<!--
<!-- <!-- <!-- [if gte mso 10]> <mce:style><!-- /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} --> <!-- [endif]---->
أكتب لك على ضوء الشموع، ليس لسبب رومانسى وإنما لسبب سياسى! الشموع والضوء الخافت والموسيقى الحالمة خيارات العشاق فى أيامهم الأولى، وقت أن يعلو صوت الحب على كل الأصوات.
ولكن الشموع التى أكتب عليها فرضتها الكراهية والخيانة، ليس علىّ وحدى وإنما على كل الشعب المصرى، من السلوم ورفح شمالا، إلى وادى حلفا جنوبا، أصبح المصريون يعانون من انقطاع متكرر للكهرباء . الفاعل أو المجرم وراء ذلك هم جماعة أعمتها الكراهية وحادت بهم الخيانة عن الطريق القويم.
مصريون صاروا أعداءً، يستأجرهم أعداء مصر للتنغيص على أهل مصر. فى أحلك اللحظات يظهر معدن الناس، ويمكنك أن تعرفى العدو من الحبيب، وهؤلاء ظهر معدنهم ونواياهم اليائسة وأفعالهم الخسيسة التى لم تزد الشعب إلا صلابة وتمسكا بقيادته الجديدة.
ضوء الشموع يتراقص، فأرى أشباحا تحوم حولى. أرى ذلك الشاب البائس الذى ظهر على الشاشة الصغيرة ورآه العالم كله يرقص مرحا مبتهجا، وألسنة اللهب تندلع من نوافذ مجمع العلوم فى ميدان التحرير. هل كان سعيدا لأن كتبا ومراجع وأبحاثاً و خرائط ورسوماً لا تقدر بثمن تحترق، ويختفى معها جزء هام من تاريخ بلاده؟! وألتفت إلى الناحية الأخرى لأشاهد بعينىّ خيالى لهباً آخر يتراقص فرحا، وعلم بلاده يحترق، وثالث يرقب متشفيا زميله الذى يلقى بطفل برىء من أعلى البناية وآخرين من مثل عمره يتساقطون صرعى برصاص خراطيشه، وأرى شبحا أسود لفتاة ينفث لسانها المسموم الذم فى المصريين وهى تنعتهم بأحط الألفاظ كى ترضى أسيادها فى القناة التى تدفع بسخاء لكل من يخون مصر ويهين الشعب المصرى. وكلما أمعنت فى الانزلاق فى درك الخيانة زادت مكافأتها وتضخم رصيدها بالدولار والدينار.
من هؤلاء يا عزيزتى حواء؟ هل ولدوا على أرض مصر وشربوا من نيلها وتربوا فى مدارسها وجامعاتها وعشقوا ترابها مثل كل ملايين المصريين؟
ها هو النور قد عاد وانقشع الظلام بأشباحه وهواجسه وأوهامه أمام ضوء الحق الساطع. لن ينتصر الزيف على الحقيقة ولن ينهزم النور أمام الظلام، ولسوف تعرف الأجيال القادمة أن شعب مصر العظيم لم ينحن ولم يصبه يأس أو تراجع إزاء كل المنغصات التى يختلقها أعداؤه فى الخارج والداخل حتى لا يستكمل مسيرته إلى المستقبل.
كنت أود أن أعود إلى ذكرياتى فى مجلة"حواء" الحبيبة ولكن انقطاع الكهرباء عطلنى، فإلى الأسبوع القادم ونلتقى على خير.
ساحة النقاش