصص والحكايات التي تروي حكايات الأبطال أصحاب المبادئ الذين يدافعون عن حقوق الآخرين، أما الآن فالأغلب يهتمون بمصالحهم الشخصية فقط، ولا يلتفتون لغير ما يحقق لهم منفعة شخصية.
أبطال بمعني الكلمة
يرى الدكتور محرز غالي، الأستاذ المساعد بقسم الصحافة كلية الإعلام، أن شباب مصر أبطال حقيقون، ويكفي أنهم استطاعوا إنهاء نظام حكم فاسد، كما أنهم وقفوا ضد الإخوان، وأنهوا حكمهم، وكل ما يقال عنهم من أنهم أبطال من ورق، وصناعة وسائل الإعلام مؤامرة فلولية بامتياز، هم أبطال بمعني الكلمة، وحتى إن أخطأ بعضهم يجب إعطاؤهم فرصتهم كاملة,
ونجعلهم يستفيدون من التجربة، ويضيف مؤكداً أنه ضد إقصاء الشباب من المشهد السياسي، بل على العكس يجب دمجهم في الحياة السياسية، والاستفادة منهم، وتسليط الضوء عليهم إعلامياً، فهم مستقبل مصر، وأبطالها الحقيقيون بلا أي تزيف.
                              البطل السلبي
أما الدكتورة سهير صالح، المدرس بكلية التربية النوعية فتقول: "المجتمع المصري به العديد من النماذج الإيجابية التي تلعب أدوار البطولة في مجالاتها، لكن للأسف لا يتم تسليط الضوء عليها، ومما يزيد الأمر سوءً أننا منذ سنوات عديدة نجد أن وسائل الإعلام، وجميع الأعمال الفنية تقوم بتكريس صورة البطل السلبي، وليس البطولة بمعناها الإيجابي، ولذا نجد النماذج التي تتصدر المشهد الإعلامي هي اللاعب الذي يحصل على ملايين الجنيهات.. البطل الشعبي الذي يتحول إلى مليونير بضربة حظ، وغيرها من النماذج التي تقدم للشباب على أنهم أبطال هذا العصر.."
وتستطرد مؤكدة على أن لكل عصر أبطاله، ومفهوم البطولة يختلف من عصر لآخر، لكن للأسف نحن نعيش الآن أسوأ العصور، وهنا لابد أن تستعيد مؤسسات التنشئة الاجتماعية دورها في تنشئة الشباب على قيم البطولة والتضحية للبلاد، وتأتي الأسرة على رأس تلك المؤسسات التي عليها استعادة دورها بقوة، ولا تكون مجرد إداة لتقديم الأموال لأولادها، وترك تنشئتهم لمؤسسات أخرى تغرس قيم سلبية فيهم، فالأسرة هي الأساس في تعليم الشباب المعني الحقيقي لكلمة البطولة.

برواز
إنهم يصفقون لي
حول حلم البطولة الذي يراود كثيراً من الشباب، فيلهث وراء أن يكون بطلاً دون أن يعرف المعنى الحقيقي لهذه الكلمة، دارت أحداث قصة قصيرة للكاتب الكبير إحسان عبد القدوس بعنوان"إنهم يصفقون لي".
دارت أحداث القصة حول شاب يسعى أن يكون بطلاً، فيسير في طرق يجهلها حتى يتدهور به الحال، ويعمل في أحد المصانع كأحد العمال البسطاء.
وفي أحد الأيام تتعطل إحدى الماكينات في غياب المهندس، فيقوم بإصلاحها، وسط دهشة الجميع، وعندما ينجح يصفق له الجميع.
فيشعر الشاب بالفخر، فأخيراً حقق البطولة بمعناها الحقيقي.
×××××××××××××××××××××××××××××××××

برواز
لص بلقب بطل
في الأدب الشعبي في معظم دول العالم اتخذ البطل شكلاً مختلفاً، فهو يحقق العدالة، ويقضي على الظلم، ويقهر الطغاة باستخدام أساليب مبتكرة، وحيل، كما أنه في الغالب يقوم بأعمال السرقة لكنها في حالة الأبطال الشعبيين مقبولة، لأنه يسرق من الأغنياء الذين في الغالب يمثلون الطبقة الحاكمة المستبدة، وأحياناً يعطي للفقراء، وحتى إن لم يعطهم شيئاً يكفي أنه يقتص للفقراء بسرقته للأغنياء.
ورغم أن الأبطال الشعبيين شخصيات غير حقيقية لكنها عاشت في وجدان الشعوب منذ أن برزت في  العصور الوسطي، وحتى الآن.
ومن أبرزها في الأدب العربي على الزيبق اللص الظريف الذي يلجأ للحيلة دائما، وينتصر على الكلبي ممثل السلطة الغاشمة.. لص بغداد ومساعدته للأمير أحمد للقضاء على الوزير الطاغية.
وهناك أيضاً روبين هود في الأدب العالم الذي كان يحقق العدالة بأن يسرق من الأغنياء ليعطي للفقراء.
وهكذا فالبطل الشعبي لص، ولكن بلقب بطل..
××××××××××××××××××××××××××××××××××
أحمد زكي يا بطل
على الشاشة الفضية رأينا الكثير من البطولات سواء كانت عن قصص حقيقية لأبطال خلدهم التاريخ أو قصص من وحي الخيال، لكن فيلم البطل الذي لعب بطولته الفنان أحمد زكي، ومن إخراج مجدي محمد على قدم لنا تصوراً لمعني البطولة، والذي يتمثل في ضرورة الانتماء للطبقة الاجتماعية التي نشأ الفرد فيها، أما التطلع للانتماء لطبقة أخرى سيؤدي إلى الفشل، فالبطل الحقيقي هو ابن طبقته بكل ما تحمله الكلمة من معانى.

المصدر: إيمان العمري
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 419 مشاهدة
نشرت فى 2 سبتمبر 2014 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,753,221

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز