علي خلاف كثيرين لم أسعد لسماع نبأ فوز الطفلة الباكستانية مالالا يوسف زي " ١٧سنة " بجائزة نوبل للسلام لهذا العام مناصفة مع الهندي كايلاش ساتيارثي لنضالهما ضد قمع الأطفال والمراهقين ومن أجل حق الأطفال في التعليم، بالعكس لقد انتابني الحزن لتكرار نفس المسرحية الهزلية التى شاهدناها عام ٢٠١١م عند فوز الناشطة اليمنية توكل كرمان بجائزة نوبل للسلام وهى التى ظهرت حقيقتها فيما بعد كونها تنتمي لجماعة الإخوان الإرهابية وكان لها دور بارز في تقسيم اليمن، ومازالت تمارس دورا مناهضا لبلدها إلى الدرجة التى دفعت بوالدها إلى التبرأ منها، وكما وقعت العين على توكل واختيرت لنوبل من أجل ماهو أبعد وأهم من ذلك لدي المعسكر الغربي، تتكرر نفس القصة مع مالالا، وقبل التطرق إلى أسباب توقعي هذا أقول لمن لا يعرف كواليس اختيار شخصيات نوبل.. إن البعد السياسي والعزف على أوتار الشعوب ومحاولة استدراج بعض العناصر لاستخدامها بغرض تحقيق أهداف بعيدة المدي تخدم في المقام الأول الأمريكان ومخططاتهم يكون الاختيار، سيرد البعض بأن الجائزة تمنحها النرويج وليست أمريكا، وأُجيب أن المصالح واحدة والهدف مشترك في احتواء وتقسيم الشرق الأوسط والاستيلاء على ثرواته، كما أن تمثيل دور الرافض للإرهاب والإرهابين ومحاربتهم فى كل مكان ومكافأة من يقف ضدهم لم يعد يقنع أحدا لأن من صنعهم هم ولا أحد غيرهم، فالمحتل لم تتغير سياساته منذ الأزل .
أعود للجائزة لأبرهن علي صحة رؤيتي ووجهة نظري فيما أذهب إليه من عدم شفافية وصدق نوايا جائزة نوبل، فتوكل كرمان لم تقف ضد أعداء وطنها بل ساعدتهم علي تنفيذ مخططهم ولم تكتف بذلك وإنما خرجت تهاجم بالفعل والقول سياسات البلاد المجاورة ومنها مصر.
أما قصة مالالا زي فتتلخص في تعرضها للاغتيال عام ٢٠١٢ م من قبل حركة طالبان الباكستانية بسبب عدد من التدوينات الخاصة بها منذ عام ٢٠٠٩ م والتى نددت فيها بانتهاكات طالبان لحقوق الفتيات وحرمانهن من التعليم، وانتقادها لأعمال العنف التى يرتكبونها من حرق لمدارس البنات وتعذيب وتشريد للأسر، والسؤال لماذا لم يلتفت القائمين على جائزة نوبل للدور العظيم للصغيرة ذات الاثنى عشر عاما وقتها والتفت إليه الآن إذا كانوا بالفعل يبغضون الإرهاب والإرهابين؟ ولماذا لم تمنح الجائزة عام ٢٠١٢ م عند محاولة اغتيالها من قبل طالبان تكريما لدورها في مواجهتهم وقتها سيكون السبب أقوي؟! ألم أقل بداية أنها
مسرحية هزلية، الآن يتم منحها نوبل لاستكمال مشهد مواجهة الإرهاب والإرهابين وهم من صنعوهما، ومن هنا أذهب إلى أن اختيارات نوبل ليست خالصة لوجه السلام ولكنها صارت مسيسة لمصلحة الأصدقاء.
ما دفعني إلى القلق والحزن عند سماع نبأ فوز مالالا أن تكون نفس الوجه القبيح لتوكل كرمان، وبالفعل وأنا أبحث عن معلومات عن الطفلة الباكستانية وقعت عيني علي صورة لها مع توكل اليمنية وهما تشيرا بأصابعهما بعلامة رابعة، وهي الصورة التى أضعها في مقدمة المقال لأؤكد لنفسي صدق حاستي الصحفية عندما قرأت الخبر، إذن الموضوع أكبر من السلام أو طالبان فأصل الموضوع هو الأمريككككككككككان .
المصدر: ماجدة محمود
نشرت فى 3 نوفمبر 2014
بواسطة hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
22,808,473
رئيس مجلس الإدارة:
عمر أحمد سامى
رئيسة التحرير:
سمر الدسوقي
الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز
ساحة النقاش