هل أخطأت حين تمسكت بكرامتي وغادرت قلب أتى بغيري لتشاركني السكن بين حناياه؟! فأنا سيدة في أوائل العقد الخامس من العمر.. بدأت حكايتي منذ ربع قرن, فقد كنت أعمل مدرسة بإحدى المدارس التجريبية وخلف أسوارها نبض قلبي للحب.. حدث ذلك منذ أول يوم التقيته, إنه زميلي مدرس العلوم الذي جمعتني به أحلى علاقة عشق توجناها بعد عامين بالزواج.. لنحلم معاً بطفل صغير يزيد من ترابطنا ويكمل فرحتنا.. لكن يوم تلو آخر يمضي ولا بوادر لتحقيق الحلم.. الأمر الذي زاد من قلقي خاصة مع ترقب أسرتينا و سؤالهما المستمر عن سر تأخر الحمل.. المهم, قررنا استشارة المختصين وبعد عدة فحوصات أخبرونا باستحالة إنجابي لعيب خلقي.. وطبعاً حزنت بل وانهرت وخيرت زوجي بين الاستمرارية أو الانفصال، لكنه تمسك بي معلناً أن وجودي يغنيه عن الدنيا وما فيها.. وهرباً من"زن" أسرته سعى لعقد عمل في مدرسة بالخليج وأخذني معه لنترك ضغوط أسرته التي تلاحقنا.. وبالفعل, عشنا في سعادة دامت لأكثر من 22 عاماً حيث عملت أنا الأخرى بمدرسة بنات.. فكانت حياتنا مزيجاً من العشق والغرام فضلاً عن ثروة كبيرة جمعناها على مدار سنوات لنعود إلى مصر بعد سنوات طوال من الغربة.. ونضع مدخراتنا في مشروع صغير.. و ليتنا ما فعلنا! فعن طريقه تعرف زوجي على فتاة تصغره بعشرة أعوام ولا أعرف لما أو كيف تورط في عشقها وتزوجها بحجة استيقاظ شهيته فجأة للأطفال.. وطبعاً ثورت وأصريت على الطلاق كما انهيت الشراكة في المشروع و أخذت نصيبي منه!.. هكذا, أغلقت صفحة زواجي وعدت إلى بيت أسرتي, فلم أجد سوى بقايا لأطلال الذكرى بعد رحيل والداي وزواج أشقائي.. والغريب أن من أفنيت معه عمري تزوج من فتاته وأنجب منها وكأن شيئاً لم يكن.. فهل غلط بتركه لها وإصراري على الطلاق؟!
أ ع "مدينة نصر"
- في حياة كل منا أشياء قدرية تحدث رغماً عنا ومن ثم لا نملك سوى التعايش معها وتقبلها.. فالنبش في حطام الماضي لن يفيد أو بمعنى أدق لن يغير في الحاضر.. وعلينا وضع نقطة فاصلة وفتح صفحة جديدة على أولها خطة للغد.. فالحياة مستمرة وستظل تفاجئنا بأشياء غير متوقعة، بشرط أن ننظر للمستقبل بأمل و تفاؤل.. فلما لا تفكرين أنتِ الأخرى في عمل أو نشاط اجتماعي أو خيري تشغلين به وقتك؟! فالانشغال بالعمل خير وسيلة لانقضاء الوقت بعيداً عن التركيز فيما لا يجدي.. فكفى عن اجترار أحداث الأمس وانغمسي بعدة مهام حتى لا تتركي نفسك فريسة للأحزان..
ساحة النقاش