<!--
<!-- <!-- <!-- [if gte mso 10]> <mce:style><!-- /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} --> <!-- [endif]---->
العلل والأمراض التى أعاقت المرأة عن عدل التشريع الإسلامى
من المؤكد أننا لا يمكن أن نتكلم عن دور المرأة فى تكوين الأسرة الفاعلة إلا إذا وضعت بالميزان الصحيح الذى أعطاه لها التشريع الإسلامى فى جميع حقوقها وفى واجباتها, وأزلنا عنها التقاليد البيئية الظالمة والتى توارثتها الأجيال, وأن تتمتع بجو صحى سليم فى بيتها وفى كنف زوج يقدرها ويتعاون مع دورها فى الحياة كشريك له مكانته ودوره دون أنانية أو تنكيل أو نظرة خاطئة لهذا الدور, ولذلك أود أن أحدد العلل والأمراض التى أحاطت بالأسرة وعلى رأسها المرأة.
أولاً انحرف بعض المسلمين عن تعاليم دينهم فى معاملة النساء, وشاعت فيهم روايات مظلمة وأحاديث إما موضوعة أو قريبة من الوضع نتيجة التغيير الخاطئ لها انتهت بالمرأة المسلمة إلى الجهل الطامس وإلى العزلة والاستبعاد فأعادتها إلى الجاهلية الأولى, حتى أصبح تعليم المرأة معصية وذهابها إلى المسجد محظوراً ومشاركتها فى شئون المجتمع أو انشغالها بالباخرة شيئاً نكراً عليها, وكان إذراء الأنوثة حقاً شائعاً والجور على حقوقها المادية والأدبية هو العرف السائد, بل كان يعتبر من مفاخر الرجولة كلما اشتد هذا الجور وتمكن منه الرجل.
وأسوق عبارة للشيخ محمد الغزالى تؤكد على مدى الظلم الذى وقع على المرأة »منذ ثلاث سنين فقط وقف خطيب مشهور يصيح بأسى وغضب وهو يقول رحم الله أياما كانت المرأة فيها لا تخرج إلا ثلاث مرات من بطن أمها إلى العالم، ومن بيت أبيها إلى الزوج، ومن بيت الزوجها إلى القبر! قلت: لا بارك الله فى هذه الأيام ولا أعادها فى تاريخ أمتنا إنها أيام الجاهلية لا أيام الإسلام, إنها انتصار لتقاليد جائرة وليست امتداداً للصراط المستقيم«, ويواصل شيخنا فى الاستشهاد ببعض الأحاديث الضعيفة والعقول أخذتها حجة على حبس المرأة ومنعها من المشاركة فيما أعطاها الله لها من حقوق, ويذكر على سبيل المثال الحديث الذى ذكر عن السيدة فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم »إن المرأة لا ترى أحدا ولا يراها أحد وقد أقر النبى ذلك وضم ابنته إلى صدره قائلاً: ذرية بعضها من بعض«, ويعقب الشيخ الغزالى على المستشهد بهذا الحديث والذى يعتبره تشريعاً للعزلة التى فرضها الإسلام على حياة المرأة من المهد إلى اللحد, قلت: إنك تحكى حديثاً منكراً لم يذكره كتاب فى السنة يحترم إنك تحكى حديثا يخالف تواتر نص القرآن الكريم والأحاديث الصحاح وسيرة النبى الكريم وخلفائه الراشدين.. والواصفون اختلقوا أحاديث تفرض الأمية على النساء وصدقهم المخدوعون, فلم يفتحوا مدرسة للبنات واختلقوا أحكاما تمنع المرأة من ارتياد المساجد, ومضوا فى جهالتهم حتى قصروا وظيفتها دينا ودنيا على الجانب الحيوانى وحده!
ساحة النقاش